ثقافةصحيفة البعث

حضر عيد الشهداء وغابت الفنيات في نادي الشباب

حلب – غالية خوجة 

تحتفل سوريتنا الحبيبة بعيد الشهداء كعيد مستمر ودائم ومزدهر بالغار والسلام والانتصار، وسنظلّ شهداء أحياء كلٌّ في مجاله ليزدهر الإنسان الذي يبني الزمان والمكان انطلاقاً من الوطن.

وبهذه المناسبة، كان لأدب الشباب ظهيرة أدبية أقامها فرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب للنادي الشبابي الثقافي، بعنوان بيت شعري لشاعر الطفولة والوطن والعروبة سليمان العيسى “ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا، عند الشهيد تلاقى الله والبشر”.

قدّم الفعالية الكاتب الشاب ربيع منصور، وشاركت فيها سبعة أصوات من الجيل الشاب: هدى سيد حسين، شيماء أوسو، ياسين الحسن، علي مثقال، مايا كركوش، ريم العبد، رهف حمادة، إضافة للطفلة جودي حمدو كعدة التي عبّرت عن مشاعرها بكلماتها وقارئة قصيدة “عرس الشهيد” للشاعر نزار قباني، وقصيدة “أحنّ إلى خبز أمي” للشاعر محمود درويش. وتشجيعاً للجيل الشاب على الاستمرار بموهبته القابلة للتطوير، لينهض بما يجول في أعماقه الوطنية، لا بدّ من الإشارة إلى ما اتسمت به هذه الظهيرة من تركيز على موضوع الشهادة عاكسة الإحساس الوطني لدى الجيل الشاب بين شهداء وأرض ومحبة ووفاء وعروبة مع كشفها للوجه الآخر من العداء والخيانة والظلمات.

والملفت أن ما سمعناه تراوح بين الخاطرة المباشرة، وخاطرة نشرة الأخبار، ومواضيع التعبير، ومحاولة كتابة الخاطرة القصصية والخاطرة الشعرية، لدرجة أن التمييز بين الأجناس الأدبية كان ضائعاً لدى الغالبية كما الفنيات والتقنيات، وضاعت معه اللغة العربية في الكثير من المشاركات بين مجرور منصوب، وفاعل لا يعرف الضمة، مع ورود ذكر “مايو” لشهر أيار!

وبالمقابل، كان هناك من حاول الاقتراب من القصيدة، ومنهم من يدرك أن على الشهيد لا يجوز العزاء، لأنه باقٍ مثل الوطن، ومنهم من أدخل الأحداث التاريخية والمعارك كرموز مثل الأوس والخزرج وبني أمية.

أمّا بالنسبة للأداء، فكان خطابياً مباشراً ولم يوصل أرواح المعاني من خلال فنيات الإلقاء، وهذا بحاجة إلى تدريب مناسب، والواضح أن جيل الشباب لديهم الاستعداد الذاتي لتطوير أنفسهم، كونهم استمعوا لآرائنا بكل محبة وتقدير.

ومن زاوية أخرى، برزت جمالية الموضوع من خلال الوعي بالتضحية وتقديس الوطن ومحاولة التعبير عنها باللغة، وإن كنا نتمنى أن يتمّ توظيف هذه الأفكار والقناعات إلى فنيات مناسبة، وهنا، نتساءل عن دور فرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب؟ وأين دور المشرفين المناسبين لهذا النادي؟