خطوات جادة لتطوير واقع الثروة الحيوانية.. ودورات تدريبية للاستفادة من التجربة التونسية
دمشق- رحاب رجب
وضعت وزارة الزراعة خطة متكاملة لتطوير الثروة الحيوانية التي تأثرت خلال سنوات الحرب ولقلة المراعي جراء التغيّرات المناخية إضافة لغلاء أسعار الأعلاف.
وحسب مصدر مطّلع في الوزارة فإن وتائر عمل مشروع تطوير الثروة الحيوانية تسير بنسب جيدة، حيث تمّ تجهيز معظم المستلزمات لترقيم القطيع وعمل كوتا خاصة لكل صنف من القطيع ولحصر أعداده ومعرفة أدق التفاصيل وضمان وصول الأعلاف المخصّصة بعيداً عن أي تلاعب.
وبين المصدر أن أعداد القطيع تأثرت خلال السنوات الماضية لجملة أسباب في مقدمتها الحرب وتأثيرات المناخ وغلاء الأسعار، فمثلاً قبل سنوات الحرب وصل عدد قطيع الأبقار إلى أكثر من مليون رأس والأغنام إلى نحو ١٣ مليون رأس، اليوم تراجعت أعداد قطيع الأبقار إلى نحو ٦٠٠ ألف رأس أي هناك خسارة تحرص وزارة الزراعة اليوم على تعويضها من قنوات مختلفة، أولها استيراد بكاكير ودعم المنشآت المعنية كمؤسّسة المباقر، وتوزيع المقننات العلفية ضمن القدرات المتاحة. ومؤخراً نفذت الوزارة في إطار خطة عمل مشروع تطوير الثروة الحيوانية دورة تدريبية لكوادر محلية مختصة مع مدراء الإنتاج الحيواني والتنمية الريفية والتعليم الزراعي وممثلين عن الصحة الحيوانية والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في تونس بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة “اكساد”، حيث اطلعوا خلالهاعلى التجربة التونسية في مجال تطوير الثروة الحيوانية.
وحسب تقارير الزراعة فقد اطلعوا على منظومة حليب الأغنام ومستلزماتها وطرق التحضير ومخبر تحاليل الحليب ووحدات التصنيع، وكلّ حلقات إنتاج وتسويق الحليب والاطلاع على توظيب اللحوم، وقاموا بزيارات لمركز البحوث والاطلاع على كيفية توصيف وحفظ وتعزيز الموارد الوراثية الحيوانية والرعوية وتحسين إنتاجية وجودة منتجات المجترات، وتحسين استدامة نظم الثروة الحيوانية في مواجهة التغيرات المناخية. واطلعت اللجان على كيفية ترقيم الثروة الحيوانية وبرامج التحسين الوراثي للماشية ضمن استراتيجيات التنمية القطاعية للأبقار والإبل والمجترات الصغرى، وتعتمد هذه القطاعات التحسين الوراثي كركيزة أساسية لتنمية القطاع وتطوير طاقة الإنتاج الحيواني من اللحوم والألبان للسلالات الأصلية والمحلية والمهجنة.
وترمي الزراعة من خلال مشروع تطوير الثروة الحيوانية إلى تكوين مخزون من البيانات المتعلقة بالإنتاج والصحة والتعقب والاسترسال للحيوانات المعرفة، بحيث يتمّ الوصول إلى دفتر رسمي لترقيم الماشية ووثيقة إعلام وقاعدة بيانات ومتابعة حركية للحيوانات وإصدار شهادة الترقيم.
وتعدّ التجربة التونسية غنية في تطوير إنتاجية الثروة الحيوانية، فمثلاً يتم استقبال الحليب من المربين بصورة مستمرة مهما كانت الأسباب، وتالياً يضمن المربي تسويق المنتج بأي كمية، وتأمين الأعلاف للمربين وتأمين البكاكير المؤصلة مع تأمين الخدمات البيطرية.