اليوم العالمي لحرية الصحافة.. وفضيحة الغرب وأذنابه
تقرير إخباري
في ظل إحياء العالم ذكرى اليوم لعالمي لحرية الصحافة، تتنامى التساؤلات وتكثر إشارات الاستفهام حول وجود تلك الحرية، ومدى احترامها من أطراف عديدة وعلى رأسها ذاك الغرب الجماعي المهلّل للديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من العلب الجاهزة التي حاول عبرها الإمعان في إذلال وتجويع وتركيع بقية شعوب العالم، مكمّلاً سياسة تغذية الصراعات والكوارث التي يشعلها أو يضعها على صفيح ساخن في جميع أرجاء الأرض.
تقارير عدّة أشارت إلى الخطر المتفاقم على حرية الصحافة استناداً إلى إحصائيات أُجريت في العام المنصرم، لافتةً إلى تزايد عدد سجناء الصحافة بنسبة 20% عالمياً، وقتلاهم بنسبة 50% مقارنة بعام 2021، ناهيك عن عشرات المفقودين والمخطوفين، إضافة إلى الآلاف من التهديدات وحالات التنمّر سواء بشكل جسدي و مباشر أم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكل ذلك لسبب بسيط هو قيامهم بعملهم لا أكثر، فتحوّلت مهنة الصحافة من مهنة المتاعب إلى مهنة المخاطر والمصاعب.
لقد حاول الغرب دائماً تصوير نفسه على أنه المقيّم لهذه الحرية وغيرها من الحريات، في حين قامت ربيبته “إسرائيل” بقتل المراسلة شيرين أبو عاقلة أمام الكاميرات ودون أي خوف أو أدنى محاسبة للقائمين بالجريمة من جيش الكيان الإسرائيلي، في ظل صمت مطبق لوسائل إعلام أوروبا الغربية، كما شهدنا استبعاد صحفيين من قنوات أوروبية بتهمة معاداة السامية لمجرد موقفهم الرافض لسياسات هذا الكيان الغاصب، في حين دأب الغرب على تصوير الدول الخارجة عن سياساته وإملاءاته بالمستبدة والمعتدية على حرية الصحافة، وخاصة روسيا والصين، لكن بالمقابل كانت الحرب في أوكرانيا الفضيحة الكبرى لهذا الغرب أمام العالم، فلاحظنا وبشكل علني وسائل إعلامهم تقوم باستبعاد كل إعلامي أو صاحب رأي أو حتى مؤسسات بكاملها لمجرد معارضتهم الحرب الأوكرانية، أو حتى دعوتهم لوقفها أو التفاوض مع روسيا، وحتى نكون واقعيين فإنه من المعروف أن نشوب الحرب في أيّ بلد، فإنه سيؤدّي بالضرورة إلى تراجع سقف الحريات الصحفية نظراً لأن الحفاظ على الأمن القومي يقتضي ذلك، ولكن ما هو غير مبرّر ويثير الاستغراب هو أن تقوم بعض المنظمات الأممية أو المتابعة لشأن حريات الصحافة بالحديث عن تراجع هذه الحريات في روسيا، في حين تتبجح بأن تلك الحريات ازدادت لدى الطرف الآخر من الحرب المتمثل في أوكرانيا، متجاهلين قيام الأخيرة، ومنذ بداية الحرب بإغلاق وسائل إعلامية وإقصاء واعتقال العديد من الإعلاميين والمفكرين لتأييدهم وجهة النظر الروسية، أو حتى لمجرد دعوتهم إلى السلام والتفاوض، يُضاف إلى ذلك قيام دول الغرب بإغلاق جميع وسائل الإعلام الروسية وفروعها وفرض القيود حتى على مراسليها بكل دولهم.
يبقى الهدف الأسمى للإعلام والصحافة هو نشر الحقيقة بكل حياد ونزاهة، ولكن واقع الحال للأسف يشير نحو تصاعد التلاعب والتسييس وتدخّل رأس المال الغربي والأمريكي، وحتى تدخل كيانات العالم الافتراضي ووسائل التواصل التابعة له في صدقية هذا الإعلام وانتقاء رجالاته وتعويمهم، وذلك بهدف صناعة رأي عام مُغيّب ومؤدلج لمصلحة أجنداتهم، وغير قادر على إيصال صوته المناهض لسياسات استعباد الشعوب تلو الشعوب لمصلحة الاحتكارات العالمية ورجالها في الظل.
بشار محي الدين المحمد