إصابة مستوطن في عملية بطولية للمقاومة الفلسطينية شمال رام الله
الأرض المحتلة – نيويورك – وكالات:
ردّاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة نفّذت المقاومة الفلسطينية اليوم عملية بطولية شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية، أسفرت عن إصابة مستوطن.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مقاومين يستقلّون سيارة أطلقوا النار على تجمّع للمستوطنين في منطقة عيون الحرامية شمال رام الله، ما أدّى إلى إصابة مستوطن بينما تمكّن المقاومون من الانسحاب، وكثّفت قوات الاحتلال وجودها في المنطقة، وأغلقت بوابة الجلزون على الطريق الواصل بين رام الله والبيرة بالضفة.
وبذلك يرتفع عدد العمليات البطولية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال منذ مطلع العام الجاري إلى 17 عملية مستهدفةً إياه في “تل أبيب” والقدس ومناطق عدة بالضفة، أسفرت عن مقتل 19 مستوطناً وجندياً للاحتلال وإصابة نحو 50.
إلى ذلك، تعرّضت مواقع “إسرائيلية” على شبكة الإنترنت لهجماتٍ إلكترونية يومي الإثنين والثلاثاء، منها مواقع “الموساد” و”مؤسسة التأمين”، وجامعة “تل أبيب”، وشركة المياه “مكوروت”، وصحيفة “جيروزاليم بوست”، ما أدّى إلى توقّفها عن العمل.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال عدّة أحياءٍ في مدينة قلقيلية وضاحية أكتابا في طولكرم، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين.
وتفرض قوات الاحتلال منذ ثمانية عشر يوماً حصاراً على منطقة الأغوار الشمالية، وتغلق أغلبية الطرق المؤدية إلى أراضي الفلسطينيين الزراعية، إضافةً إلى تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير، ويعيق إغلاق هذه الطرق سير الحياة اليومية للفلسطينيين، كما أنها تعدّ ممراتٍ أساسية للوصول إلى أراضيهم الزراعية، وإيصال محاصيلهم إلى الضفة الغربية وتسويقها، ما أدّى إلى إلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين.
كذلك تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فرض حواجز عسكرية على مداخل مدينة أريحا، من عدة جهات، لليوم الرابع على التوالي.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي كثّفت وجودها داخل المسجد وعند أبوابه، واقتحمت مصلى باب الرحمة، واعتقلت أحد حراس المسجد.
من جانبٍ آخر، حذّرت مؤسسة “مهجة القدس” من استشهاد الأسير خضر عدنان بعد وصول حالته الصحية إلى مرحلة حرجة جداً، مشيرةً إلى أن الأسير أصبح أشبه بهيكل عظمي، “وهو يعاني إغماء متكرراً، ويحتضر”.
بدورها، أكّدت زوجة الأسير عدنان أن الاحتلال يمنع الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية من زيارته والاطلاع على وضعه الصحي.
ويستمر الأسير خضر عدنان في إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ80 على التوالي، وكانت قوات الاحتلال اعتقلت عدنان في 5 شباط الماضي، بعد دهم منزله في بلدة عرابة جنوب جنين، وما زال موقوفاً، علماً أنّه خاض 5 إضراباتٍ سابقة، منها 4 إضرابات رفضاً لاعتقاله الإداري، كما تعرّض للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في معتقلات الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداري.
سياسياً، أكد وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية، رياض المالكي، أن الاحتلال يواصل انتهاكاته اليومية بحق الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وإحلال المستوطنين مكانهم، مشدداً على وجوب إنهاء نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 75 عاماً.
وقال المالكي في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط: إن نكبة الشعب الفلسطيني طال أمدها وهي أطول فترة إنكار للحقوق الوطنية والجماعية والفردية في العالم التي تسبب بها أطول احتلال في التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن النظام القائم على القانون الدولي بأكمله يقوم على مبدأين أساسيين هما حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة ولا يوجد خرق لهذه القواعد أكثر من العدوان والضم، ولافتاً إلى أن قوات الاحتلال تصعّد انتهاكاتها اليومية، كما يتواصل إرهاب المستوطنين بحق الفلسطينيين.
وتابع: إن الجنود والمستوطنين الإسرائيليين ينشرون الخراب في شوارعنا وفي حياتنا فلا أحد آمن في أي مكان وفي أي وقت لا في أرضنا ولا شوارعنا ولا مساجدنا ولا كنائسنا ولا مدارسنا ولا بيوتنا، مؤكداً أن هناك مبدأ بسيطاً يكمن وراء القانون الدولي والعدالة الدولية وهو الردع كسبيل وحيد لمنع تكرار هذه الانتهاكات، وأن المسألة الوحيدة التي تستحق النقاش هي كيف يمكنك القيام برد جماعي من شأنه أن يردع أي شخص أو طرف عن انتهاك القانون الدولي، مضيفاً: كم عدد المسؤولين الإسرائيليين الذين تمت مساءلتهم بأي شكل عن جريمة الاستيطان الاستعماري في أرضنا وعن التهجير القسري والاعتداءات على الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين وهدم منازلهم ومبانيهم، وما هي العواقب التي واجهها هؤلاء المسؤولين، ولافتاً إلى أن مئات الفلسطينيين يستشهدون سنوياً ويصاب ويعتقل الآلاف ما يتطلب من المجتمع الدولي تأمين الحماية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال والضغط على “إسرائيل” لوقفها، مطالباً في الوقت ذاته بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
دولياً، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى احترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة بمدينة القدس المحتلة، مؤكداً في الوقت ذاته عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إلى عمليات الاقتحام المستمرة التي تقوم بها قوات الاحتلال للمسجد الأقصى واعتدائها على المعتكفين فيه خلال شهر رمضان المبارك وإطلاقها الرصاص عليهم وإخراجهم بالقوة من المسجد، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال قامت بمنع الفلسطينيين المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس لإحياء سبت النور الذي يسبق عيد الفصح المجيد في انتهاك للوضع القائم.
وأوضح وينسلاند أن “إسرائيل” أعلنت مؤخرا مخططات لإقامة أكثر من 1000 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنات مقامة في القدس ومحيطها مجدداً التأكيد على أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بكل أشكاله غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويجب عدم القيام بأي إجراءات أحادية وأعمال استفزازية من شأنها أن تؤجج التوترات. وأعرب وينسلاند عن القلق لاستمرار عمليات الهدم والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية، مطالباً “إسرائيل” بوقف تهجير الفلسطينيين وتمكينهم من بناء المنازل، ومشدداً على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته عملاً بأحكام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة جغرافياً على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس.