إنهاء عصر الدولار تقوده “بريكس”
تقرير إخباري:
لا شك أن هناك جهداً واضحاً حالياً لإنهاء هيمنة الدولار على التعاملات البينية في العالم، وخاصة بين الدول التي تعاني فعلياً من استخدام الدولار أداة لمعاقبتها أو محاصرتها اقتصادياً كما يحدث مع كل من الصين وروسيا وإيران، فضلاً عن أن العديد من الدول الصغيرة، وما لا يقل عن 12 دولة في آسيا، بدأ بالنظر إلى الدولار على أنه سلاح يُستخدم ضدّها، الأمر الذي دفعها هي الأخرى إلى الخوض بتجربة إزالة الدولار، بينما تذهب الدول ذات الاقتصادات العالمية القوية نحو التحايل على الدولار لحماية كياناتها الاقتصادية.
وتشير بعض التقارير العالمية إلى أن الشركات في جميع أنحاء العالم تبيع جزءاً غير مسبوق من ديونها بالعملات المحلية، ومع ذلك لا يوجد أيّ مؤشر على خروج العملة الأميركية عن سيطرتها كوسيلة للتبادل بين الدول، ولكننا نستطيع القول: إن فرض العقوبات على الدول بأسلوب متعنّت وظالم هو ما دفع بعض الدول إلى البدء بالتفكير بعملة جديدة وإزاحة الدولار من عرشه وهيمنته التي أجبرت المستثمرين على تنويع ممتلكاتهم، كما سارعت كل من روسيا والصين إلى الترويج لعملاتهما، في حين ذهبت بنغلادش وكازاخستان ولاوس إلى المفاوضات مع الصين لتعزيز استخدامها لليوان.
وفي ظل مخاطر الركود العالمية وتهديداتها، تبدو الولايات المتحدة مستعدّة للمخاطرة بالاقتصاد العالمي أن ينكمش أو يدخل في ركود اقتصادي نتيجة سياسة الفائدة المرتفعة، مقابل أن تنقذ نفسها من تضخّم كبير.
ولكن ما قاله جوزيف دبليو سوليفان، كبير المستشارين في مجموعة “ليندسي”، والخبير الاقتصادي في مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين، خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أنّ “عملة بريكس يمكن أن تهزّ هيمنة الدولار، وقد تكون لحظة إزالة الدولرة وصلت أخيراً”، ربّما يشير بشكل واضح إلى أن الحديث عن إمكانية إزاحة الدولار عن عرشه بدأت فعلاً.
وأضاف في حديث لصحيفة “فورين بوليسي” الأميركية: إن ألكسندر باباكوف، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي قال: إنّ “روسيا تقود الآن تطوير عملة جديدة، سيتم استخدامها للتجارة عبر الحدود من دول بريكس، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا”، ومن هنا فإن العملة التي ستصدرها مجموعة بريكس ستكون مختلفة.
ولكن الصحيفة أكّدت أن احتمالات نجاح العملة الصادرة عن المجموعة واردة، وأن مثل هذه العملة يمكن أن تطرد الدولار الأميركي كعملة احتياطية لأعضاء بريكس، وهزّ مكانة الدولار عن عرشه.
ووفقاً للمسؤول والخبير المالي فإنّ هذا الأمر، قد يتحقق من خلال عدة سيناريوهات، وإذا استخدمت مجموعة بريكس العملة للتجارة الدولية فقط، فإنها ستزيل عائقاً يحبط الآن جهودها للهروب من هيمنة الدولار، ويعدّ التعامل باليوان بين روسيا والصين مثالاً واضحاً على ذلك.
وقد أعلن ألكسندر لوسيف، المدير العام لشركة “سبوتنيك لإدارة رؤوس الأموال”، أنّ “الدولار قد يفقد هيمنته على سوق العملات العالمية بحلول نهاية العقد”، كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية مع الجنيه البريطاني.
وهذا كلّه يمكن أن يؤكّد فعلاً أن عصر هيمنة الدولار بدأ بالأفول، وأن مفتاح الانتقال إلى النظام العالمي الجديد هو الخروج من سلطة الدولار.
ميادة حسن