الهجوم على “الكرملين” محاولة أمريكية لاغتيال “زيلنسكي”
تقرير إخباري:
ربما رأت الإدارة الأمريكية أن الوقت قد حان للتخلّص من رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي بطريقة مشابهة ربما للطريقة التي تم بها التخلّص من الزعيم النازي أدولف هتلر، من حيث النهاية، حيث شكّل اختفاء هتلر لغزاً محيّراً تبيّن فيما بعد أنه كان الوسيلة الوحيدة للتخلّص من الأسرار الخطيرة التي يحملها الرجل حول مجريات الحرب العالمية الثانية وأسبابها والجهات الغربية المتورّطة في تحريضه على الهجوم على الاتحاد السوفييتي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ولاسيّما أن الاستخبارات الروسية كشفت مؤخّراً، وعلى خلفية الصراع الدائر حالياً بين الغرب الجماعي وروسيا في أوكرانيا، أن الغرب الجماعي كان قد استخدم هتلر لهزيمة الاتحاد السوفييتي استراتيجياً، وعندما بدأ يتبيّن الانتصار السوفييتي في المعركة عمل الغرب على تجيير الانتصار لمصلحته، وقد تحفّظ الاتحاد السوفييتي على الإعلان عن ذلك في أعقاب الحرب حفاظاً على التعايش مع الغرب.
ولكن إدراك واشنطن أن هزيمتها في أوكرانيا باتت وشيكة، وأن ساعة الحقيقة قد أزفت، وخاصة بعد التقارير الكثيرة التي تحدّثت عن أن انهيار القوات الأوكرانية والمرتزقة الغربيين العاملين على جبهة باخموت بات قريباً، فتح الباب واسعاً للتكهّن بأن كثيراً من الأسرار التي أحاطت بالعلاقة بين النظام الأوكراني والغرب، والخطط الأطلسية لإشعال الحرب في أوكرانيا، وكذلك جميع الأسرار المتعلّقة بمساهمة الاستخبارات الغربية في التخطيط لهذه الحرب والهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية، أصبحت معرّضة للافتضاح، وخاصة إذا وقع الرئيس الأوكراني أسيراً لدى القوات الروسية أو بيد المعارضة الأوكرانية الموالية لموسكو.
ومن هنا ربما أدرك الغرب أنه لا سبيل للتخلّص من زيلنسكي بعملية اغتيال داخلية، لأن ذلك سيجعل الاستخبارات الغربية المتغلغلة في كييف المتهم الأوّل في ذلك، وبالتالي ينبغي إيجاد سبب منطقي لإجبار روسيا ذاتها على اغتيال زيلنسكي بعملية عسكرية أو أمنية داخل كييف، وبالتالي يتم التخلّص من زيلنسكي وتحميل موسكو مسؤولية اغتياله.
ومن هذا الباب، صرّح عضو اللجنة الدستورية لمجلس الاتحاد الروسي ألكسندر باشكين بأن كييف بمحاولتها ضرب الكرملين بطائرات مسيرة “تدعو” روسيا لتوجيه ضربات أقوى ضد منشآت الدولة في كييف.
وقال باشكين: “إن استهداف الكرملين في حدّ ذاته يقول ببساطة إن أوكرانيا قرّرت أن تطلب من روسيا أن تكون أكثر نشاطاً في استهداف المنشآت الحكومية في كييف، بطول شارع بانكوفايا (شارع مؤسسات السلطة مثل الكرملين في العاصمة الأوكرانية كييف)”.
ولكن جميع المراقبين يدركون أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلّحة الأوكرانية وكتائبها النازية، إنما تتمّ بتخطيط كامل من خبراء حلف شمال الأطلسي “ناتو” العسكريين والاستخبارات الغربية، وبالتالي يكون استهداف الكرملين مخطّطاً غربياً لاستدراج ردّ فعل روسي مشابه، يتم بموجبه استهداف زيلنسكي من الجيش الروسي مباشرة، وتجريم موسكو بذلك.
وبما أن النائب لفت الانتباه إلى حقيقة أن روسيا لم تترك حادثاً واحداً من جانب أوكرانيا لم تردّ عليه، فإنه ربّما يشير إلى فرضية قيام روسيا بالردّ مباشرة على العملية ردّاً متكافئاً، ما يعني أنه ربما يؤيّد التوجّه إلى اغتيال زيلنسكي.
وفي النهاية، ليس هناك إلا احتمال واحد لإقدام النظام الأوكراني على استهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالطائرات المسيّرة بشكل مباشر، وهو أن الغرب قرّر التخلّص من زيلنسكي، ولكنه يفضّل أن يتم ذلك بأيادٍ روسية، كي يُبقي ذلك سبباً لوجود الأحقاد بين الشعبين الروسي والأوكراني مستقبلاً، وتبقى أوكرانيا خاصرة رخوة لروسيا.
طلال ياسر الزعبي