نقابة الصيادلة تعقد مؤتمرها الانتخابي.. تأكيدٌ لدعم القطاع الدوائي والطبي
دمشق – بسام عمار
عقدت نقابة الصيادلة مؤتمرها العام الانتخابي الثالث عشر، تحت شعار “الارتقاء بالعمل النقابي الصيدلاني مسؤولية أخلاقية ووطنية”، وذلك بحضور الرفيقة المهندسة هدى الحمصي، عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، اليوم في دمشق.
واستهلت الرفيقة الحمصي المؤتمر بنقلِ تحيّات ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد، الرفيق الأمين العام للحزب، لأعضاء المؤتمر، وتمنياته الطيبة لهم بالنجاح والتوفيق في أعمال مؤتمرهم، ومن خلالهم لباقي الزملاء على ساحة الوطن، منوهةً بأن سورية ما زالت في طليعة الدول الثابتة على مبادئ التحرّر والوطنية على مستوى العالم بفضل صمودها وانتصارها على الحرب الإرهابية والاقتصادية والإعلامية التي تُشنّ ضدّها، وحكمة قائدها الرئيس الأسد الذي أصبح رمزاً لكل الأحرار والشرفاء، ومشيرةً إلى أن انتصار بلادنا غيّر موازين القوى العالمية، وكان بدايةً لفشل سياسة القطب الواحد التي كانت تسود العالم، حيث نشهد اليوم ظهور أحلافٍ وتكتّلات عالمية جديدة مناهضة للمشروع الغربي المفتقر لمبادئ العدالة والعلاقات المتوازنة بين الدول.
وتابعت الرفيقة الحمصي: إن المؤتمر ينعقد وسورية أكثر صلابة وإصراراً على متابعة مسيرة الحياة والتطوّر، لافتة إلى أن عودة العرب لها كانت بفضل انتصارها وصمودها اللذين تحقّقا بوحدتها الوطنية وتضحيات جيشها البطل، وإيمانهم أنه لا عروبة دون سورية، التي لم ولن تساوم على حرية قرارها وسيادتها الوطنية.
وأضافت: مع كل مؤتمر نقابي يعقد، هناك لبنة جديدة توضع في مسيرة تطوير العمل النقابي، ومع كل مؤتمر علمي نقابي هناك إنجاز جديد، واليوم يجب على الجميع أن يكون الإنجاز والتطوّر والإبداع شعارهم الدائم، لافتةً إلى أن سورية من أولى الدول العربية بالعمل النقابي، حيث تطوّر بشكل كبير مع تطوّر البلاد، سواء من حيث تأسيس الجامعات والكليات الطبية والصيدلانية، أم من خلال تحقيق الأطباء والصيادلة السوريين أهم الإنجازات الطبية في مختلف دول العالم، ومشدّدة على ضرورة تعزيز ثقافة العمل النقابي وتطوير المؤتمرات النقابية لترتقي إلى المستوى المطلوب، ولتحقّق الهدف المرجو منها، وأن تعكس الصورة المشرقة لما وصلت إليه الحياة النقابية في سورية، من حيث الحوار والنقد البنّاء والمكاشفة والمصارحة.
ودعت الرفيقة الحمصي أعضاء المؤتمر إلى انتخاب واختيار مجلس جديد للنقابة من الزملاء القادرين على العطاء والتمثيل الجيد والحضور الاجتماعي والعلمي، لافتةً إلى أن العمل النقابي عمل تطوعي، والمهمّة النقابية هي تكليف للمصلحة العامة والزملاء، ومن الواجب ترجمة شعار المؤتمر خطط عملٍ طموحة يتم من خلالها تطوير العمل بمختلف مجالاته، والاهتمام بالبحث العلمي، وإقامة المؤتمرات النوعية التخصصية، وخلق تشاركية حقيقية مع كليات الصيدلة لتطوير المناهج.
وشدّدت على ضرورة الاهتمام بأتمتة العمل والتحوّل الرقمي بما يتماشى مع مشروع الإصلاح الإداري الذي أطلقه الرئيس الأسد لتقديم أفضل الخدمات للزملاء وتبسيط الإجراءات، داعيةً إلى ترسيخ الجانب الاجتماعي في مختلف الأعمال، وتقديم الرعاية الصحية لأسر الشهداء والجرحى، ومشيدةً بالجهود التي بذلتها النقابة وباقي النقابات خلال الكارثة الزلزالية لجهة الدعم المالي والعيني المقدّم، كما دعت إلى تعزيز العمل المؤسساتي ومتابعة عمل الفروع وحل مشكلاتها، والاهتمام بالجانب الاستثماري وتطوير القطاع الدوائي، بحيث يكون الداعم الأساسي للاقتصاد الوطني عبر إنتاج أصناف دوائية جديدة.
ولفتت الحمصي إلى أن القطاع الصحي استطاع تحقيق الأمن الصحي رغم كل الاستهداف والتدمير الممنهج لبناه التحتية وكوادره، وكان الصيادلة شركاء في نجاحه، وما ميّز مسيرته الطويلة هو مجانيته وخدماته المميزة والدعم الكبير المقدم له، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف العلاج والحصار الذي استهدفه، فهو اليوم أحد أهم العناوين لقوة الدولة وصمودها.
ووجّهت الرفيقة الحمصي الشكر والتقدير لكل العاملين في القطاع الصحي والصيادلة على التزامهم ووطنيتهم وحفاظهم على قدسية المهنة، متمنيةً للمؤتمر النجاح في أعماله.
من جهته، وزير الصحة، الدكتور حسن الغباش، أشار إلى أن الوزارة تولي قطاع الصيدلة والدواء جلّ اهتمامها، وجعلته في أعلى سلّم الأولويات باستراتيجيتها، حيث أطلقت مشروع “أتمتة ترخيص مستحضر دوائي محلي”، الذي سينتج عنه تحقيق جودة أعلى بالخدمة، وتقليص كبير لحالات الفساد، واستثمار أمثل للكوادر البشرية، مؤكداً أن الوزارة تتابع في الوقت ذاته دعم الصناعات الدوائية لجهة تسهيل إجراءات ترخيص المعامل الدوائية ومستودعات الدواء والمكاتب العلمية، والتشجيع على الاستثمار واستمرار توفير الدواء وفق معايير التصنيع الجيد، وموضحاً أن الوزارة تقدّم الدعم للقطاع من خلال إعفاء مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية من الرسوم الجمركية والضرائب وحماية السوق المحلية لمصلحة منتجي الدواء المحلي، من خلال عدم السماح باستيراد المستحضرات التي يوجد لها إنتاج محلي مشابه، وذلك بهدف تحفيز هذه الصناعة على الاستمرار وتأمين الدواء، إضافةً إلى إصدار القرارات التي من شأنها تنظيم المهنة ودعمها.
من ناحيتها، نقيب الصيادلة، الدكتورة وفاء كيشي، أكّدت أن الدورة الماضية كانت حافلة بالإنجازات على مختلف مجالات العمل النقابي والمهني والعلمي والاجتماعي والاستثماري، وكانت النقابة حاضرة بكل الأمور المتعلقة بالشأن الصيدلاني، حيث تمّت معالجة العديد من الصعوبات، أما المتبقي منها فلم تساعد الظروف على حلها إلا أنها ستكون على سلّم أولويات العمل خلال الدورة القادمة، مشيرةً إلى أنه تم التركيز على تحسين الواقع المعيشي والمهني، ومثمّنةً الدعم الكبير الذي تلقاه النقابة من القيادة، والذي ترجمه الصيادلة إلى المزيد من العمل والعطاء والوفاء لوطنهم وأبنائه.
وأشارت إلى أن النقابة هي أحد أعمدة القطاع الصحي لجهة تقديم الخدمات الاستشارية الطبية والعلاجية وتأمين الدواء، منوهةً بدور القطاع الصيدلاني الخاص في تطوير الواقع الدوائي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيه، ولافتةً إلى أن انتخابات الفروع كانت ناجحة وأوصلت رفاقاً أكفاء وأصحاب خبرة، وقادرين على العمل والعطاء، كما سيتم انتخاب مجلس جديد للنقابة لدورة جديدة مدتها أربعة أعوام.
حضر المؤتمر الرفاق، أمينا فرع الحزب بدمشق وريفها وعدد من رؤساء النقابات والمنظمات.