صحيفة البعثمحليات

لأول مرة في كلية الطب.. تخريج 23 اختصاصي أشعة و400 طالب دراسات عليا

دمشق – لينا عدره

أكد الأستاذ الدكتور عامر ناجي جميل رئيس قسم الأشعة في كلية الطب البشري بجامعة دمشق تمكّنهم من تدارك مشكلة النقص الحاصل في اختصاص الأشعة عبر زيادة أعداد الطلاب المقبولين، ما ساهم في حلّ معقولٍ للمشكلة، وعدم تأثر سير العمل مهما بلغت أعداد الطلاب المنسحبين، متمنياً وضع ضوابط عدة لتجنّب انسحاب الطالب قبل السنة الأولى لأخذه فرصة طالب آخر، لافتاً إلى أن زيادة أعداد المقبولين وإعطاء صورة جيدة عن القسم ساهما بارتفاع نسب إقبال الطلاب على هذا الاختصاص خلافاً للسنوات السابقة، حيث تجاوزت أعداد طلاب الدراسات العليا “قسم الأشعة جامعة دمشق” الـ400 طالب في مختلف السنوات، بعد أن كان العدد في 2017 ثلاثة طلاب في السنة الأولى و2 في السنة الثانية وطالب في السنة الثالثة يتحمّل عبء تخديم المشافي التعليمية الخمسة بمفرده، إضافة لغيابٍ كليّ لأي طالب في السنة الرابعة، لافتاً إلى تحسّنٍ ملحوظ شهده الاختصاص هذا العام عبر تخريج 23 اختصاصياً ولأول مرة في تاريخ القسم، ما ساهم وللمرة الأولى أيضاً بتواجد أكثر من طبيب أشعة في الإسعاف عكس ما كان عليه الأمر في فتراتٍ سابقة، كان يصل فيها الوضع للاتصال مراراً وتكراراً بطبيب الأشعة ليتواجد في الإسعاف.

ولفت في معرض حديثه إلى عدم وجود نقصٍ في اختصاص الأشعة بالنسبة لطلاب الدراسات “جامعة دمشق”، قياساً لما تعانيه باقي الاختصاصات كالتخدير على سبيل المثال، أو كما هي الحال في بقية الجامعات التي تعاني من نقصٍ كبير في أعداد طلاب الأشعة، مؤكداً متابعتهم كقسم وبإشراف من عمادة الكلية لأوضاع الطلاب عبر إعطاء المحاضرات ومشاركة الأطباء في جميع الندوات والنشاطات الطبية، إضافة لإشرافهم على رسائل تخرج طلاب الطب العام، وفتح المجال أمام الطلاب للاحتكاك المباشر في أقسام الإسعاف، وتحقيق نسب نجاحٍ جيدة في امتحان البورد العربي -على الرغم من النقص الكبير في الكادر التدريسي- ما يمنح الطلاب فرصاً مميزة للعمل بشكلٍ مباشر في المراكز الطبية، ونوه بإعلانهم ولمراتٍ عدة عن مسابقاتٍ لتعيين أعضاء هيئة تدريسية لتدارك النقص الحاصل، ولكن من دون جدوى.

وأوضح عامر أهمية اختصاص الأشعة كونه يمثل عماد أي مشفى أو مركز طبي ما يجعله يختلف عن باقي الاختصاصات، على اعتباره المفتاح لأية حالةٍ مرضية، خاصةً وأن قرار العمل الجراحي يتوقف على تقرير طبيب الأشعة، مشدداً على ضرورة امتلاك اختصاصي الأشعة للعديد من المهارات السريرية، إضافةً لمهارة التواصل بسبب احتكاكه مع أطباء من مختلف الاختصاصات، وقدرته على الفهم الدقيق لحالة المريض، وخاصةً في الحالات الميؤس منها، ما يزيد الضغط على العاملين في هذا المجال لتعاملهم مع عدد كبير من المرضى يومياً، ليتضاعف عند العمل في أقسام الإسعاف، لافتاً إلى أن كلّ تلك الضغوط والمخاطر لم تمنع أو تحمي العاملين في هذا الاختصاص (أطباء وفنيين) من التعرّض لغبنٍ كبير، وخاصة مع حرمانهم من أية حوافز على عكس الاختصاصات الطبية الأخرى “كالتخدير وطب الأسرة والطوارئ”، ما اعتبره خطأً كبيراً، مطالباً بمعاملتهم أسوةً بباقي الاختصاصات إذا ما أرادوا ديمومة واستمرار العمل، لأنه من غير المنطقي ألا يتجاوز راتب طالب الدراسات العليا 92 ألف ليرة!!.

وأشار عامر إلى خسارتهم لعددٍ كبير من الفنيين، إما بسبب الوفاة لتعرّضهم للأشعة أو لعزوف عددٍ منهم عن التعاقد بسبب الراتب الضعيف والقرارات المجحفة بحقهم، مشيراً إلى إيقاف تقديم الوجبة الغذائية المتضمنة البيض والحليب للأطباء منذ أكثر من أربع سنوات، على الرغم من أنه إجراءٌ متعارف عليه عالمياً للعاملين في مجال الأشعة والتصوير الطبي والمعالجة الشعاعية.

بالمحصلة.. لا يمكن إغفال ما يعانيه العاملون في اختصاص الأشعة من ضغوطٍ وصعوبات عديدة، كما أن توقف وتعطل أغلب الأجهزة في المشافي التعليمية نتيجة الحصار الجائر، زاد صعوبة الأمر على الطلاب لعرقلته فرص التعليم أمامهم هذا من جهة، وعلى المرضى من جهة أخرى لتحمّلهم أعباء مادية تفوق طاقتهم نتيجة استغلال وابتزاز معظم المراكز الطبية الخاصة لأوضاعهم.