بعد أربع سنوات ونصف.. عمليات ترميم الوحدتين 18 و19 في المدينة الجامعية لم تنته!
دمشق- لينا عدره
يبدو أن الجهات المعنية عجزت عن ترميم مطابخ ودورات مياه الوحدتين 18 و19 المخصصتين لطلاب الدراسات العليا في المزة، بشكل تنهي معه معاناة 1246 طالباً، معظمهم من الاختصاصات الطبية، من أوضاعٍ مزرية جداً منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، أي منذ قرار رئاسة الجامعة البدء بأعمال ترميم الوحدتين اللتين أثرت الظروف الاقتصادية وفروقات الأسعار على استكمال أعمال الترميم فيهما، إلا أنه وفي الوقت نفسه لا يمكن تجاهل أثر الفساد والروتين والمراسلات المكوكية التي كانت في كثير من الأحيان السبب الأهم في عرقلة مشاريع بعينها والأمثلة كثيرة جداً.
مدير المدينة الجامعية الدكتور عباس صندوق فنّد خلال حديثه لـ”البعث” الأسباب والعقبات التي واجهت ترميم الوحدتين 18 و19 محملاً المتعهد ولو بشكلٍ غير مباشر مسؤولية التأخير والعرقلة، وهو ما استدعى إيقافه من قبل المهندسين الاختصاصيين بسبب عدم إنجازه العمل بالشكل المطلوب، وتهربه من الالتزام ببنود العقد وعدم تطبيقه لدفتر الشروط الفنية، لينسحب بدوره ويترك كلّ شيء من حيث توقف بعد أن كان قد بدأ بتنفيذ جزء من الأعمال.
وثمّن صندوق في معرض حديثه الجهود التي بذلتها الجامعة والتزامها وعدم تقصيرها عبر إعلانها لثلاث مرات عن مناقصات لترميم الوحدتين، حيث فشلت في المرة الأولى وكانت على حساب المتعهد، فيما رست الثانية على متعهدٍ انسحب ضمن المدة القانونية نتيجة الوقت الطويل الذي استغرقته إجراءات تصديق العقد ليُعلَن بعدها وللمرة الثالثة على التوالي عن مناقصةٍ كان مصيرها الفشل أيضاً. وأكد صندوق على متابعته الأمر بمجرد تسلمه إدارة المدينة، ولا بد من الإشارة إلى أنها وقائع جرت قبل تحول المدينة لهيئة مستقلة عبر طلبٍ قدمه لرئيس الجامعة للموافقة على إعلان استدراج عروض أسعار وهذا ما كان، إلا أن الأمر توقف أيضاً نتيجة تأخر العروض للشهر 12 والتكلفة المالية الكبيرة التي تفوق قدرة الجامعة على تسديدها، سواء بمواردها الذاتية أو ضمن خطتها الاستثمارية، مؤكداً متابعة الأمر بعد عطلة عيد الفطر، حيث سيعلن عن فضّ عروض، لافتاً إلى أن تاريخ إعلان أول مناقصة بعد تحويل المدينة إلى هيئة مستقلة كان في 5/3/2023.
في حين أنه لم يخفِ صعوبة الوضع في الوحدتين بعد أربع زيارات متكررة لهما، وصعوبة إيجاد حلول إسعافية مؤقتة لمعالجة بعض المشكلات ريثما تنتهي الأمور المتعلقة بالعقد، والسبب أن أموراً كثيرة لا يمكن تنفيذها إلا من خلال تطبيق العقد، وخاصة مع التداخل الكبير في الأعمال، كما هي الحال في نوازل المياه المالحة والباردة والساخنة المتداخلة مع بعضها ما يسبب إرباكاً كبيراً في العمل، والمحصلة -يتابع صندوق- صعوبة كبيرة في تنفيذ أية أعمال جزئية، خاصةً وأن التنفيذ أصبح على حساب متعهد ناكل حسب القوانين والأنظمة ورأي مجلس الدولة، الذي يفرض على المتعهد أن ينفذ كلّ الأعمال التي قصّر في تنفيذها دفعةً واحدةً، حتى لا تخسر الدولة الدعوى بينها وبين المتعهد.
أما بالنسبة للمواد المتبقية فقد أوضح صندوق ما بقي منها، وهي كمية قليلة، وُضِعَت في المستودعٍ بعد أن قامت لجنة مختصة من الجامعة بجردها ضمن قائمة تمّ إرسالها إلى إدارة المدينة عند تحويلها لهيئة مستقلة، مؤكداً متابعة الجهات الرقابية مسألة التأخير الحاصل لعمليات ترميم الوحدتين بشكلٍ كامل، لافتاً إلى أنه لا يمكن الحديث بأمورٍ حدثت في الفترة التي سبقت استلامه إدارة المدينة، مُرجِعاً سبب توقف الكثير من المشاريع في قطاعات عدة لعدم تقدم أي جهة للمناقصات التي تُطرح ما يؤدي لفشلها مراتٍ عدة، وخاصة مع الفارق الكبير في الأسعار.
وعن تكلفة ترميم الوحدتين بيّن صندوق أنها قد تتجاوز الملياري ليرة، لأن الترميم سيشمل دورات مياه حمامات ومطابخ كل الطوابق في كلتيهما وفي أماكن متعددة إضافة للأرضيات والسيراميك.
وفي السياق ذاته يؤكد صندوق أنه ومنذ أن تمّ الاستلام والتسليم بين إدارتي (الجامعة والمدينة) دأبت إدارة المدينة على متابعة أوضاع الوحدات الجامعية في المدينة، وخاصةً تلك التي تحتاج لترميمٍ عاجل، مؤكداً أن الطلاب وخلال الأشهر القادمة سيلمسون تحسناً واضحاً إن كان لجهة المياه الساخنة ودورات المياه أو المطابخ وعزل الأسطح.
هذا ولا يخفى على أحد الأوضاع الصعبة للمدن الجامعية، وخاصة بعد الضغط الكبير الذي تعرّضت له معظمها في فترة الحرب، ما عرقل ومنع أعمال الترميم في الكثير منها.