اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين إلى تزايد.. والاحتلال يُسهّل تسليحهم
الأرض المحتلة – تقارير
تشجيعاً للمستوطنين الإسرائيليين على حمل السلاح، وتسهيلاً لهم على ارتكاب جرائمهم بحق الفلسطينيين، صدّقت سلطات الاحتلال اليوم على تقليص إجراءات الحصول على رخصة حمل السلاح، وتقصير مدة إصدارها للمستوطنين، وذلك بإيعاز من وزير ما يسمّى الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبالتزامن ارتفعت وتيرة اعتداءات قطعان المستوطنين على القرى والمدن في الضفة الغربية المحتلة، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح.
جاء ذلك في وقت دعت فيه منظمة “أطباء بلا حدود” سلطات الاحتلال لوقف خطط الترحيل وهدم المنازل والمدارس في مسافر يطا، بينما طالب آلاف الأمريكيين الكونغرس بالتدخل لمنع هدم الاحتلال مدارس فلسطينية.
وفي التفاصيل، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 12 ألف رخصة حمل سلاح للمستوطنين، في الأشهر الأخيرة، وارتفع بشكل كبير عدد رخص السلاح التي أصدرها الاحتلال منذ شباط الماضي من العام الحالي، في أعقاب تسهيلات أوعز بن غفير بها.
على صعيد متصل، أُصيب عدد من الفلسطينيين واعتُقل آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق بالضفة، حيث ذكرت وكالة “وفا”، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه مدرسة الذكور، ما أدّى إلى إصابة عدد من الطلاب بحالات اختناق، كما اقتحمت بلدتي حوسان وبيت ساحور شرق المدينة، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين، بينما اقتحمت بلدات وقرى الفندقومية وصانور وميثلون وجديدة وكفير الزبابدة ومسلية والجربة وجلبون وفقوعة في جنين، وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ 23 يوماً حصاراً على منطقة الأغوار الشمالية، وتُغلق أغلبية الطرق المؤدية إلى أراضي الفلسطينيين الزراعية، وتشدّد إجراءاتها العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير، وتعيق حركة الفلسطينيين.
في الأثناء واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: إن مستوطنين اعتدوا على فلسطينيين اثنين في بلدة برقة شمال غرب المدينة، ما أسفر عن إصابتهما بجروح.
كذلك، اقتحم مستوطنون بحمايةٍ من قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل بالضفة وأتلفوا المحاصيل الزراعية فيها، وفي نابلس اعتدى مستوطنون آخرون على أراضي الفلسطينيين الزراعية في قرية دير شرف غرب المدينة وقاموا بتكسير 155 شجرة زيتون.
وفي سياقٍ متصل، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته وقرب مصلى باب الرحمة بحماية قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشدّدة على دخول المصلين الوافدين من القدس والأراضي المحتلة عام 1948 للمسجد.
وأكّد مستشار ديوان رئاسة السلطة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد الرويضي، أن ثبات المقدسيين وصمودهم سيفشل مخططات الاحتلال للسيطرة على مصلى باب الرحمة وتحويله لكنيس، وجميع مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
سياسياً، دعت “أطباء بلا حدود” سلطات الاحتلال إلى وقف هدم المنازل والمدارس وممتلكات الفلسطينيين، وبنيتهم التحتية في مسافر يطا فوراً، والتوقف عن إصدار أوامر الهدم الجديدة، والامتثال للقانون الإنساني والدولي، مطالبةً بإيقاف خطط التهجير القسري فوراً، وداعيةً المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية السكان وضمان احترام حقوقهم الإنسانية، وإلى التدخّل العاجل خاصة من “الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة”، للضغط على “إسرائيل” للتوقّف عن انتهاكات قانون حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني بمسافر يطا، والمطالبة بالمحاسبة على هدم المباني المموّلة من المانحين بمسافر يطا.
من جانبهم، أطلق أنصار الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة حملة لمطالبة أعضاء الكونغرس، بالضغط على الإدارة الأميركية للتدخل ومنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدارس فلسطينية في الضفة، وقد وقّع على عريضة إلكترونية أكثر من خمسة آلاف أمريكي، توضح أن “إسرائيل” أصدرت أوامر هدم لـ58 مدرسة فلسطينية في القدس المحتلة، وباقي مناطق الضفة، محذرةً من أنه من المقرّر هدم مدرسة جب الذيب الابتدائية في بيت لحم قبل الـ7 من أيار.
وفي السياق ذاته، نظّمت أمس الجالية الفلسطينية والعربية وبلدية ريوس في مقاطعة تراغونا في إسبانيا بساحة الحرية وسط مدينة ريوس، حملةً لجمع تواقيع لمقاضاة “إسرائيل” ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وقالت رئيسة جمعية الجالية الفلسطينية في ريوس أمينة شومان: إن الفعالية تهدف لجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع على عريضة مقاضاة “إسرائيل” على سياسة الفصل العنصري التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، إضافةً إلى تعريف الشعب الإسباني بالتراث الفلسطيني العريق عبر عروض فنية فلكلورية، لافتةً إلى أهمية هذه العروض لأنها تؤكد الهوية الفلسطينية وتمثل جزءاً من مقاومة المحتل.
وأكّدت نائب رئيس بلدية تراغونا باولا فاراس تضامنها مع القضية الفلسطينية، مندّدة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومطالبة بوقفها.