وقعا مذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين الرئيس الأسد: دول وشعوب المنطقة تربح سوية أو تخسر سوية.. والتحولات تثبت صحة مبادئنا السياسية رئيسي: أيدينا ممدودة إلى كافة دول المنطقة.. وإلى جانب سورية في مرحلة إعادة الإعمار
دمشق-سانا
وقع الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأربعاء مذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما جرى بحضور الرئيسين توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط و النقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى وهي:
1- مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي، وقعها عن الجانب السوري وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا وعن الجانب الإيراني وزير الشؤون الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان.
2- محضر اجتماع للتعاون في مجال السكك الحديدية، وقعها عن الجانب السوري وزير النقل المهندس زهير خزيم وعن الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن الدكتور مهرداد بذرباش.
3- مذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية، وقعها عن الجانب السوري وزير النقل المهندس زهير خزيم وعن الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن الدكتور مهرداد بذرباش.
4- محضر اجتماع للطيران المدني، وقعه عن الجانب السوري وزير النقل المهندس زهير خزيم وعن الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن الدكتور مهرداد بذرباش.
5- مذكرة التفاهم في مجال المناطق الحرة، وقعها عن الجانب السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل وعن الجانب الإيراني وزير الشؤون الاقتصادية والمالية إحسان خاندوزي.
6- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط، وقعها عن الجانب السوري وزير النفط والثروة المعدنية الدكتور المهندس فراس قدور وعن الجانب الإيراني وزير النفط المهندس جواد أوجي.
7- مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للزلازل في سورية والمعهد الدولي للهندسة الزلزالية في إيران، وقعها عن الجانب السوري وزير النفط والثروة المعدنية الدكتور المهندس فراس قدور وعن الجانب الإيراني وزير النفط المهندس جواد أوجي.
8- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات، وقعها عن الجانب السوري وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب وعن الجانب الإيراني وزير الاتصالات وتقانة المعلومات الدكتور عيسى زارع بور.
دول وشعوب المنطقة تربح سوية أو تخسر سوية
وخلال إفادة صحفية مشتركة عقب توقيع الاتفاقيات، قال الرئيس الأسد: “أرحّب بالسيد الرئيس إبراهيم رئيسي في سورية ضيفاً كريماً وأخاً عزيزاً، وبالرغم من العلاقة المتميزة بين البلدين سورية وإيران، والتنسيق العالي في مختلف الظروف التي مررنا بها، إلّا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات العالمية وما تفرزه من تحوّلات إقليمية، هذه التحولات التي أتت لتثبت صحة المبادئ السياسية لكلا البلدين، والثبات على هذه المبادئ هو الذي يعطينا القدرة على توجيه الأحداث ونتائجها في صالح دولنا وشعوبنا بدلاً من أن نكون كقطعة خشب ملقاة في البحر تأخذها الأمواج حيث تشاء. هذا المخاض العالمي والإقليمي بحاجة للمزيد من التمسك بالثوابت، بالحقوق، بالسيادة، بالدفاع عن المصالح، لا تقديم مزيد من التنازلات تحت عنوان “الانحناء إلى العاصفة” هذا العنوان الذي كان السبب في تعزيز السياسات الاستعمارية عبر العالم وخسارة الشعوب لحقوقها وحياة أبنائها وأوطانها”.
وأضاف الرئيس الأسد: “مواضيع كثيرة نوقشت اليوم، كان في مقدمتها محاولات القوى الاستعمارية ضرب استقرار الدول وتقسيمها وهي سياسة استعمارية قديمة لكنها لا تزال قائمة حتى اليوم. والوسيلة الأجدى لمواجهتها هي في استغلال الفرص الإيجابية الراهنة والمتمثلة في تحسن العلاقات بين عدد من دول منطقتنا بعد عقود من التوتر منطلقين من بديهة أن دول وشعوب المنطقة تربح سوية أو تخسر سوية”.
نرحب بتطور العلاقات بين إيران والسعودية
وتابع الرئيس الأسد: “وعبّرنا في هذا السياق عن ترحيبنا بتطور العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية لما سيكون له من انعكاس إيجابي كبير على مناعة دول في هذه البقعة الهامة من العالم. هذه المناعة أكثر ما نحتاجها اليوم في مواجهة الكيان الصهيوني الشاذ الذي لا يحيا إلا على الدماء والموت، هذه حقيقة وقد أثبتها الشعب الفلسطيني البطل عبر مقاومته ومقاوميه على مدى العقود السبعة الماضية ونيّف. وإن دعم هذا الشعب بكل الوسائل التي تمكنه من الصمود ومن الدفاع عن نفسه وأرضه هو واجب وهو ضرورة، فهو الذي يشكل حاجز المناعة الأول لنا جميعاً في مواجهة ذلك الكيان المسخ”.
وقال الرئيس الأسد: “أما في إطار اللقاء الرباعي الذي يعقد في موسكو، فقد أكدنا على أهمية هذه المبادرة مع الحرص على أن يكون محورها وهدفها هو انسحاب القوات المحتلة وإيقاف دعم المجموعات الإرهابية كطريق طبيعي لعودة العلاقات العادية بين أي بلدين. ووجهت الشكر للسيد الرئيس رئيسي على الدور الفعال الذي تلعبه إيران إلى جانب روسيا لإنجاح هذه المبادرة الهامة”.
محطة هامة في مسيرة العلاقات الثنائية
وأضاف الرئيس الأسد: “كان هناك حيز هام للعلاقات الاقتصادية في نقاش اليوم وحواري مع السيد الرئيس، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها اليوم، والمشاريع التي تمت مناقشتها وهي كثيرة وعديدة ستعطي دفعاً كبيراً لهذه العلاقات عبر تطوير آليات ترفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين وتخفف من آثار العقوبات المفروضة علينا مستفيدين من تغير الخارطة الاقتصادية للعالم وانتقال التوازن تدريجياً باتجاه الشرق والذي من شأنه أن يحرر الاقتصادات الدولية من هيمنة الغرب ويفقد الحصار مفاعيله تدريجياً”.
وتابع الرئيس الأسد: “كما أكدنا على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية كمصدر للطاقة وكمسار للتطور العلمي وكأداة للازدهار الوطني، وسعي الغرب لحرمانها منها هو جزء عضوي من سياسته الاستعمارية القديمة الجديدة الهادفة لإبقاء الجهل والتخلف والفقر سائدة في بقية أنحاء العالم.
هذه الزيارة ستشكل محطة هامة في مسيرة العلاقات الثنائية لبلدينا وشعبينا لأنها مبنية على صوابية خياراتنا المقاومة من جانب ولأنها تأتي في ظروف دولية تاريخية تنحى باتجاه تعدد الأقطاب وأفول قوى الهيمنة من جانب آخر، وكلانا لديه الإرادة لكي يكون لاعباً فاعلاً لا منفعلاً في هذا العالم الجديد الذي هو قيد التشكل، نعمل فيه سوية ومع أصدقائنا في العالم لصالح شعوبنا وشعوب العالم قاطبة”.
وختم الرئيس الأسد بالقول: “أشكر السيد الرئيس إبراهيم رئيسي على تلبيته الدعوة لزيارة سورية اليوم، وأتمنى له كل التوفيق في مهامه الوطنية الجسام وللشعب الإيراني الشقيق كل التقدم والازدهار”.
رئيسي: الشعب السوري تحمّل وقاوم وصمد
بدوره قال الرئيس الإيراني: ” أشكر البلد الصديق، ورئيس الجمهورية العربية السورية لهذه الدعوة، والاستضافة الحارة لوفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأهنئ قلباً وقالباً سورية حكومة وشعباً لصمودهم أمام الأعداء، ولا بد أن نشكر الشعب الذي صمد أمام كل الإجراءات التي قامت بها المجموعات الإرهابية ابتداء من أمريكا والدول الغربية وبعض دول المنطقة التي حاولت تقسيم سورية، وحاولت القتل والدمار، وقتل النساء والأطفال، والمزيد من الدمار والظلم الذي مارسته في حق هذا الشعب، لكن الشعب السوري رجالاً ونساءً وكل الشباب السوريين والسوريات، صمدوا أمام الأعداء وأبدوا المقاومة، وأنا أثمّن وأقدّر ما فعله الشعب السوري أمام المجموعات الإرهابية، والولايات المتحدة، ولم يسمحوا للكيان الصهيوني الوصول إلى أهدافه في هذه المنطقة”.
وأضاف الرئيس رئيسي: “الشعب السوري تحمّل وقاوم وصمد ونحن نثمّن هذا الصمود، والدول التي لم تستطع أن تصل إلى أهدافها الخبيثة عبر الإجراءات العسكرية، هي تحاول أن تصل إلى نفس الأهداف في مجالات أخرى منها السياسية، وهم يمارسون التهديد والحصار على الشعب بعد أن فشل خيارهم العسكري، ونحن نعلم أنهم لن يصلوا إلى أهدافهم، كما لم يصلوا إلى أهدافهم أمام مقاومة الشعب الإيراني، هم فرضوا على الشعب الإيراني ثمانية أعوام من الحرب ولم يحققوا أهدافهم الرئيسية، وخلال السنوات الماضية الطويلة مارسوا التهديدات والعقوبات على الشعب الإيراني، لكنهم أعلنوا أن ممارسة سياسة الضغط الأقسى فشلت أمام مقاومة الشعب الإيراني، وهذا الإقرار جاء على لسان الأمريكيين، هم قالوا إن هذا الضغط فشل.. نعم هذه الفترة من الزمن أثبتت صوابية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمقاومة والصمود، والدولة السورية ساندت وقاومت وأثبتت الفترة الماضية أن المقاومة ستصل إلى النتيجة”.
إلى جانب في مرحلة إعادة الإعمار
وتابع الرئيس الإيراني: “نحن إلى جانب الشعب الفلسطيني ونحييهم من هنا ونستذكر الشهداء الفلسطينيين، والشهيد الكبير للمقاومة الحاج قاسم سليماني، نستذكر الشهداء جميعاً، ونحييهم ونقول إن الانتفاضة الأولى والثانية والثالثة نجحت، واليوم الشعب الفلسطيني في مكانة أفضل بالنسبة للماضي، وكافة المعادلات في المنطقة تسير في صالح شعوب المنطقة، والنظام العالمي تغيّر شيئاً فشيئاً وليس لصالح الكيان الصهيوني، وأنتم بإمكانكم أن تقوموا بتحليل المعادلات السياسية الحالية في المنطقة، والظروف المحيطة الحالية والمحيطة للكيان الصهيوني تختلف عن السابق تماماً، والظروف الراهنة للكيان الصهيوني وأصدقائه وداعميه تختلف عن الماضي تماماً وهذه هي بقيادة قائد الثورة الإسلامية الذي قال وأكد مراراً على المقاومة وخيارها وهو يقول دائماً إذا قدمت المقاومة كلفة فإن كلفة الاستسلام أكثر من ذلك. التسوية وخيار التسوية لن يصل إلى أي نتيجة”.
وقال الرئيس رئيسي: “رحم الله الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أكد في وقتها على خيار المقاومة وأوصى الآخرين بالمقاومة. المقاومة حتى الآن أثبتت أنها خيار صائب ومؤثر وفاعل لكافة الأحرار في العالم.. ليس من المقبول أن المعونات العالمية لا تصل للشعب السوري الذي تكبد خسائر الزلزال، كيف مُنعت تلك المساعدات عن الشعب السوري؟، ليس من المقبول هذا الإجراء بالنسبة للشعب الذي تكبد خسائر مختلفة وكبيرة إثر الزلزال الأخير… هذا لا ينطبق على أي منطق إنساني، والدول الغربية كيف تبرر ما قامت به تجاه الشعب السوري ومنعها الحقوق الأساسية عنه”.
الرئيس الرئيسي: نحن إلى جانب سورية حكومة وشعباً وسنقف إلى جانبهم في مرحلة إعادة الإعمار
وتابع الرئيس رئيسي: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً تؤكد على دعمها للمقاومة والصمود.. نحن إلى جانب سورية حكومة وشعباً… نقف إلى جانب الشعب السوري الذي واجه المجموعات التكفيرية … واليوم تخلص الشعب السوري من المجموعات التكفيرية.. واليوم نحن نقف إلى جانب الشعب السوري في مرحلة إعادة الإعمار وسنقف إلى جانبه ونثق بأن الشعب السوري والحكومة السورية سيواصلون هذا المسار وما يبقى هو عار لكافة الجهات التي ارتكبت الاغتيالات وقامت بالإرهاب ضد الشعب السوري الذي يشعر بالاعتزاز بعد سنوات من الصمود”.
أمن المنطقة بخروج القوات الأجنبية غير الشرعية
وأضاف الرئيس رئيسي: “آخر كلامي هو أننا وقعنا مذكرات تفاهم مع السلطات السورية. وفي مباحثاتنا مع الرئيس بشار الأسد العزيز بحثنا المواضيع المختلفة في مجالات مختلفة، وبحثنا تطوير العلاقات في كافة المجالات، ونحن عازمون على تطوير العلاقات بيننا وبين دول المنطقة. نحن بصدد تطوير علاقاتنا مع دول المنطقة وسنسعى لتوسيعها من دون تواجد الأجانب… تواجد الأجانب لا يسبب لنا استتباب الأمن، إنهم لا يجلبون لنا الأمن، بل إنهم مخلون بأمن المنطقة، ومن المستحسن أن تخرج القوات الأميركية سريعاً من المنطقة. طريق استتباب الأمن والحرص على السيادة السورية هو خروج القوات الأجنبية غير الشرعية، وإعادة السيادة السورية على كافة الأراضي السورية هي بخروج هذه القوات، ويجب أن تُحترم السيادة السورية على كافة الأراضي السورية”.
وختم الرئيس رئيسي بالقول: “أتمنى أن تصب كافة مذكرات التفاهم خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية في صالح البلدين وفي توسيع العلاقات بينهما. نحن نمد أيدينا إلى كافة دول المنطقة وكافة الجيران، هذه أولويتنا ونمد أيدينا لهم ونؤمن بأن هذه العلاقة ومثل مذكرات التفاهم هذه يمكن أن تقطع أيادي الأجانب عن منطقتنا. نجدد مرة أخرى تقديرنا واحترامنا وشكرنا لفخامة رئيس الجمهورية بشار الأسد والشعب السوري لاستضافة الوفد الإيراني”.
وكانت قد جرت للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب، حيث عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف، وصافح الرئيسان الأسد ورئيسي أعضاء الوفدين الرسميين.