ليندا بيطار: “نوستالجيا” في أوبرا دبي اسم على مسمى
ملده شويكاني
“كل شيء ضاع
ضاق حتى ضاع
لم يبقَ للعشاق غير اليأس
واليأس بعض فضائل العشاق”..
كيف تكون هذه الكلمات الحزينة بصوت ليندا بيطار الشجيّ، هذا ما أجابت عنه دموع الحاضرين في مسرح أوبرا دبي، في الحفل الأول الذي قدّمه المايسترو المبدع طاهر مامللي سفير الموسيقا التصويرية والدراما السورية إلى العالم بعنوان “نوستالجيا- الحنين”، بمرافقة مجموعة من الموسيقيين السوريين المقيمين في دبي ضمن أوركسترا ضخمة، وبمشاركة مغنين عرب وأجانب، منهم: أليسا موراليس وسعود أبو سلطان وليندا بيطار وعامر خياط، بحضور جمهور كبير.
الحفل الذي قُدّم بمواصفات عالمية، كما ذكر مخرج الحفل هاني طيفور، أعاد أجمل الذكريات إلى شارات أعمال الدراما، التي تعود إلى ما قبل سنوات الحرب والتي استحضرت الزمن الجميل مثل “الزير سالم”، “بقعة ضوء”، “ضيعة ضايعة”، “أحلام كبيرة”، “التغريبة الفلسطينية”، “عندما تشيخ الذئاب”.. وغيرها من مؤلفات المايسترو طاهر مامللي، التي تعدّ من أجمل مقطوعات الموسيقا التصويرية التي بقيت بذاكرة المشاهدين، وساهمت بإنجاح الأعمال الدرامية القوية التي حملت هوية الدراما السورية لكبار المخرجين والممثلين.
وسيكون هذا الحفل الذي حمل رسالة سورية، كما ذكر المخرج طيفور، بداية لحفلات قادمة في دول الخليج والوطن العربي.
أما المايسترو طاهر مامللي فأشاد بصنّاع الدراما السورية، التي انتشرت في الوطن العربي وبلاد الاغتراب الذين تواجدوا في العالم العربي، وحافظوا على وجود الدراما، وإن كان من خارج سورية، وكانوا في الحقيقة سفراء الدراما على امتداد الوطن العربي.
“البعث” تواصلت مع الفنانة ليندا بيطار أستاذة الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا خلال زيارتها دبي حول مشاركتها في “نوستالجيا”.
ما أهمية مشاركتك بهذا الحفل؟
الحفل مهمّ جداً ويحمل الكثير من الجماليات والقيم الفنية التي اعتدنا عليها في حفلات المايسترو طاهر مامللي، ويعرّف الجمهور العربي إلى هذا النوع من الحفلات، وأفتخر بأنني أشارك بشكل دائم مع المايسترو مامللي، وخاصة في هذا الحفل الأول له خارج سورية في أوبرا دبي، ما يضيف قيمة لمساري الفني.
ما الذي لفت انتباهك من حيث الديكورات وفنية الإضاءة، وأية شارات غنيت؟
كل الأفكار كان مخططاً لها وفق المسار الفني الذي تتميّز به حفلات المايسترو مامللي، ولم أشعر بأية غربة لأن الأسماء السورية ذاتها هي التي نفذت الديكورات والإضاءة مع المخرج هاني طيفور ونادين هبل.
أما عن مشاركتي فكما رسمها المايسترو مامللي بغناء شارة “أحلام كبيرة” القريبة من قلبي والمعبّرة عن واقعنا، إضافة إلى شارة “ياسمين عتيق” وهي من الشارات التي أحبها، وقدمتها “ديو” أنا والفنان عامر خياط.
هل شعرت بالقلق؟ وكيف رأيت تفاعل جمهور أوبرا دبي مع حفل “نوستالجيا”؟
الوقوف على المسرح مسؤولية كبيرة، وإذا كان المسرح في بلد آخر فمسؤولية أكبر، ولاسيما في مسرح أوبرا دبي الذي وقف عليه كبار الفنانين، وهذه المرة الثانية التي أغني فيها من مسرح أوبرا دبي، والحفل كان اسماً على مسمّى، ارتبط فعلاً بعنوانه “نوستالجيا- الحنين”، فكثير من الجمهور أحسوا بالحنين إلى أيام سورية الجميلة ودموعهم أثرت بالجميع، وبالتأكيد هذا يعني لي الكثير، ويعني لي بأن أذكّر الناس بأن سورية قوية وجميلة بكل حالاتها وألوانها، هذا واجب وهدف أحرص عليه، كما سررتُ بلقاء أصدقائي القدامى من الموسيقيين السوريين المقيمين في دبي، إضافة إلى المخرجين الجدد الذين يعملون حالياً في دبي.
برأيك إلى أيّ مدى تحقق الموسيقا التصويرية نجاحاً للدراما؟
برأيي النجاح مشترك ومرتبط بينهما، فالموسيقا التصويرية تدعم نجاح المسلسل، وكذلك المسلسل الناجح يدعم انتشار الموسيقا التصويرية.
هل توجد خطة لإقامة حفل منفرد لك على مسرح أوبرا دبي؟
نعم، أخطّط لإقامة حفل منفرد لي على مسرح أوبرا دبي، ليحقق انتشاراً أوسع ويفتح المجال للانفتاح على الوطن العربي، وقد أجريت بعض اللقاءات والتحضيرات كخطوة أولى لتنفيذ هذا الحفل.
وماذا عن المشروعات الحالية؟
سأشارك بعيد دار الأوبرا السورية –أوبرا دمشق- في الثامن من أيار مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله بميدلي من خياراته، وأحضّر لإطلاق أغنيتي الثانية بعد أغنيتي “عم احلم” في الشهر القادم وهي من كلمات وألحان رواد زكور وتوزيع ناريك عبجيان.