أغلبية النمساويين يعارضون الانضمام إلى الناتو.. و”الشيوعي المورافي” يرفض الاتفاقية العسكرية مع أمريكا
فيينا- براغ – سانا
تتزايد في الدول الأوروبية المعارضة الشعبية لسياسات حلف شمال الأطلسي العسكرية، بعد النتائج الكارثية التي جرّتها التدخّلات الأطلسية في الدول الأوروبية، فضلاً عن وجود البنية العسكرية للحلف على أراضي هذه الدول الذي يثير القلق في نفوس المواطنين الأوروبيين، وخاصة مع التطوّرات الأخيرة في أوكرانيا، حيث بدأت تتزايد إمكانية الصدام العسكري مع روسيا عبر الأطلسي، أو عبر القوات الأمريكية المنتشرة في قواعد كثيرة على أراضي الدول الأوروبية، الأمر الذي يجعل أوروبا بأسرها مسرحاً لحرب عالمية ثالثة ربما تكون هذه المرة مدمّرة بالقياس إلى حجم التهديدات التي تفرضها مثل هذه الحرب.
فقد كشف استطلاع رأي جديد أجرته الجمعية النمساوية للسياسة الأوروبية أن أغلبية النمساويين يرفضون أن تكون بلادهم عضواً في حلف (الناتو).
وحسب الاستطلاع وصلت نسبة الرفض بين النمساويين إلى 6 من كل 10 أشخاص في مقابل موافقة 2 من 10 على هذا الطرح.
وتعكس هذه النتائج المواقف الشعبية المتصاعدة في الدول الأوروبية والرافضة لسياسات حلف الناتو التي تؤجّج الصراعات الدولية، وخصوصاً مع روسيا الأمر الذي يزيد المخاطر على أوروبا.
إلى ذلك أظهر الاستطلاع أن نسبة عالية من النمساويين تؤيّد البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، حيث عبّر 68 بالمئة من المشاركين فيه عن تأييدهم لهذا الخيار رغم المشكلات والصعوبات التي تواجه هذا الاتحاد.
إلى ذلك، جدّد الحزب الشيوعي التشيكي المورافي رفضه القوي للمعاهدة العسكرية التي وافقت الحكومة التشيكية على توقيعها مع الولايات المتحدة، مشدّداً على أنها تنهي آخر ما تبقى من معالم السيادة للبلاد، وتجعل تشيكيا في وضع عبودية تجاه واشنطن.
وأوضحت قيادة الحزب في بيان أصدرته اليوم أن “هذه الاتفاقية ليست في مصلحة تشيكيا ومواطنيها، وإنما تصبّ في خدمة مصالح الولايات المتحدة فقط”، منبّهة إلى أن “الوحدات العسكرية الأمريكية سيكون بإمكانها وفق هذه الاتفاقية المرور بالأراضي التشيكية دون الخضوع لأي رقابة، كما أن العسكريين الأمريكيين لن يخضعوا للقوانين التشيكية”.
وأشار البيان إلى أن هذه المعاهدة لن تساهم في إرساء السلام والاستقرار الدولي، داعياً المواطنين التشيك إلى التصدّي لإقرار هذه المعاهدة من البرلمان التشيكي.