الإخلاص للوعود الشبابية!
غسان فطوم
بالأرقام والمعطيات الموجودة على أرض الواقع، لم يحظَ شبابنا بالاهتمام المطلوب الذي يحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم التي كانوا يرسمونها على مقاعد الدراسة الجامعية بألوان زاهية، فكلّ ما حصلوا عليه هو سلة وعود تلاشت مع تقادم السنين، ليجد الشباب، وخاصة الجامعي، أنفسهم كـ “الأحياء الأموات” غير قادرين على ممارسة دورهم وإثبات حضورهم، لذلك لم يكن مستغرباً أن تكون الهجرة خيارهم الأول لعلّ وعسى يلملمون شتات ما تبقى من بقايا طموحات ورغبات وأدتها سياسات وخطط تائهة فشلت في استثمار طاقاتهم وتوظيفها في الزمان والمكان المناسبين!.
للتذكير منذ أكثر من عقد ونحن نقرأ ونسمع أحاديث عن إستراتيجية وطنية لتشغيل الشباب، ولكن كلّ ما نابهم منها هو وضعها في مجلدات أنيقة لم ترَ مضامينها أو قراراتها النور!، وللتذكير أيضاً “بالغزل الشبابي” الذي كنّا نسمعه من قبل أعضاء مجلس الشعب في كلّ دور تشريعي، حيث كانوا يتغنون بأهمية الشباب وضرورة إشراكهم في صنع القرار الذي يتعلق بمستقبلهم، لكن للأسف لم تستطع لجنة الشباب في المجلس أن تنعش آمالهم وتفتح لهم آفاق الأمل الحقيقي!.
هذا “التهميش” الذي وصل درجة الإقصاء حفر آثاراً سلبية عميقة على جدران معاناة الشباب الذين يخشون أن تبقى دائمة كالمرض المزمن في ظلّ غياب العلاج الناجع والإجراءات التي تحدّ من الهجرة، وأخطرها بلا شك هجرة الكفاءات والخبرات، ولن نخوض هنا في الأرقام لأنها مخيفة وتشي بمستقبل محفوف بالمخاطر لشريحة الشباب المعذّب الذي ينتظر على قارعة طريق البطالة، يراقب الأمل لعله يكون محسوساً وملموساً بعيداً عن الشعارات التي تطلق في أروقة المؤتمرات وتُزين توصيات ورشات العمل.
بالمختصر، قضايا الشباب وهمومهم ومشكلاتهم ومعالجتها تعبت من حقن الانتظار والتأجيل والتسويف غير المبرّر، فمتى تترجم الأقوال الكثيرة إلى أفعال ولو بحدّها الأدنى؟!.
لقد آن الأوان لنكون مخلصين للوعود الشبابية من خلال وضعها على قائمة الأولويات في التنفيذ، ففي هذه الظروف الصعبة ليس لنا أمل يُرتجى إلا بشبابنا، فقد دقت ساعة العمل الجاد، ولا وقت لتضييع الوقت!!.