سورية تتلقّى باهتمام قرار الجامعة العربية وتؤكد أن المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبنّاءً على الصعيدين الثنائي والجماعي
دمشق- سانا – وكالات
أكّدت سورية متابعتها باهتمام القرار الصادر اليوم عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلّب نهجاً عربياً فاعلاً وبنّاءً على الصعيدين الثنائي والجماعي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها اليوم تلقت “سانا” نسخة منه: “تابعت سورية التوجّهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية والتي تعتقد أنها تصبّ في مصلحة كل الدول العربية، وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها”.
وأضافت الخارجية: “في هذا الإطار تلقّت سورية باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة بتاريخ 7 أيار 2023، بخصوص استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتباراً من اليوم”.
وتابعت الخارجية: “تؤكد سورية في السياق نفسه أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحدّيات التي تواجهها الدول العربية”.
وختمت الخارجية بيانها بالقول: سورية العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، تجدّد موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، وتؤكد أن المرحلة القادمة تتطلّب نهجاً عربياً فاعلاً وبنّاءً على الصعيدين الثنائي والجماعي يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية.
وكان وزراء خارجية جامعة الدول العربية أصدروا عقب اجتماعهم بالقاهرة القرار رقم 8914، الذي أقرّوا فيه استئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية باجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها بدءاً من اليوم.
وفيما يلي نص القرار الكامل:
إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة جمهورية مصر العربية في دورته غير العادية التي عُقدت يوم الأحد السابع من أيار 2023، يُقرّر ما يلي:
– تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سورية، ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وذلك استناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه وتأكيد أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سورية على الخروج من أزمتها انطلاقاً من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية واتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة بما في ذلك الشعب السوري وما له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية.
– الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدّة بشأن سورية يوم 14 نيسان 2023 واجتماع عمّان بشأن سورية يوم الأول من أيار 2023 والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سورية وشعبها ومعالجة انعكاسات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم وخصوصاً عبء اللجوء وخطر الإرهاب وخطر تهريب المخدرات، والترحيب باستعداد الجمهورية العربية السورية التعاون مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات العربية ذات الصلة وضرورة تنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمّان وكذلك اعتماد الآليات اللازمة لتفعيل الدور العربي.
– تأكيد ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرّج نحو حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بدءاً بمواصلة الخطوات التي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سورية وبما في ذلك وفق الآليات المعتمدة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
– تشكيل لجنة اتصال وزارية مكوّنة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لمتابعة تنفيذ بيان عمّان والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصّل إلى حل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتقدّم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
– استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها بدءاً من يوم الـ7 من أيار 2023.
– الطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار وإحاطة المجلس بالتطوّرات.
عربيّاً، وفي أوّل ردّ على قرار مجلس الجامعة العربية، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن العراق نادى كثيراً بأهمية أن تستعيد سورية مقعدها في الجامعة العربية.
وأوضح في تصريحات صحفية أن سورية تعود إلى الجامعة على أساس حل المسألة السورية سياسياً ودعم الإرادة الوطنية السورية، إدراكاً من السياسة الخارجية العراقية بأن تعزيز أمن واستقرار سورية ينعكس على مجمل الحالة العربية، فضلاً عن انعكاسه على أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف الصحاف: إن العراق يرى نفسه في محيط استراتيجي مهمّ، واستقرار أطراف المنطقة سينعكس على الحالة الأمنية والاقتصادية للعراق، مشيراً إلى أنه عملاً بهذا المسار نادت وزارة الخارجية العراقية في المحافل بالمستويين الثنائي والمتعدّد إلى ضرورة عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة العربية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية العراقية؛ إلى أنه بعد مضيّ كل هذه السنوات، وما مرّت به سورية وما عانته، جاءت الجامعة العربية وعلى المستوى الوزاري بإقرار عودة سورية إلى مقعدها لتسجّل من جديد توقيتاً جديداً للعمل العربي الجماعي على أساس التكامل المشترك الذي سينعكس على بنية العمل العربي الجماعي من جهة ويعزّز أمن واستقرار المنطقة، ويعيد لسورية وضعها ودورها ضمن نسق تفاعلاتها العربية والإقليمية والدولية.
وشدّد على أن القرار بعودة سورية للجامعة العربية يحمل بالتأكيد انعكاساتٍ إيجابية كبيرة، مضيفاً: إن العراق كان ولا يزال يطمح أن تستعيد سورية حضورها الفاعل من خلال مبدأ التنسيق والتواصل وتعزيز رؤى الحوار مع جميع الأطراف العربية.
من جانبه، أكّد مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن عودة سورية إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية.
وشدّد قرقاش على أن التحدّيات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك، بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها.
وقال في تغريدة عبر “تويتر”: “عودة سورية إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي”.
وأضاف: إن الإمارات مؤمنة بضرورة بناء الجسور وتعظيم المشتركات بما يضمن الازدهار والاستقرار الإقليمي.