سورية والسعودية تُقرّران استئناف عمل بعثتيهما الدبلوماسيتين في كلا البلدين
دمشق – الرياض- سانا
أعلنت سورية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية.
وصرّح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أنه انطلاقاً من الروابط العميقة والانتماء المشترك لشعبي الجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية، وتجسيداً لتطلعات شعبي البلدين، وإيماناً من الجمهورية العربية السورية بأهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية بما يخدم العمل العربي المشترك، فقد قرّرت الجمهورية العربية السورية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت في وقتٍ سابق استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سورية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن وزارة الخارجية السعودية قولها في بيان: “انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبي المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وحرصاً على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأخذاً في الاعتبار القرار الصادر عن الاجتماع الوزاري لمجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي انعقد في القاهرة بتاريخ السابع من الشهر الجاري، القاضي باستئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، وعملاً منها بمبادئ ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد قرّرت المملكة العربية السعودية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية”.
وكانت المملكة العربية السعودية قد رحّبت في وقتٍ سابق بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي عُقد في القاهرة مؤخراً، استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس الجامعة.
وقال وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري عقب جلسة لمجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: إن المجلس رحّب بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقد في القاهرة استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.
وأوضح الدوسري أن مجلس الوزراء أكّد حرص المملكة على دعم الجهود كافة الرامية إلى التوصّل لحل سياسي للأزمة في سورية، بما يحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقّق الخير والنماء لشعبها الشقيق.
وكانت صحيفة الوطن العمانية قد أكّدت في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثّل مراجعة للمواقف والسياسات العربية الخاطئة المتخذة طوال ما يزيد على العقد ضد سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المنطقة العربية تمرّ بمرحلة دقيقة ومفصلية في تاريخها تحتاج إلى تكاتف دولها الشقيقة وتعاضدها أكثر من أي وقت مضى، نتيجة تكالب الأزمات والمشكلات التي طالت كل دول المنطقة، وخصوصاً في العقد الأخير، وخلقت فجواتٍ نفذت منها أطراف تريد الشر بدول المنطقة، وحدثت انقسامات كان لها تبعات كبرى عانت منها الشعوب العربية، ما جعل هذه الدول تقتنع بوحدة المصير والقفز على المصالح الضيقة، والعمل على إيجاد حلول ناجعة تعيد الأمن والاستقرار للمنطقة”، لافتة إلى أن أولى تلك الخطوات هي عودة قلب العروبة النابض سورية إلى جامعة الدول العربية وهو ما سيكون له مردود كبير يصبّ في مصلحة كل الدول العربية، وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها.
وشدّدت الصحيفة على أن العودة السورية خطوة ننطلق بها ومنها نحو آفاق من التعاون العربي، الذي يخلق موقفاً عربياً واحداً يعطي ثقلاً للعمل العربي، ويجعل القرار العربي مسموعاً ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل سيتخطى ذلك إلى النطاق العالمي، فما تملكه دول المنطقة من قدرات ومقوّمات يجعل منها رقماً صعباً ليس في صياغة مستقبلها فحسب، بل تملك القدرة على حماية مصالحها عالمياً، إذا امتلكت الإرادة الوحدوية لتحقيق ذلك.