إدانات فلسطينية لاعتداءات الاحتلال على المقدسات
الأرض المحتلة – وكالات:
كثّف المستوطنون الإسرائيليون من اعتداءاتهم على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة برعاية وحماية مباشرتين من قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار المحاولات المستمرة لتغيير الوضع القائم في هذه المقدسات، وقاد الوزير في حكومة الاحتلال “ايتمار بن غفير” العشرات من المستوطنين خلال اقتحامهم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، بالتزامن مع اقتحام مجموعة أخرى من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة بحماية قوات الاحتلال التي اقتحمت مصلى باب الرحمة لليوم الرابع على التوالي، وقامت بأعمال تفتيش في محيطه.
وفي التفاصيل، اقتحم عشرات المستوطنين بينهم بن غفير اليوم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة “وفا”، أن اقتحام بن غفير يأتي ضمن سلسلة اقتحامات قوات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة للحرم، منذ الثلاثاء.
واستنكر وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية، حاتم البكري، الاقتحام، معتبراً إياه انتهاكاً فاضحاً لحرمة الأماكن المقدسة ودور العبادة، ومحذراً من أن تصعيد اقتحامات المستوطنين للحرم الإبراهيمي يترافق مع تكثيف قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين في البلدة القديمة من الخليل، لتهجيرهم منها والسيطرة عليها، كما أشار إلى أن الحرم الإبراهيمي ملكية وقفية خاصة للمسلمين لا يحق لغيرهم ممارسة العبادة فيه، مطالباً المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومتابعة الأماكن الدينية بالعمل على وقف جرائم الاحتلال الذي يرتكب أبشع الانتهاكات بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم.
في سياقٍ متصل، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 180 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته، بحماية قوات الاحتلال التي اقتحمت مصلى باب الرحمة لليوم الرابع على التوالي، وقامت بأعمال تفتيش في محيطه.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية حذّرت رئاسة السلطة الفلسطينية من أن سلطات الاحتلال تجرّ المنطقة إلى وضع خطر من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي والقتل واقتحام المدن والقرى والمخيمات وحصارها، والاعتداء على المسجد الأقصى، إضافةً إلى مواصلة المستوطنين إرهابهم ضدّ الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال، مطالبةً الإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال لوقف جميع إجراءاته الأحادية الجانب.
وأدانت رئاسة السلطة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتكرار اقتحام قوات الاحتلال لمصلى باب الرحمة، وتخريبها تمديدات الكهرباء داخله، مؤكدةً أن المصلى جزء لا يتجزأ من الأقصى، وأن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بالمساس بالمسجد أو العبث فيه.
بدوره أكّد رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ولا حق لأحد غير المسلمين فيه، مشيراً إلى أن اقتحام قوات الاحتلال للمصلى وتخريبها محتوياته واستيلاءها على بعضها أمر مرفوض ومدان.
من جانبها، حذّرت منظمة التحرير الفلسطينية من أن استمرار الصمت الدولي على جرائم وانتهاكات الاحتلال العنصرية بحق الفلسطينيين ومقدّساتهم سيؤدّي إلى تفجّر الأوضاع ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة بأكملها.
كذلك، أكّد عضو اللجنة السياسية للمنظمة، أسامة القواسمي، أن الاعتداء الجبان والمستفز على مصلى باب الرحمة ليس سوى جزء من حملة الاحتلال الممنهجة لتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكّد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رمزي خوري، أن عدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستهداف الأقصى بشكلٍ خاص وتكرار اقتحام مصلى باب الرحمة وتحطيم محتوياته لن يمنحه أي سيادة على المسجد ولا على القدس.
وأدان خوري اعتداءات المستوطنين المتكررة بحماية قوات الاحتلال على الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، في محاولة لفرض أمر واقع وتنفيذ مخطط تهويده، عبر تغيير معالمه وهويته التاريخية والحضارية.
من جهتها، حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من مخطط الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على مصلى باب الرحمة وتحويله إلى كنيس، وذلك في إطار مخططاته لتهويد المسجد الأقصى، مؤكدةً أن كل المؤشرات تثبت استهداف الاحتلال الجزء الشرقي للمسجد الأقصى الممتد من مصلى باب الرحمة إلى المصلى المرواني لتهويده، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى فرض حصار على هذه المنطقة ومنع الفلسطينيين من الوجود فيها مقابل السماح للمستوطنين باقتحامها.
وأشارت الهيئة إلى أن استهداف الاحتلال مصلى باب الرحمة يأتي أيضاً استكمالاً لمخطط تهويد مقبرة باب الرحمة التي تتصل مع المصلى من الجهة الشرقية الخارجية.
من جانبها، جدّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق متفرقة في الضفة، وشدّدت إجراءاتها العسكرية فيها للتضييق على الفلسطينيين، وعرقلة حركة تنقلاتهم، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي بيرزيت وعطارة شمال رام الله، وداهمت منازل الفلسطينيين، وعبثت بمحتوياتها، وأغلقت الطريق المؤدي إلى منطقة عيون الحرامية شمال رام الله، ومنعت مرور مركبات الفلسطينيين في هذا الطريق الحيوي الذي يربط بين مدينتي رام الله ونابلس، إضافة لقيامها بإغلاق حاجز عناب شرق طولكرم وحاجز شوفة جنوب شرق المدينة، وانتشرت بأعدادٍ كبيرة على طول الطريق الرئيسي الواصل بين بلدتي بلعا وعنبتا شرق طولكرم، وأغلقت مداخل ومخارج البلدتين.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال مدخل قرية برقة والمسعودية وبعض الطرق الفرعية المؤدية إليهما غرب نابلس، وكثفت حواجزها في الطريق المؤدية من بلدة بزاريا شمال غرب نابلس إلى المدينة وسط انتشار كثيف للمستوطنين في هذه المناطق.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم التاسع عشر تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير في الأغوار الشمالية مع تجمّع عشرات المستوطنين عند حاجز الحمرا.
جاء ذلك في وقت قامت فيه قوات الاحتلال بتجريف مساحاتٍ واسعة من أراضي الفلسطينيين قرب مدينة سلفيت، واقتلعت عشرات الأشجار المثمرة، بعد أن اقتحمت بعددٍ من الجرافات منطقة وادي عيد بقرية حارس غرب المدينة، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون المعمّرة، بهدف توسيع مستوطنات مقامة في المنطقة، كما استولت على مساحات من الأراضي شرق مدينة قلقيلية.
إلى ذلك، اعتدى مستوطنون على أراضي الفلسطينيين في منطقة عين القسيس ببلدة الخضر جنوب بيت لحم واقتلعوا نحو 100 غرسة كرمة، بينما اقتحم مستوطنون آخرون المنطقة الواقعة بين قريتي جالود وقصرة جنوب نابلس، وأحرقوا منزلاً.
كذلك اقتحم مستوطنون منطقة الساكوت في الأغوار الشمالية، واعتدوا على رعاة أغنام فلسطينيين أثناء رعيهم مواشيهم وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، كما اقتحموا منطقة ينابيع الدير واعتدوا على ممتلكات للفلسطينيين فيها.
من جهة ثانية، شارك آلاف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 اليوم في مسيرة العودة الـ26 المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون المهجّرة، تحت شعار (لا عودة عن حق العودة)، وذلك في الذكرى الـ75 للنكبة. ورغم محاولات الاحتلال منع المسيرة منذ أيام إلا أن إصرار الفلسطينيين على تنظيمها كان الأقوى، حيث حضر الآلاف من أبناء الجليل شمالاً إلى النقب جنوباً، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتاتٍ حملت أسماء القرى التي هجّرت العصابات الصهيونية أهلها منها خلال النكبة، مؤكّدين حتمية العودة.
وبالتزامن مع مسيرة العودة زار عدد من أهالي القرى المهجّرة في منطقة الجليل قراهم التي هجّروا منها إبان النكبة، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية، ونظّموا فعالياتٍ وطنية، مؤكدين تشبّثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الفلسطينية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.