“ثأر الأحرار” يُسقط رهانات الاحتلال
تقرير إخباري:
سارع قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد ارتكاب مجزرتهم في قطاع غزة المحاصر، فجر الثلاثاء، إلى الإعلان أن غارات الغدر التي استهدفت غزة موجّهة ضد قادة من حركة الجهاد الإسلامي، وأن لا نيّة لديهم لاستهداف قادة فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، في محاولة لاحتواء ردّ فعل المقاومة وعدم الوصول إلى مواجهة واسعة لن تكون في مصلحة كيان الاحتلال الذي يعاني انقساماً اجتماعياً وسياسياً كبيرين، وأتبعوا تصريحاتهم ورسائلهم السرية التي وصلت إلى قادة الفصائل عبر وسطاء معروفين بتهديدات باستهدافهم في حال انضمّوا إلى الجهاد الإسلامي في الردّ على العدوان الدامي الذي استهدف المدنيين الفلسطينيين قبل القادة الشهداء.
وجهّز الاحتلال الإسرائيلي مستوطنات محيط غزة فور ارتكاب جريمته لردّ الفصائل المحتمل، ولكن الردّ الذي تأخر، لغايةٍ في نفس مَن يتولى صياغة مثل هذه العمليات، أربك حسابات العدو وجعله يترقّب بخوفٍ وحذر شديدين، وأخذ الإعلام الصهيوني يحلل ويتابع تصريحات قادة المقاومة وناطقيها الرسميين والتسريبات المتعمّدة، التي تدخل في إطار الحرب النفسية ضد العدو، لكي يحصل على ما يريح أعصاب المستوطنين المهرولين إلى الملاجئ مع كل صوت ينطلق بجوارهم.
وجاء بيان غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة ليضع النقاط على الحروف وليبيّن أن سياسة كيان الاحتلال القائمة على تحييد فصيل عن الآخر لا تنفع مع مَن درس العدو وخبر غدره ونكثه بالعهود وأن الردّ على النار لا يكون إلا بالنار، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال إلى توسيع عدوانه على قطاع غزة، وما لبث أن لقي الردّ الذي وصل إلى حدود مستوطنة تل أبيب، وجاء “ثأر الأحرار” وهو الاسم الذي أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية على ردّها على مجزرة الاحتلال وتوسيع عدوانه على غزة، وأكّدت في بيانٍ لها أنه “يأتي رداً على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس عبر قصف همجي وغادر لمنازل مدنية، ويأتي كذلك ردّاً على القصف الهمجي الذي أدّى إلى عدد من الشهداء المدنيين الأبرياء الآمنين في بيوتهم في غزة”.
وأشارت غرفة العمليات المشتركة إلى أنّ عملية “ثأر الأحرار” تمثّلت في توجيه ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع ومغتصبات وأهداف العدو، وأوضحت إنّ “استهداف المنازل المدنية والتغوّل على أبناء شعبنا واغتيال رجالنا وأبطالنا هو خطٌ أحمر”، مضيفةً: إنّ “عدوان الاحتلال سيواجَه بكل قوة وسيدفع العدو ثمنه غالياً”.
وتابعت الغرفة بيانها بالقول: إن “المقاومة جاهزة لكل الخيارات وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه وعنجهيته فإنّ أياماً سوداءَ في انتظاره”، كما كان التأكيد أن “المقاومة ستبقى في كل جبهات الوطن وحدة واحدة وسيفاً ودرعاً لشعبنا وأرضنا ومقدّساتنا”، ضربة للاحتلال وسياسة “فرق تسُد” التي حاول انتهاجها في حربه ضد فلسطين، ومع انطلاق “ثأر الأحرار” تبخّرت أوهام العدو بالاستفراد بالفصائل وسقط رهانه أمام الوعي الفلسطيني، وعليه انتظار العقاب عمّا ارتكبه ويرتكبه من جرائم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والأراضي المحتلة عام 1948.
إبراهيم ياسين مرهج