هل سنشهد حرباً نووية في شبه الجزيرة الكورية؟
تقرير إخباري:
التوتر بين الجارتين الكوريتين ليس بالجديد على الساحة العالمية، وخاصة بعد زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فالخوف الكوري الجنوبي من أن تُجري جارتها الديمقراطية تجربتها النووية السابعة في وقت وشيك، دفع الرئيس الكوري الجنوبي إلى اللوذ بعجوز البيت الأبيض في خطوة تعدّ استفزازية لبيونغ يانغ في طريق الحرب النووية.
الزيارة الاستفزازية لـ”يون سوك” ستزيد من إصرار بيونغ يانغ على تعزيز ردعها العسكري ضدّ جارتها الجنوبية وحليفها الأمريكي، وخاصة أنها أتت بعد أسبوع من عقد قمّة بين سيؤول وواشنطن بخصوص تعزيز الردع الموسّع الأمريكي الذي انتقدته كوريا الديمقراطية، معتبرة أنه نتاج سياسة عدائية شائنة ضد سيادتها.
“إعلان واشنطن” نصّ على مشاركة الولايات المتحدة المعلومات حول العملية النووية والاستراتيجية والتخطيط، ونشر الأصول الاستراتيجية بانتظام في كوريا الجنوبية، ما دفع الوكالة الرسمية لـ”بيونغ يانغ” إلى اعتباره مؤامرة حرب نووية خطيرة تتستر بلافتة الأمن، ومن خلال هذا الإعلان أظهر عملاء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مخططهم لغزو كوريا الديمقراطية بصورة أوضح من ذي قبل.
مراقبون لمشهد التوتر بين الكوريتين يرون أن زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى البيت الأبيض تثبت الشيطنة الأمريكية التي يتسم بها الأمريكان عبر الأزمان ما إن يستشعروا خطراً محدقاً من شأنه زعزعة سطوتهم ومحاولتهم التفرّد بتسيّد العالم.
شقيقة الزعيم الكوري الديمقراطي التي ترتعد كوريا الجنوبية من اسمها، فكيف بتصريحاتها النارية، وخاصة تنديدها بالصفقة الأخيرة بين عجوز البيت الأبيض والكوري الجنوبي التي يظنّ الحلف الأخير أنها تحافظ على الاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهادي والهندي، أشارت إلى أن هذه الخطوة ستؤدّي إلى خطر أكثر جدية، ما يعني بالضرورة أن يصل مستوى الردع النووي لبلادها إلى مستوى الكمال.
الاتفاقية بين الحلف المتآمر تعطي الحق لكوريا الديمقراطية من حيث لا يدري الحلف بالدفاع عن نفسها بما يتماشى مع ممارساتهم، إذ كلّما زاد عدد الأعداء الذين يستميتون في إجراء تدريبات على حرب نووية زاد عدد الأصول النووية التي ينشرونها بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، وبالتالي زاد حق بيونغ يانغ في الدفاع عن نفسها وفق وصف شقيقة الزعيم الكوري.
الاتفاق الخطير بين الحلف المتآمر تمّت بموجبه موافقة واشنطن على نشر غواصات مسلّحة نووية في كوريا الجنوبية وإشراك سيؤول في التخطيط النووي لمواجهة التهديدات النووية من جارتها الديمقراطية في مقابل موافقة سيؤول على عدم تطوير أسلحتها النووية.
الخطوة الاستفزازية لسيؤول ستعرّض السلام والأمن في شمال شرق آسيا والعالم إلى خطر جسيم، وربما كان القلق بشأن التهديد النووي الذي تشكّله كوريا الديمقراطية زاد وتغلغل في الطرف الآخر ما جعله يثور ويخطو خطواتٍ استفزازية دون دراية سيدفع ثمنها غالياً، وخاصة بعد تطوير بيونغ يانغ أسلحة نووية تكتيكية يمكنها استهداف جارتها الجنوبية وتحسين أسلحتها البعيدة المدى التي يمكن أن تصل إلى أمريكا.
بكين ندّدت بهذه الزيارة التي تتجاهل فيها واشنطن الأمن الإقليمي وتصرّ على استغلال قضية شبه الجزيرة الكورية لخلق توتر، إذ إن ما تفعله واشنطن يثير مواجهة بين المعسكرات ويقوّض نظام عدم الانتشار النووي والمصالح الاستراتيجية للدول الأخرى.
ولا يخفى على من يتابع المشهد بدقة أن الرسالة ليست موجّهة إلى بيونغ يانغ بقدر ما هي موجّهة إلى الصين التي تعدّها الولايات المتحدة التحدّي الاستراتيجي الرئيسي في العقود المقبلة، كما تعدّ خطوة أمريكية خبيثة لخلق بؤرة صراع جديدة لإشغال التنين الصيني والدب الروسي في محاولة لمقايضتهما على ملفّات عالمية يطمح لها الأمريكي، فهل سنشهد وضعاً متأزماً في شبه الجزيرة الكورية وتندلع حرب نووية، أم سيكون للقطبين الروسي والصيني بصمتهما الخاصة؟.
ليندا تلي