خضر عدنان شهيداً منتصراً
تقرير إخباري:
انتصر الأسير الشهيد خضر عدنان في معركة الأمعاء الخاوية الأخيرة التي خاضها في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقاله في الـ5 من شهر شباط الماضي، وجاءت شهادته لتكلّل هذا النصر ولتظهر ضعف الاحتلال وهشاشته، فالشهيد عدنان شرع فور اعتقاله في إضراب مفتوح عن الطعام استمرّ 87 يوماً حتى استشهاده، وهذا الإضراب هو السادس له على مدى سنوات اعتقاله المتقطعة، وشكّلت حالة التصدّي والإصرار التي كان يخوضها تجربة ملهمة للعشرات من الأسرى الذين ساروا على دربه في خوض الإضرابات الفردية عن الطعام، ما دفع الاحتلال إلى محاولة إنهاء هذه الأسطورة واستعادة الردع بقتله.
وبشهادة خضر عدنان ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في فلسطين إلى 237 شهيداً، وتجلّى بشكل واضح مخطط سلطات الاحتلال لإعدام الأسرى بشكل غير مباشر، وذلك بالاعتماد على سياسة الإهمال الطبي وغيرها من الإجراءات والوسائل الدنيئة التي تتشابه مع كان متبعاً في معسكرات الاعتقال النازية إبان الحرب العالمية الثانية.
ورغم ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من ظروف صعبة ناجمة عن الاضطهاد والتضييق والإهمال الصحي المتعمّد الذي يصل إلى حدّ القتل العمد، ورغم البيانات والمناشدات المتواصلة التي تطلقها المنظمات والهيئات الفلسطينية والدولية المهتمة بشؤونهم، إلا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى لا تلقي بالاً لتلك المعاناة ولا تحرّك ساكناً ضد الإجرام الذي يتعرّضون له.
ويأتي استشهاد عدنان ليحمّل المجتمع الدولي المسؤولية عن كل الجرائم التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني سواء في المعتقلات أم في الأراضي المحتلة، فجميعهم تحت الاحتلال وقيد الأسر ولكن مع اختلاف مساحة الأسوار المحيطة بهم والمقيّدة لحركتهم، وعلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التحرّك على عجالة لحمايتهم وفقاً لولاية الحفاظ على السلام والأمن الدوليين الذين على أساسهما قامت هذه المؤسسات الدولية.
أما بالنسبة للمقاومة الفلسطينية بفصائلها كافة وبإسناد من الشعب الفلسطيني فإن خبر الاستشهاد كان كفيلاً بمبادرتها للردّ على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، فقد أكّدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في بيانٍ لها، مسؤوليتها عن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف قطاع غزة المحاصر، وأنّ ذلك يأتي كردٍّ أولي على جريمة الاغتيال.
وقالت الغرفة المشتركة في بيانها: إنّ “الجريمة النكراء التي قام بها الاحتلال ستفجّر ردوداً من أبناء الشعب الفلسطيني في كل الساحات وأماكن الاشتباك”.
وتعيد جريمة اغتيال الشهيد عدنان إلى الواجهة ضرورة التحرّك مجدّداً لكشف حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال، وتعرّضهم لأشدّ أنواع التنكيل والإرهاب، والعمل على مطالبة المؤسسات الدولية والإنسانية بالعمل الجاد على كشف جرائم الاحتلال في السجون الصهيونية، وإسناد المقاومة في أعمالها البطولية للردّ على إجرام الاحتلال والسعي الحثيث للعمل على إطلاق سراح الأسرى بشكل عاجل “لأن العدو قرّر قتلهم” كما صرّح أسرى حركة الجهاد الإسلامي لوسائل إعلامية.
إبراهيم ياسين مرهج