هل تستثمر المقاومة الوضع العالمي الجديد؟
تقرير إخباري:
تتسارع الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتتصاعد الانتفاضة غير المعلنة، في موازاة إقرار كامل من كيان الاحتلال الإسرائيلي بخروج الأمور عن سيطرته، حيث تستمرّ العمليات الفدائية التي يشنّها من تقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إنهم ليس لديهم خلفية أمنية “أي أنهم غير منتمين لأي فصيل مقاوم”، وتستهدف هذه العمليات جنود الاحتلال ومستوطنيه في أكثر مستعمراته تحصيناً.
وفي المقابل تسعى سلطات الاحتلال جاهدةً إلى احتواء وضرب انتفاضة الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة عن طريق حصار قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة، من خلال اتباع سياسة القتل والاعتقال والتهديد باستهداف قادة المقاومة أو شنّ حرب عدوانية على قطاع غزة المحاصر.
كذلك تمارس سلطات سجون الاحتلال سياسة التضييق على الأسرى الفلسطينيين وتقوم بإهمال أوضاعهم الصحية، ما يؤدّي إلى تفشي الأمراض بينهم ووصول العديد منهم إلى مرحلة الموت السريري، في سياق العدوانية ومحاولة أخذ الأسرى رهائن بغية الضغط على فصائل المقاومة وأهالي الأسرى لكبح الانتفاضة الفلسطينية المتصاعدة وفرملة العمليات الفدائية.
وفي الوقت نفسه، تتسق التحرّكات الأمريكية في المنطقة في سياق السعي إلى حماية كيان الاحتلال من خلال عقد اجتماعين أمنيين مؤخراً، والاستعداد لعقد اجتماع ثالث في قادم الأيام بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية، ولكن سرعان ما تصطدم التفاهمات التي يتم الاتفاق عليها في هذه الاجتماعات بتعنّت كامل من حكومة الاحتلال يتمثّل في رفض تنفيذ مخرجاتها أو من خلال نفي هذه الحكومة للتفاهمات التي حدثت خوفاً من انفراط عقدها نتيجة لرفض وزراء “الحريديم” أيّ وقف للاستيطان أو لتغيير الوضع القائم في القدس ولو كان شكلياً ولا يساوي الحبر الذي كُتب فيه.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية بناء أسباب قوّتها والاستعداد للمعركة، التي يحاول الاحتلال فرضها عليها، مستمدّةً قوّتها من الشعب الفلسطيني الرافض للتفريط في حقوقه ومقدّساته، حيث يبادر إلى المقاومة الفردية والردّ على جرائم الاحتلال بكل الوسائل المتاحة أمامه دون أيّ ارتباط تنظيمي مع أي فصيل.
كذلك تشكّل استراتيجية وحدة الساحات التي تنتهجها المقاومة داخل فلسطين وخارجها رادعاً لأيّ مغامرة قد تحاول حكومة الاحتلال الإقدام عليها في محاولة للخروج من المأزق السياسي والاجتماعي الذي يعصف بالكيان وجيشه.
وهنا تجب الإشارة إلى ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، من أنّ واشنطن تريد أن تكون الراعي الوحيد للتسوية في الشرق الأوسط، على الرغم من فقدانها مكانتها المحايدة، والانطلاق من حديث لافروف هذا للاستفادة من الظروف الدولية والإقليمية المواتية التي تؤكّد تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة والعالم، ومن قوة المقاومة وقدرتها على تحقيق توازن الردع مع كيان الاحتلال، وذلك لاستقطاب القوى العالمية كروسيا الاتحادية والصين الشعبية الراغبتين في أخذ المبادرة والإعلان عن ذاتها أقطاباً دولية جديدة من خلال رعايتها لمفاوضات سلام بعيداً عن الراعي الأمريكي غير النزيه والداعم المباشر لكيان الاحتلال بالسلاح والمال.