تغيير المدربين مستمر في كرتنا.. والاستقرار آخر اهتمامات الأندية
قرّرت إدارة نادي حطين اليوم قبول استقالة مدرّب فريقها الأول لكرة القدم عمار ياسين، وتكليف محمد شديد بالمهمّة التي تبدو صعبة في ظلّ الظروف الفنية للفريق الذي يتذيل ترتيب الدوري الممتاز، بعد أن حقق فوزاً وحيداً خلال خمس عشرة جولة.
التغيير الذي أصاب كادر حطين هو الثالث هذا الموسم، ليرتفع بذلك عدد المدرّبين المقالين والمستقيلين في الدوري منذ بداية رحلة الإياب إلى سبعة مدربين في رقم قياسي غير مسبوق، علماً أن الحصيلة تبدو مرشحة للارتفاع في ظل التخبّط والبحث عن النقطة الذي تنتهجه أغلب الأندية!.
ظاهرة عدم الاستقرار وتبديل المدرّبين ليست جديدة على دورينا وفرقه، لكن في هذا الموسم برزت أمور غريبة لا يمكن أن تحدث في مسابقات أخرى، فكيف يمكن تفسير أن يقال مدرّب من فريق اليوم ويتمّ تعيينه في فريق آخر غداً، وكيف يمكن فهم توجّه إدارات بعض الأندية لإعادة مدرّب كانت أقالته قبل أسابيع قليلة؟!.
الواضح أن القائمين على أغلب أنديتنا باتوا يحصرون تفكيرهم في تحقيق مكسب سريع في الدوري، إما عبر المنافسة على اللقب أو الهروب من شبح الهبوط، دون التفات للتفكير في المستقبل أو في بناء كرة قدم حقيقية يكون الاستقرار الفني عمادها.
وإذا كان اللوم الأكبر يقع على الأندية وإداراتها، فإن المدرّبين يقع عليهم لوم أيضاً عبر قبولهم بشروط مجحفة بحقهم، والعمل دون عقود أو تحت ضغط الإدارات التي يمكن أن تتدخل في صلب عملهم الفني وتشكيلتهم وتبديلاتهم.
تغيير المدربين ظاهرة تستحق الوقوف عندها من القائمين على كرتنا، لأنها دليل على وضع غير صحي لا يوحي بإمكانية وجود تطور في المدى المنظور، فالمدرّب ليست مفصلاً هامشياً يمكن التغاضي عن سوء ظروفه بل هو حلقة لا غنى عنها في أي بناء كروي ناجح.
المحرر الرياضي