إيهاب مرادني: “علاء الدين والمصباح السحري” أعادتني للكتابة المسرحية
أمينة عباس
مع ختام عروض مسرحية “علاء الدين والمصباح السحري” نص وألحان إيهاب مرادني، إخراج وسينوغرافيا بسام حميدي، والتي قُدمت ضمن مهرجان العروض البصرية بدورته الأولى طيلة أيام العيد، عبّر مرادني عن سعادته بالنجاح الذي لاقته عروض المهرجان بشكل عام وعرض “علاء الدين والمصباح السحري” بشكل خاص، والذي أعاده كاتباً بعد انقطاع طويل عن الكتابة للمسرح، مشيراً إلى أن “علاء الدين والمصباح السحري” مسرحية بصرية ثانية في تجربة مسرح الطفل البصري بعد مسرحية “فلة والأقزام السبعة” التي ساهم فيها ملحناً، وحققت النجاح في كلّ عروضها التي قدّمتها في دمشق وطرطوس والسويداء، وكان آخرها العروض التي قُدمت خلال فترة العيد ضمن المهرجان الذي أقيم بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسة العربية للإعلان وعدد من الفعاليات الاقتصادية، موجهاً الشكر لشركة ميار الدولية للإنتاج الفنّي ممثلة بمديرها زياد الموح وتجمّع “شدو” للعروض البصرية ممثلة بمديرها بسام حميدي.
عودة للكتابة
وبيّن إيهاب مرادني أن الكتابة للمسرح ليست بالأمر الجديد عليه، إذ أن لديه تجارب عديدة في هذا المجال في المسرح الجامعي، ولكن بسبب انشغاله بالتلحين انقطع عنها، وهو سعيد بعودته إليها من خلال “علاء الدين والمصباح السحري” كقصة ممتعة تمّ من خلالها تمرير العديد من القيم التربوية بهدف أن تظل راسخة في أذهان وعقول الأجيال الجديدة، مع إجراء بعض التغييرات في السيناريو حتى لا يكون ما قام به مرادني مجرد استنساخ للقصة المتعارف عليها عبر إضافة لمسات جديدة إلى الخطوط الأساسية، وتقديمها بأسلوب كوميدي بعيد عن التهريج يميل إليه مرادني عادةً في كتاباته بهدف إسعاد الطفل بالدرجة الأولى، مع إشارته إلى أن العمل الكوميدي لا يكتبه الكاتب فقط، فهو يُبنى من جديد مع المخرج والممثل أثناء البروفات، وهذه ميزة المسرح برأيه، حيث يساهم الجميع في تأليف العرض.
كاتب وملحّن
ولم ينكر مرادني أن النجاح الكبير الذي حققته “فلة والأقزام السبعة” جعله في تحدّ كبير للخروج من سطوة ما قدّم فيها من ألحان بمحاولة تقديم ما هو جديد وملحَّن حتى لا يقع في مطب التكرار، وذلك من خلال إيجاد مفاتيح وأفكار جديدة لمسرحية مغناة بالكامل على مدار ساعة وربع، مؤكداً في الوقت ذاته أن لكل ملحن روحاً تميزه، مهما حاول أن يجدّد في أسلوبه ستبقى بصمته وهويته واضحة، موضحاً كذلك أنه وبعد ملاحظته استمتاع العائلة بما قُدّم في “فلة والأقزام السبعة” وباعتبار أن الطفل لا يحضر المسرحية وحده حرص أثناء الكتابة والتلحين التوجه للطفل والعائلة، وهو توجه عام للقائمين على هذه العروض. وككاتب وملحن لـ”علاء الدين والمصباح السحري” رأى مرادني أن الملحن يجد سهولة كبيرة في تلحين ما كتبه لأنه ككاتب وملحن يكتب نصاً ملحَّناً نوعاً ما، وغالباً ما ينجز التأليف والتلحين على التوازي، أما عندما يتعامل مع نص لكاتب آخر فيبدو الأمر أكثر صعوبة لأنه مضطر للتعامل مع نص كُتب بروح صاحبه، من هنا نجد أن في رصيده نحو 20 شارة لمسلسلات تلفزيونية من كلماته وألحانه.
لغة التكنولوجيا
ويوضح إيهاب مرادني أن المسرح البصري مسرح لا يحوي ديكوراً، وكل ما يظهر فيه يُنفذ مسبقاً باستخدام تقنيات عالية، وهذا أمر من الضروري العمل عليه برأيه، لأن طفل اليوم يتفاعل مع التكنولوجيا منذ نعومة أظفاره، لذلك كان لا بد من مخاطبة الطفل بلغة التكنولوجيا التي تغريه وتجذبه بعد أن أصبح الأسلوب التقليدي القديم لا يلبي فضوله وحاجاته، ومن هنا كانت قصة علاء الدين مناسِبة للمسرح البصري من خلال تفاصيلها وشخصياتها، بالإضافة إلى وجود أماكن ما كان بالإمكان تأمينها في المسرح العادي.
وختم مرادني كلامه بالإشارة إلى أهمية فكرة وجود مهرجان لعروض الطفل البصرية بهدف إسعاد الطفل، خاصة وأن جميع العروض فيه كانت مجانية، وهو دليل على نبل هدفه.
يُذكر أن مسرحية “علاء الدين والمصباح السحري” من بطولة: تماضر غانم، مي مرهج، ناصر الشبلي، درويش عبد الهادي، أحمد حجازي، لميس عباس، مادونا حنا.