بنك “فيرست ريبابليك “… هل يكون الدومينو العالمي؟
عناية ناصر
استحوذت السلطات المالية الأمريكية على “بنك فيرست ريبابليك”، وقاموا بإبرام صفقة لبيع الجزء الأكبر من عملياته إلى مصرف ” جي بي مورغان” في محاولة “لإنقاذ” المقرض المتعثر، بينما يحذر المراقبون من أن التلاعب على الأزمة لن يصلح النظام المصرفي الأمريكي المتعثر، وأن التداعيات قد تؤثر على المزيد من الدول في الأيام التالية.
يشير هذا التطور الذي يمثل المرة الثالثة التي تسيطر فيها الحكومة الأمريكية على مقرض أمريكي هذا العام، إلى أن الأزمة المصرفية الأخيرة لم يتم علاجها على الرغم من جهود الإنقاذ من قبل المنظمين، مع تحذير الخبراء من تعثر المزيد من البنوك، مما يزيد من القلق بشأن الركود المحتمل الذي يؤدي إلى هبوط أكبر اقتصاد في العالم.
ونقلاً عن بيان صادر عن العملاق المصرفي “جي بي مورغان تشيس”، سيشمل الاستحواذ 173 مليار دولار من القروض، وحوالي 30 مليار دولار من الأوراق المالية التي يحتفظ بها بنك “فيرست ريبابليك” بما في ذلك 92 مليار دولار من الودائع. كما سيتم تغيير اسم بنك “فيرست ريبابليك” البالغ عدده فروعه 84 فرعاً وسيعاود الافتتاح مجدداً.
وكانت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا قد أعلنت أنها ستعمل مع المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع كمستلم لها، علماً أن بنك “فيرست ريبابليك” والذي مقره سان فرانسيسكو يعد ثاني أكبر بنك يتعثر في تاريخ الولايات المتحدة، حيث هوت أسهم البنك 97 بالمئة هذا العام.
وفي هذا السياق، قال مدير الاستثمار في البنك: “تشير عملية الاستحواذ إلى أن المشكلة أكثر خطورة مما توقعنا في البداية، حيث اعتقدنا أن الأزمة قد خفت بعد خطة الإنقاذ السابقة”. وكانت البنوك الأمريكية الكبرى قد ضخت بالفعل 30 مليار دولار من الودائع في بنك “فيرست ريبابليك” في شهر آذار الماضي، بعد تعثر بنك “وادي السيليكون”، وبنك “سيغنتشر”، الأمر الذي أحدث صدمة في الصناعة المصرفية الأمريكية. وأضاف المدير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه الآن بعد أن ثبت أن التلاعب المؤقت على الأزمة غير فعال، فمن المرجح أن تتعثر المزيد من البنوك في المستقبل بسبب أزمة السيولة.
وفي سياق متصل قال متحدث باسم وزارة الخزانة، إن “وزارة الخزانة الأمريكية تشعر بالتشجيع لأن بنك “فيرست ريبابلك” قد تم حله بأقل تكلفة على صندوق تأمين الودائع، ويعتقد أن النظام المصرفي الأمريكي لا يزال سليماً ومرناً”. وفي خطاب ألقاه في آذار الماضي أثناء مخاطبته لقضايا بنك “وادي السيليكون”، وبنك “سيغنتشر”، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيطلب من الكونغرس والمنظمين المصرفيين تعزيز القواعد الخاصة بالبنوك لتقليل احتمالية فشل هذا النوع من البنوك مرة أخرى، ولحماية الوظائف والشركات الصغيرة الأمريكية “.
إن أسوأ ما في الأمر هو أن إدارة بايدن قد لا يكون لديها طريقة لتسوية المعضلة، حيث استمرت دورة رفع أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى تراجع قيمة القروض التي قدمها البنك عندما كانت المعدلات قريبة من الصفر، وبالتالي فإن المزيد من البنوك ستكون عرضة للمخاطر.
وفي هذا الخصوص، قال جاو لينغيون،الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين: “إن المخاطر أمر لا مفر منه، و أن الانهيار المصرفي سيزيد أيضا ًمن المخاوف بشأن ركود محتمل في الولايات المتحدة”، محذراً من تأثير الدومينو العالمي.