ناصح عيسي يودع ملهمته سلمية بهدوء
البعث – نزار جمول
ودّعت سلمية يوم أمس أحد أعلامها في الطب البشري والفن التشكيلي الدكتور ناصح عيسي عن عمر ناهز اثنين وستين عاماً بعد مرض عضال، والراحل بدأت مهاراته في الرسم الزيتي تتطوّر خلال دراسته الجامعية في كلية الطب البشري، كما برع في الرسم الكاريكاتوري هذا الفن الذي يرصد الواقع اليومي، فقد رأى أن هذا النوع من الرسم يمكّن الفنان من وضع يده على آلام الإنسان ومشكلاته ويتعرّف على أمانيه، كما اعتبر أن الفن والطب يكتنفهما التكامل، وأكد خلال مسيرته كفنان تشكيلي أنه عندما يمسك الريشة يتذكر المبضع والعكس صحيح.
والفنان الطبيب والإنسان ناصح عيسي استعمل الألوان الزيتية في لوحاته التي تنوّعت موضوعاتها ما بين الوطن والمرأة والطبيعة الصامتة، وتنوعت أساليبه ما بين الرمزية والتعبيرية والتجريدية وأنتج نحو 170 لوحة شارك في معظمها بمعارض فردية وجماعية ونشر بعضها في وسائل الإعلام الرسمية، ومؤخراً وقبيل رحيله بفترة ليست بالطويلة كان أحد أعضاء (فنانو سلمية المتحدون) وكان له دور بارز في هذا التجمع، كما أن عيادته الكائنة في مدينته سلمية تحفل بمعرض دائم للوحاته، والمعارض التي شارك فيها.
يُذكر أن الراحل يملك سجلاً علمياً وفنياً ثراً، حيث تسلم زمام إدارة مشفى سلمية الوطني في وقت صعب جداً قاد فيه المشفى خلال أزمة الحرب بكلّ وعي وإخلاص، كما ألف العديد من الكتب الطبية.