لافروف: واشنطن تحوّل الانتباه عن الشرق الأوسط عبر استغلالها حرب أوكرانيا
نيويورك – وكالات:
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إنّ واشنطن تريد أن تكون الراعي الوحيد للتسوية في الشرق الأوسط، على الرغم من فقدانها مكانتها المحايدة.
وأكّد لافروف خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، لمناقشة التوترات في الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أنّ “واشنطن تدّعي أنّها الراعي الوحيد لعملية التسوية في الشرق الأوسط، ولا تخجل من حقيقة أنّها فقدت منذ فترة طويلة الحياد والنزاهة اللذين لا غنى عنهما للوسيط النزيه، وخاصةً بعد القرارات المعروفة لإدارة ترامب التي تتعارض بشكلٍ مباشر مع قرارات مجلس الأمن الدولي والتي لم تُلغها إدارة بايدن”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تستغل قضية أوكرانيا لكسب الدول النامية إلى جانبها من خلال التهديدات وتحويل الانتباه عن الشرق الأوسط ومناطق أخرى من جنوب الكرة الأرضية”، كما لفت إلى أنّ واشنطن بدلاً من المساعدة في استعادة الأفق السياسي، تواصل هي والاتحاد الأوروبي المحاولات الهدامة لاستبدال العالم الحقيقي ببعض الإجراءات الاقتصادية الجزئية، وتسعى إلى تعزيز التطبيع العربي “الإسرائيلي”، وتتجاوز الحلّ العادل للقضية الفلسطينية.
وتابع لافروف: إنّ “اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، المكونة من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سقطت ضحية لمثل هذه الأعمال أيضاً”، لافتاً إلى أنّ “تطوّر الأحداث في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس المحتلة، زاد التوتر في المنطقة إلى مستوىً خطر للغاية”، ومبيّناً أنّه منذ بداية العام استُشهد أكثر من 100 فلسطيني، وجُرح الآلاف نتيجة الغارات العسكرية في جنين وأريحا ونابلس على خلفية انتهاك مكانة الأماكن المقدسة.
كذلك أكّد أنّ “الأزمات التي تهتمّ الدول النامية بحلّها أصبحت ضحيةً للمعايير المزدوجة والغرائز الاستعمارية للغرب المهووس بالمصالح الأنانية لإملاء مطالبه على العالم بأسره، متجاهلاً ثقافة الشعوب الأخرى وتقاليدها”، مردفاً: “بشكلٍ عام يسخرون من القانون الدولي”.
إلى ذلك، بحث لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط وصفقة الحبوب.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الجانبين بحثا الوضع في سورية واليمن وأفغانستان، وقضايا التعاون بين موسكو والأمم المتحدة، وتنفيذ مبادرة البحر الأسود.
وأشار البيان إلى أن لافروف كرر بالتفصيل الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية الحالية، ومسار وأهداف العملية العسكرية الخاصة التي تركز على القضاء على التهديدات المحيطة بالأمن القومي لروسيا، كما انتقد بشدة الدول الغربية لاستخدامها برنامج الأمم المتحدة للترويج لمبادرات مسيسة مناهضة لروسيا، والتي لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة الحالية.
من جانبه حمل غوتيريش وزير الخارجية الروسي رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين حول تمديد اتفاقية إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال لافروف: “تحدث الأمين العام عن الجهود التي يبذلها لاستمرار اتفاقية الحبوب، وحتى الآن فإن التقدم بصراحة، ليس ملحوظا للغاية، نقل أفكاره إلينا في رسالة تحدد سبل استمرار الاتفاق، وهذه الرسالة بحاجة إلى دراسة”، مشدداً على أن موسكو لا ترى رغبة لدى الدول الغربية في تنفيذ ما هو ضروري لإنجاح المبادرة.
وتتضمن صفقة الحبوب التي وقعتها روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في الـ22 من تموز 2022 تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية من ثلاثة موانئ عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود.
من جهة ثانية أعرب لافروف عن تأييده لفكرة نقل مقر الأمم المتحدة من الولايات المتحدة إلى بلد آخر.
في المقابل أبلغ غوتيريش الوزير الروسي بجهود المنظمة الدولية لحلحلة الموقف مع الولايات المتحدة الدولة المضيفة، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة عدم إصدار التأشيرات لممثلي روسيا.