روسيا وإيران: آلية مساعدة سورية يجب أن تتم بالتنسيق مع حكومتها
نيويورك – سانا
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية “عبر الحدود”، استنفدت قدراتها وتستخدم لأغراض أخرى غير متعلقة بالوضع الإنساني.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن نيبينزيا قوله خلال جلسة لمجلس الأمن حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية: “إن الوضع يبدو كأن التصريحات التي منحتها الحكومة السورية لاستخدام نقطتي عبور إضافيتين خلال 3 أشهر، قلصت إلى الصفر رغبة الأمم المتحدة في رفع القيود عن نقل المساعدات عبر خط التماس”.
وأضاف نيبينزيا: “نود التأكيد على أنه إذا استمر زملاؤنا الغربيون في مجلس الأمن الدولي في التصرف كأنه لم يحدث شيء، وفي تجاهل موضوع إحباط الإرهابيين لتنفيذ قرار مجلس الأمن، فإننا سنخرج بالاستنتاجات المطلوبة من الوضع الراهن أثناء صياغة موقفنا بشأن تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود المخطط لها في تموز المقبل”.
وفي سياق آخر جدد المندوب الروسي إدانة موسكو للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سورية، وسط صمت دولي وتجاهل كامل من قبل قيادة الأمم المتحدة.
وتابع نيبينزيا: “نحن قلقون إزاء تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضي سورية، فقد تم منذ بداية العام الجاري تنفيذ أكثر من عشرة اعتداءات من هذا القبيل، ما أسفر عن تعطيل عمل مطار حلب الدولي مرتين والذي تصل عبره المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء الزلزال المدمر”.
ولفت نيبينزيا إلى أن هذه الممارسات التي تقوم على استخدام القوة والتي تنتهك سيادة سورية ودول عربية مجاورة، مع عدم وجود أي رد فعل عليها من قبل قيادة الأمم المتحدة تثير “أسفا شديداً وإدانة”.
في سياقٍ متصل، جددت إيران التأكيد على أن أي آلية مساعدة لسورية يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، ومع الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدة أراضيها.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن: “على الرغم من الجهود الدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لا يزال الوضع في سورية ولاسيما بعد زلزال السادس من شباط الماضي يشكل تحدياً كبيراً”.
وأضاف إيرواني: “الحكومة السورية فتحت بقرار مستقل معبرين حدوديين آخرين لتسهيل الاستجابة الإنسانية في المناطق المتضررة، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها المنظمات الإرهابية، حيث يُظهر تقرير الأمين العام أن فتح هذين المعبرين أدى إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية، ونحن من جانبنا نقدر للحكومة السورية التزامها بمساعدة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في تقديم الإغاثة للمناطق المتضررة من هذه الأزمة”.
وشدد المندوب الإيراني على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية محايدة وغير سياسية لجميع مناطق سورية، وكذلك التخطيط للمساعدات الإنسانية بطريقة تساعد على إعادة بناء البنية التحتية وتقوية الاقتصاد السوري، ودعم التنمية المستدامة وطويلة الأجل في البلاد.
وأوضح إيرواني أن استمرار الإجراءات القسرية الأحادية يشكل عقبة كبيرة أمام تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في سورية، مضيفا إن هذه الإجراءات غير القانونية كان لها تأثير مدمر على الاقتصاد ومستويات معيشة الناس، وحدّت من قدرة الحكومة على توفير الخدمات الأساسية، والزلزال الأخير في سورية جعل مسألة إلغاء الإجراءات الجائرة أكثر أهمية وإلحاحاً.
وجدد إيرواني التأكيد على أن التواجد غير المشروع لقوات عسكرية أجنبية بما في ذلك القوات الأمريكية في سورية، هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، وهو المسبب الأساسي لانعدام الأمن فيها، مشددا على ضرورة الانسحاب الفوري والكامل لهذه القوات غير الشرعية بما يهيئ البيئة المواتية لحل الأزمة واستعادة السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعرب إيرواني عن ترحيب إيران بتحسن العلاقات الدبلوماسية لسورية في المنطقة والعالم وخاصة مع الدول العربية الشقيقة بما يضمن أمنها واستقرارها وازدهارها.
وجدد المندوب الإيراني إدانة طهران للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة وسلامة الأراضي السورية، مضيفاً إن على مجلس الأمن الدولي التخلي عن نهج الكيل بمكيالين والاستجابة لمطالب سورية المتكررة بالتحرك لوقف هذه الاعمال العدوانية.