بيسكوف: إعلان بولندا إعادة تسمية كالينينغراد إلى “كروليفيتس” أقرب إلى الجنون
موسكو- سانا
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن قيام بولندا بإعادة تسمية مدينة كالينينغراد الروسية إلى كروليفيتس هي عملية أقرب إلى الجنون.
ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله تعليقاً على القرار البولندي بخصوص التسمية، وكذلك على حادث منع السفير الروسي في بولندا من تكريم ذكرى الجنود السوفييت في يوم النصر على النازية: “إن ما يحدث في بولندا لم يعُد حتى روسفوبيا بل عمليات تقترب من الجنون”، مشيراً إلى أن بولندا تنزلق عبر التاريخ من وقت لآخر في هذا الجنون المتمثل في كراهيتها للروس.
وخلص بيسكوف إلى أن هذا الأمر تكرّر لقرون عديدة منذ القرنين السادس عشر والسابع عشر وحتى قبل ذلك، وهو لن يجلب أيّ أمر حميد وجيد لبولندا والبولنديين.
وفي وقت سابق، ذكرت مجلة بولندية أن لجنة توحيد الأسماء الجغرافية خارج بولندا قرّرت استخدام الاسم البولندي كروليفيتس فقط للدلالة على كالينينغراد الروسية، بينما قام حشد في العاصمة البولندية وارسو أمس بمنع السفير الروسي في بولندا سيرغي أندريف ودبلوماسيين روس آخرين من وضع أكاليل الزهر على النصب التذكاري للمحرّرين السوفييت بمناسبة يوم النصر على النازية.
من جهة ثانية وردّاً على مزاعم البيت الأبيض بأن الفضل في النصر في الحرب العالمية الثانية يعود لأمريكا، قال بيسكوف: “إن محاولة الجانب الأمريكي الاستئثار بالنصر على النازية بالحرب العالمية الثانية مع التعتيم على الدور السوفييتي تعدّ تصرّفاً خبيثاً ومدمّراً”.
وشدّد بيسكوف على أن التمسّك بهذا الخط أدّى إلى ظهور جيل كامل نما وترعرع دون أي ذاكرة على الإطلاق حول التاريخ الحديث، وأكّد أن روسيا ستستمر في الاحتفاظ بذكرى الإنجاز الذي حققه الشعب السوفييتي في الحرب الوطنية العظمى وستقوم بتقديم الحقيقة لجميع شعوب العالم.
وفي موضوع آخر، وصف الكرملين ردّ فعل الولايات المتحدة على تصريح كييف باستعدادها لـ”قتل الروس” بأنه لا يتوافق مع فداحة ما قيل.
وقال بيسكوف: “لم نسمع أيّ رد فعل من العواصم الأوروبية وسمعنا إجابة ممثل وزارة الخارجية الأمريكية عن سؤال مماثل لأحد الصحفيين ولم نستمع إلى كلمة إدانة، ولكن على الأقل قيل إنهم لم يوافقوا.. وهذه ليست الصياغة التي من وجهة نظرنا تتوافق مع ضخامة ما قاله المسؤول الأوكراني، لكننا رصدنا ذلك”.
وكان بيسكوف قال في وقت سابق: إن موسكو تأمل بأن تدين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بيان رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف بشأن استعداده لقتل الروس في جميع أنحاء العالم، مضيفاً: إن “الصمت حيال هذه القضية سيكون بليغاً جداً”.
في سياق متصل، أكّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن واشنطن ستتخلى عاجلاً أم آجلاً عن سياستها العدوانية تجاه روسيا، وستدرك أنه لا بديل عن علاقات إيجابية معها تقوم على البراغماتية والاحترام المتبادل، بما يخدم مصالح الشعوب والدول والبشرية جمعاء.
ونقل موقع “RT” عن أنطونوف قوله في حفل استقبال بالسفارة الروسية بمناسبة الاحتفال بعيد النصر: إن “روسيا تتذكر إخوة السلاح مع الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية ولا يمكن أن تنسى ذلك”.
وأشار أنطونوف إلى أن “القوات الروسية اليوم تكافح مرة أخرى عدوى الفاشية، ولكن في أوكرانيا”، موضحاً أنه “يتم تحويل وعي الكثير من الناس في هذا البلد وبرمجتهم للحرب ضد روسيا.. وأعتبر أنه من واجب كل واحد منا أن ينقل الحقيقة التاريخية إلى أطفالنا وأحفادنا وإخبارهم عن الأبطال الذين منحونا فرصة العيش”.
ولفت أنطونوف إلى أن محاولات تحريف تاريخ الحرب العالمية الثانية تزداد “وقاحة” عاماً بعد عام ويتم تنفيذها لتفرقة سكان الاتحاد السوفييتي السابق.
وأضاف المسؤول الروسي: إن “البعض يحاول إلقاء المسؤولية على الاتحاد السوفييتي في اندلاع الحرب العالمية الثانية والهدف من ذلك تدمير أساس وحدة الناس من مختلف الأجيال والجنسيات في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق”، مشدّداً على أن الروس بالذات انتصروا على النازية والدليل أن جميع العبارات المكتوبة على الرايخستاغ “البرلمان الألماني خلال العهد النازي” باللغة الروسية، وأن الجيش الأحمر بالذات حرّر الكثير من الدول والمناطق.