نبض رياضي.. دورات شكلية وأرباح مالية
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
لا يمكن إنكار الحاجة الدائمة والمتزايدة لتطوير معارف الكوادر الرياضية إن كان على الصعيد الفني أو الإداري، ولذلك كانت فكرة الدورات التي تقيمها اتحادات الألعاب للصقل أو الترفيع بما يسهم في دفع عجلة هذه الألعاب، بالنظر لكون المدربين والحكام والإداريين هم حجر الأساس في البناء الرياضي ودون وجودهم لن يكون للاعب قدرة على التطور أو المنافسة.
ومن هذا المنطلق فإن إقامة الدورات لهذه الكوادر حاجة ماسة لا تقبل التأجيل أو النقاش، فالجدوى منها كبيرة وانعكاساتها تتعدى الشخص الذي يخضع للدورة لتصل للمنظومة الرياضية ككل وذلك إن حملت جانب التطوير والفائدة ولم تخرج عن إطارها المفهوم والمنطقي.
وللأسف الشديد فإن بعض اتحادات الألعاب وجدت في الدورات “باب رزق” بما تدره من أموال لخزينة هذه الاتحادات مقابل جزء يسير يذهب للاتحاد الرياضي، حيث باتت رسوم الدورات وكيفية صرفها محط تساؤلات العديد من المتابعين بالنظر إلى أن وارداتها تخطت الملايين من الليرات، وفضلاً عن قضية حصة الاتحاد الرياضي فإن بعض الاتحادات باتت تقيم دورات بشكل أكبر بكثير من البطولات الداخلية أو المشاركات الخارجية وكأن الهم بات مادياً بحتاً.
الأكثر غرابة هو أن أحد اتحادات ألعاب القوة بات يقيم دورات في اختصاصات ليست ضمن نطاق عمله، فالتغذية دخلت في عمل اتحاد لعبة وبات لها درجات بين مستجد وصولاً للدرجة الأولى، لتثار عديد إشارات التعجب عن ماهية المعلومات المقدمة عن التغذية في هذه الدرجات كلها، وهل اتحاد لعبة مخول بمنح مثل هذه الشهادة التي تتداخل فيها الرياضة والصحة.
طبعاً كل ماسبق يجري تحت أنظار المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي الذي نجد بعض أعضائه يباركون مثل هذه الدورات ويحضرون افتتاحها أو اختتامها دون أن يبحثوا في المضمون المقدم للدارسين ويكتفون بالاطلاع على العناوين الرئيسية التي قد لا تكون مطابقة للواقع.
دورات التدريب والتحكيم هي كما أسلفنا أمر ضروري جداً ويمكن أن تشكل وارداتها مصدر دخل اضافي للاتحاد الرياضي، لكن الأساس هو الوصول للفائدة الفنية المرجوة وبعدها يمكن الحديث عن المال والمنفعة المادية.