المدارس.. فوضى قبل الامتحانات وانقطاع للطلاب وتقاذف للاتهامات والمسؤوليات؟!
كثيراً ما نبّهت وزارة التربية وحذّرت من تعطيل الطلاب قبل الامتحانات، والتأكيد على أهمية الالتزام بالدوام المدرسي وفق الخطة الدرسية وتقويم العام الدراسي حتى نهاية العام الدراسي وعلى مسؤولية الإدارات المدرسية والتوجيه الاختصاصي المشرف على هذه المدارس.
وزارة التربية في كلّ عام تعيد وتكرّر هذه القرارات والتعاميم، إلا أن هذه التعاميم لا تلقى صدى في الميدان، ولاسيما أن أغلب الطلاب انقطعوا عن الدوام المدرسي قبل أسبوعين من الموعد المحدّد للامتحانات، إذ يحمّل متابعون للشأن التربوي المسؤولية لمديري المدارس والمعلمين، خاصة وأن هناك مدرّسين يهمسون في آذان الطلاب بعدم الدوام لإراحة أنفسهم من التدريس والذهاب إلى المنزل مبكراً أو التفرغ للدروس الخاصة التي أصبحت بأسعار جنونية تثقل كاهل الأسر!.
ويستغرب مدرّسون مواظبون على إعطاء الدروس تصرّف مديري مدارس من خلال النشر على صفحات مدارسهم “الفيسبوكية” والتأكيد على ضرورة الالتزام بالدوام، وفي الوقت نفسه يطلبون في الخفاء من الطلاب عدم القدوم إلى المدرسة، مما أوجد حالة من التشويش والتشتّت لدى الطلاب الملتزمين وأهاليهم في آن معاً.
الأهالي أصبحوا في حيرة من أمرهم، هل يرسلون أولادهم إلى المدرسة، أم يلتحقون بركب المنقطعين؟، إذ يؤكد طلاب أنهم ذهبوا إلى مدارسهم لكن دون جدوى في ظلّ غياب معظم الطلاب، فاحتجزوا في المدرسة لنهاية الدوام دون أي فائدة!.
وأبدت بعض الأسر استياءها من انتشار مجموعات الواتس بين الطلاب والمدرّسين والتي تشهد تحريضاً من بعض الطلاب على الانقطاع واتهام من يريد الذهاب إلى المدرسة بالمسيء لزملائه، مما يضع الطالب في موقف محرج أمام الأغلبية من الطلاب.
مديرة مدرسة في ريف دمشق حمّلت الأهالي مسؤولية انقطاع أبنائهم عن الدوام، ولاسيما أن الدوام مستمر بشكل نظامي والمدرّسين على رأس عملهم وذلك لمتابعة الخطة الدرسية، داعية إلى زيادة التعاون من قبل الأهالي مع المدرسة ومنع أبنائهم من الانقطاع المبكر.
ومع هذه الآراء وتقاذف المسؤوليات، يقع الطلاب المثابرون ضحية الفوضى السائدة في أغلب المدارس قبل بداية الامتحانات، حيث يعلم الجميع أن القطاع التربوي أكثر تضرراً في السنوات الماضية القليلة بشكل عام، وفي هذا العام بشكل خاص، ولاسيما في ظل الانقطاع عن الدوام بعد كارثة الزلزال والأحوال الجوية القاسية التي حدثت، إضافة إلى العطل الرسمية، مما أحدث فجوة تعليمية في المنهاج الدراسي وإرباكات في متابعة الخطة الدرسية المقررة من الوزارة، إذ أكد مدير التعليم في وزارة التربية عماد هزيم على استمرار الدوام المدرسي واستكمال الخطة الدرسية وفق التقويم المدرسي المحدّد في خطة الوزارة، محمّلاً إدارات المدارس مسؤولية أي خلل أو انقطاع للدوام، علماً أنه ستكون هناك جولات وزارية مفاجئة على المحافظات للتأكد من التقيّد بالتعليمات المذكورة.
علي حسون