منافسات الدوري الكروي الممتاز تدخل مراحل الحسم في صراع الصدارة وتفادي الهبوط التكافؤ عنوان الجولات الماضية والتوقع بنتائج المباريات قريب من المستحيل
البعث الأسبوعية-ناصر النجار
أنهى الدوري الكروي الممتاز أربع مراحل من الإياب وبدأت المنافسة تزداد سخونة وإثارة وبدأت الحساسية والتشنج يظهران للعلن، ومثل كل موسم تتواصل الاستقالات والإقالات بين المدربين أملاً بنتائج أفضل لتفادي أزمة الهبوط أو لتحسين صورة منافسة الفريق على اللقب.
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قصر فكر وتخطيط كروي في قيادة اللعبة الشعبية الأولى على صعيد الأندية، ومع مطلع الإياب (على سبيل المثال) تم تبديل ستة مدربين أي أكثر من نصف مدربي فرق المسابقة، وهذا أمر لم يحدث من ذي قبل في الدوري ، ونتساءل عن الأسباب التي أدت إلى هذه التغييرات مع العلم أن المدرب المستقيل ينتقل من ناد لآخر مباشرة لتؤكد هذه الحالة الغريبة أن مشكلة النتائج الحاصلة عليها الأندية ليست بالضرورة بسبب يخص المدرب ولا يمكننا أن نجزم في كل الحالات أن تراجع مستوى الفريق سببه المدربون، فحسين عفش على سبيل المثال انتقل من الجيش إلى أهلي حلب، وماهر بحري من أهلي حلب إلى جبلة، وأحمد عزام من الكرامة إلى الوحدة، ولو كان هؤلاء المدربون عالة على فرقهم التي استقالوا منها أو أقيلوا منها ما انتقلوا إلى فريق آخر وبالمستوى ذاته، أما المدربون الذين انضموا إلى المدرجات فهم مدرب جبلة علي بركات ومدرب الوحدة وليد الشريف ومدرب الطليعة بشار سرور، والمدربون الجدد اقتصر عددهم على أيمن الحكيم الذي دخل الدوري لأول مرة هذا الموسم الجديد مدرباً للجيش وعاد فراس قاشوش إلى الطليعة مع العلم أنه درب الفريق في مطلع الذهاب لثلاث مباريات.
وكما يقال فالمدرب هو الحلقة الأضعف في عالم كرة القدم ويتحمل على عاتقيه وزر الإدارة واللاعبين والظروف وكل العثرات الأخرى، ودوماً في عالم كرة القدم تتجه الأندية إلى الحل الأسهل وهو إبعاد المدرب لأنها لا تستطيع طرد لاعبيها ولا يستطيع اللاعبون طرد الإدارة.
العادة السيئة هذه ما دامت تسيطر على فرقنا لا يمكن لهذه الفرق أن تعرف الاستقرار الفني وأن تحلم بالتطور والتطوير، فعدم الاستقرار الفني يولد اضطراباً بالفريق وعدم انسجام خصوصاً أن أغلب المدربين يتابعون مرحلة ولا يبنون فريقاً.
ومع مرحلة الإياب لم يتوقف التغيير والتبديل على المدربين فقط بل تعداه للاعبين فمن خلال الميركاتو الشتوي تبادل أربعون لاعباً مراكزهم من فريق لآخر وعدد قليل جاؤوا من الخارج وعددهم لا يتجاوز سبعة لاعبين مع محترفين أجانب اثنين، واحد غاني للوحدة (محمد أنس) والثاني لأهلي حلب السنغالي (بابا سالا) إضافة للاعب أردني تعاقد معه الوثبة من نادي السلط الأردني (معاوية المعايطة).
لكن السؤال المهم: ما مدى استفادة الفرق من هذه التنقلات كلها؟
الفائدة كانت جزئية لبعض الفرق وليست نوعية، فلم نجد المدرب القادر على نفض الفريق وهو أمر طبيعي لأن لمسات المدرب لتظهر تحتاج إلى وقت وإلى عناصر متكاملة، ولم نجد اللاعبين القادرين على قلب الفريق رأساً على عقب وإحداث نقلة نوعية داخل الفريق داخل الملعب، لأن مسائل كرة القدم لا تقوم على مدرب ولا على لاعب أو اثنين.
مربع الكبار
الفرق الوقعة في مربع المنافسين بقيت على ما هي عليه وهي تتبادل بينها الكراسي الموسيقية والواقع مباراة بعد أخرى ومن يوفق اليوم يتعثر غداً طبقاً للمباراة ومستوى الفريق المنافس.
المحظوظون حتى الآن فريقا أهلي حلب والفتوة فقد نالا تسع نقاط من أصل 12 نقطة، لكن إن تابعنا مستوى المباريات فنجد أن أهلي حلب لعب مع فريقين منافسين ففاز على واحد وهو الجيش بهدف بينما خسر أمام الثاني وهو الفتوة بهدف، وفاز على الكرامة والوحدة بهدف، أما الفتوة فقد خسر أمام تشرين بهدف وفاز بالنتيجة ذاتها على أهلي حلب، وحقق الفوز على فريقين غير منافسين هما الكرامة (3/1) وحطين بهدف، وهنا نجد أن الكفة متعادلة بين الفريقين في إطار المنافسة على اللقب، الفريق الثالث الوثبة فقد نال سبع نقاط من أربع مباريات فاز على الطليعة (3/صفر) وعلى الوحدة بهدف وحيد، وتعادل مع حطين بلا أهداف وخسر أمام جبلة (1/2) في مباراة أثارت الكثير من إشارات الاستفهام العريضة على المستوى التحكيمي.
من هذه البداية نجد أن الوثبة مطالب بشد الهمة لأنه لم يواجه من الكبار إلا جبلة، وعلى الفريق ألا يتأثر نفسياً مما حدث ويتابع سيره وكأن شيئاً لم يكن.
جبلة نال أيضاً سبع نقاط إنما من ثلاث مباريات ففاز على حطين والوثبة (2/1) وتعادل مع الطليعة بهدف لمثله، حالة الفريق جيدة ويمكنه الاستمرار مع كوكبة المنافسين لأنه يسير معهم وسيكون هذا الأمر رهن المباريات القوية التي سيلعبها الفريق خارج أرضه خصوصاً مع تشرين وأهلي حلب والفتوة والجيش.
الجيش كان آخر المنافسين ولم يحقق إلا أربع نقاط في ثلاث مباريات وأضاع خمس نقاط، فبدأ بداية جيدة أمام المجد وحقق فوزاً كبيراً بأربعة أهداف لهدف، وقدم مباراة جيدة أمام تشرين باللاذقية وعاد متعادلاً بهدف لهدف، لكن العلامة السيئة نالها بلقاء أهلي حلب بدمشق عندما خسر أمام أهلي حلب بهدف في مباراة من المفترض أن تكون نقاطها مضاعفة، الجيش لم يبتعد كثيراً وهو قادر على العودة إلى أجواء المنافسين ومزاحمتهم إن أحسن الأداء وقطف النتائج.
كل التوقعات التي سبقت مرحلة الإياب دلّت على أن تشرين قادر للعودة إلى المنافسة وخصوصاً بعد أدائه الجيد مع المريخ السوداني وتفوقه عليه وانتقاله إلى الدور الثاني من البطولة العربية وإضافة إلى ذلك حقق فوزاً مهماً على أحد كبار الدوري الفتوة بهدف، لكن كل ذلك خاب واقتصرت نتائجه بعدها على تعادلين ايجابيين بهدف لمثله مع الطليعة والجيش فضعفت أحلامه وآماله بدخول عالم المنافسة خصوصاً أن الفارق بينه وبين المتصدر بات تسع نقاط، فريق تشرين سيحتل منطقة الوسط وحيداً لكن سيكون له الدور الأبرز بتحديد وجهة المنافسة وخصوصاً عندما يواجه الكبار جبلة والوثبة واهلي حلب، مع العلم أن لقاءه مع أهلي حلب هو الأخير بالدوري في حلب.
تفادي الهبوط
خمسة فرق تتنافس على تفادي الهبوط والمواقع بينها قريبة والمباريات التي تواجهها أكثر من صعبة، والهبوط سيكون لفريق واحد من هذه الفرق الخمسة بعد أن تبرع الجزيرة فحجز المقعد الثاني من خلال استبعاده من الدوري وهبوطه للدرجة الادنى وذلك بعد انسحابه من لقاء أهلي حلب بمرحلة الذهاب وكان قبلها انسحب من لقاء الوحدة في افتتاح الدوري.
الكرامة على رأس قائمة الفرق المهددة بالهبوط ولم ينل إلا نقطة واحدة وخسر ثلاث مباريات توالياً أمام أهلي حلب بهدف وأمام المجد بهدفين لهدف وأخيراً أمام الفتوة بهدف لثلاثة والنقطة الوحيدة حققها جراء تعادله السلبي مع تشرين.
الكرامة وضعه حرج لكنه يبتعد عن البقية بفارق نقطتين قد تشفعان له في النهاية، كل مبارياته قوية لكن الأقوى ستكون مع منافسيه على الهبوط حطين والوحدة والطليعة.
أسوأ موسم للوحدة وأسوأ بداية في مرحلة الإياب، ولم نذكر سابقاً أن فريق الوحدة خسر أربع مباريات متتالية أولها نهاية الذهاب مع جبلة بثلاثية نظيفة وفي الإياب خسر أمام الوثبة واهلي حلب بهدف نظيف وأمام جاره المجد بثلاثة أهداف لهدفين، الوحدة الفريق الوحيد الذي لم يحقق في الإياب أي نقطة لذلك بادر مدربه وليد الشريف بالاستقالة وتعاقدت إدارة النادي مع المدرب أحمد عزام لتفادي الهبوط.
مصير الوحدة متعلق بالمباريات التي سيلعبها مع خصومه المباشرين على الهبوط وهم الكرامة والطليعة وحطين، أما بقية المباريات فتحتاج جهد مضاعف لنيل نقطة أو فوز مفاجئ من فرق الصدارة الجيش وجبلة والفتوة، وربما كانت مباراة تشرين صعبة أيضاً جداً.
الطليعة لم يحقق من ثلاث مباريات إلا نقطتين بتعادله السلبي مع المجد ومع جبلة بهدف لهدف وبالمقابل خسر أمام الوثبة في افتتاح الدوري بثلاثة أهداف نظيفة.
مشكلة الطليعة أنه يعاني من مشاكل داخلية خفية وإن لم يتم السيطرة على الوضع فسيبقى في دائرة التهديد حتى النهاية، وللنجاة من هذا الخطر المحدق فالفريق يحتاج إلى جهد كبير ومضاعف وخصوصاً في المباريات التي تجمعه مع منافسيه على الهبوط وهي: الكرامة والوحدة وحطين، اما بقية المباريات فهي صعبة في شكلها ومضمونها وسيلعب مع الجيش والفتوة وأهلي حلب، اما لقاءه مع تشرين فهو مرهون بالظروف ومستوى الأداء والحافز بين الفريقين.
حطين في وضع ليس ساراً لعشاقه ولم يحقق أكثر من نقطة وحيدة بعد تعادله الثمين مع الوثبة بلا أهداف بينما خسر أمام جبلة بهدفين لهدف وأمام الفتوة بهدف وحيد، وكلتا المباراتين خسرهما ظلماً كما أكد المراقبون بسبب أخطاء تحكيمية فاضحة، المستوى الذي يقدمه حطين في الإياب أفضل بكثير مما قدمه في الذهاب ومن الممكن أن يتجاوز مشكلة النتائج في المباريات القادمة وقد لعب مع جاره تشرين مباراة الديربي والجريدة على الطابع.
أيضاً نجاح حطين بالبقاء بين الكبار بالدوري الممتاز وتفادي الهبوط يكمن بالفوز على منافسيه في المراكز الأخيرة وهم المجد والكرامة والطليعة والوحدة، وهذه ميزة ايجابية لأنه لعب مع ثلاثي المقدمة ولم يبق أمامه من نخبة الدوري إلا أهلي حلب والجيش.
آخر الفرق المجد وهو أفضل المهددين إذ نال سبع نقاط من أربع مباريات عوض تأخره بالذهاب حيث لم يحقق أكثر من نقطتين، المجد فاز على خصومه المباشرين الكرامة بهدفين لهدف والوحدة بثلاثة أهداف لهدفين وتعادل مع الطليعة بلا أهداف وخسر أمام الجيش 1/4.
المباريات التنافسية للمجد لم يبق منها إلا لقاء حطين وهو مهم جداً لأن نقاطه مضاعفة أما بقية المباريات فهي مع الفرق الكبيرة التي تمني نفسها بفوز عريض في إطار منافستها على اللقب، وأخيراً نقول: لا يأس مع الدوري لمن أراد الصدارة أو البقاء.