بيان الاجتماع الرباعي: الالتزام بسيادة سورية وسلامتها الإقليمية ومكافحة الإرهاب
موسكو – سانا
أكّد البيان الصحفي الصادر عن الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، سيادة سورية وسلامتها الإقليمية، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
وطالب البيان بضرورة زيادة المساعدة الدولية لسورية لمصلحة إعادة الإعمار في البلاد، والمساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
ووفق البيان، تم تكليف نواب وزراء الخارجية الأربعة لإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين سورية وتركيا، بالتنسيق مع وزارات الدفاع للدول الأربع.
ولفت البيان إلى المناقشات البنّاءة والموضوعية حول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والبيانات الرسمية بصيغة “أستانا”.
وأشار البيان الصحفي إلى المناخ الإيجابي والبنّاء الذي ساد تبادل وجهات النظر، والاتفاق على مواصلة الاتصالات الرفيعة المستوى والمفاوضات الفنية في شكل رباعي في الفترة المقبلة.
قال وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد خلال الاجتماع الرباعي في موسكو: “نحن مستعدّون للانخراط بشكل منفتح وبنّاء انطلاقاً من قناعتنا الدائمة بأن الحوار والنقاش هما السبيل الأفضل للوصول إلى الأهداف المرجوّة، طالما أنّ ذلك يستند إلى الاحترام المتبادل لسيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وأضاف المقداد: “بفضل جهودنا المشتركة، حقّق مسار أستانا العديد من النتائج الإيجابية على الأرض، ونجح في حل بعض القضايا بينما تعثّر في حل قضايا أخرى؛ ولكننا الآن بصدد صيغة جديدة مختلفة نأمل بأن تكون أكثر ديناميكية في التعامل مع مختلف القضايا التي تهمّنا”.
وأوضح المقداد “أنه تجمع سورية وتركيا حدود طويلة وأهداف ومصالح مُشتركة، ونرى أنّه رغم كل سلبيات السنوات الماضية، هناك فرصة سانحة للعمل بشكل مُشترك من قِبل الدولتين بمساعدة ودعم الأصدقاء الروس والإيرانيين لتحقيق هذه الأهداف والمصالح بما يخدم تطلّعات الشعبين في البلدين”.
وتابع المقداد: “سورية تتطلّع إلى المستقبل في علاقتها مع الدول الأخرى، بما يحفظ حقوق الشعب السوري ومصالحه الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها”.
وبيّن المقداد: “الهدف الأساسي بالنسبة لنا هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية مهما كان شكله، وهذا بالطبع يشمل القوات التركية، ودون التقدّم في هذا الموضوع سنبقى نراوح في مكاننا ولن نصل إلى أي نتائج حقيقية، وسنبقى نعمل ونطالب ونصرّ على موضوع الانسحاب”.
كذلك قال المقداد: “نؤكد ضرورة محاربة كل التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية، والقضاء عليها بمختلف مسمياتها، فكل هذه التنظيمات تشكّل خطراً على سورية وعلى الدول الأخرى”.
وفي كلمة له بمستهل الاجتماع أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، ووجوب عودة سيطرة الدولة على كل أراضيها، معرباً عن أمل بلاده بأن يسهم اجتماع وزراء الخارجية الحالي بوضع خريطة طريق لإعادة العلاقات السورية التركية إلى طبيعتها.
وقال لافروف: “بناء على جهود مشتركة ولقاءات على مستوى وزراء الدفاع ونواب وزراء الخارجية وصلنا إلى مسارات للتوصّل إلى اجتماع اليوم ونرجو أن تسهم محادثاتنا بوضع خريطة طريق لإعادة العلاقات السورية التركية إلى طبيعتها بحلول موعد الاجتماع الوزاري المقبل، على أن يتم رفعها بعد ذلك إلى رؤساء دولنا الأمر الذي يفتح إمكانيات جديدة لصيغة “أستانا” بخصوص تسوية الأزمة في سورية ويؤثر إيجابياً على الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام”.
وأضاف لافروف: خريطة الطريق هذه تتضمّن عدة مبادئ تدعمها منصة أستانا وأهمها احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، واحترام جميع المشاركين لميثاق الأمم المتحدة، وكذلك الحفاظ على علاقات الجوار الودية، كما نعوّل على التعاون الوثيق لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، والعمل المشترك لمكافحة الحركات الانفصالية المدعومة من الخارج، ومن بين الأشياء التي نؤكد رفضها الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة على الأراضي السورية ونهبها ثرواتها ودعمها الميليشيات الانفصالية في شمال شرق سورية.
وأوضح لافروف أن الأمريكيين بدؤوا بتشكيل مجموعات إرهابية في محيط الرقة بمشاركة تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية بهدف استخدامهم لزعزعة استقرار الوضع في سورية في انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن وزراء دفاع الدول الأربع بحثوا هذه القضية مؤخراً.
وأكّد لافروف رفض روسيا الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية غير الشرعية المفروضة على سورية، التي تزعزع الاقتصاد وتعيق إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، وخاصة في أعقاب كارثة الزلزال التي لم تدفع الولايات المتحدة وأوروبا أو تضغط عليهما إنسانياً لرفع العقوبات عن سورية، مشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة رفعها ووجوب مساهمة المجتمع الدولي في تسهيل عودة اللاجئين والمهجّرين إلى مدنهم وبلداتهم، وهذا يعدّ أولوية ومبدأ أساسياً بالنسبة لروسيا وسورية وإيران وتركيا.
وقال لافروف: كل مبدأ من هذه المبادئ يفتح لنا مجالات عدة من العمل، وسيتم اليوم تسجيلها في خريطة طريق ووضع معايير الخطط الزمنية لتنفيذ هذه المبادئ، لافتاً إلى أن خريطة الطريق يجب أن تعكس مواقف كل الأطراف وخاصة سورية وتركيا، بما في ذلك إعادة سيطرة الدولة السورية على كل أراضيها، وضمان أمن الحدود بالتنسيق مع تركيا ،إضافة إلى إعادة فتح طرق المواصلات اللوجستية واستئناف التعاون الاقتصادي دون أي معوقات.
وأعرب لافروف عن ترحيب بلاده باستئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وإعادة فتح معظم الدول العربية قنصلياتها وسفاراتها في سورية، مشيراً إلى أن السعودية لعبت دوراً مهمّاً في هذا المجال.
..والوفد السوري يعقد لقاءين ثنائيين مع الوفدين الإيراني والروسي
وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة المقداد عقد في موسكو، لقاءين ثنائيين مع وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ثم مع وفد الاتحاد الروسي برئاسة لافروف.
وتم خلال الاجتماعين مناقشة الجوانب المتعلقة بتطوير العلاقات بين سورية وكل من إيران وروسيا، وآخر التطوّرات الإقليمية والدولية، وكانت وجهات النظر متفقة بين الوزراء الثلاثة حول هذه التطوّرات.
كذلك جرى خلال الاجتماعين بحث القضايا ذات الصلة بالاجتماع الوزاري الرباعي، وتم تأكيد ضرورة الالتزام قولاً وفعلاً باحترام سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، حيث اتفق الوزراء الثلاثة في هذا الصدد على مواصلة التشاور والتعاون ثنائياً وجماعياً.
حضر الاجتماعين من الجانب السوري الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، والدكتور بشار الجعفري سفير سورية في موسكو، وجمال نجيب مدير مكتب الوزير، والمستشار إهاب حامد من مكتب الوزير وحضرهما من الجانبين الإيراني والروسي كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في البلدين.
.. وعبد اللهيان: سورية حكومة وشعباً جزء أساسي من حقيقة المنطقة
وفي وقتٍ سابق، أكّد عبد اللهيان أن سورية حكومة وشعباً جزء أساسي ومهمّ من حقيقة المنطقة.
وقال عبد اللهيان في تصريحات بعد وصوله إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا: “نأمل أن تكون الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن والاجتماعات التي عقدت قبل ذلك في موسكو على مستوى وزراء الدفاع وكبار الخبراء تمكّنت من التركيز على رسائل قوية لاجتماع اليوم، وهي العمل على إيجاد حل سياسي وانسحاب القوات التركية وقوات الاحتلال الأميركية من مناطق شمال سورية وتوفير العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى مناطقهم في أسرع وقت ممكن”.