مجلة البعث الأسبوعية

كثرة الأزقة وضيق المكان يعيق مشروع ترحيل الأنقاض من المدينة القديمة بحلب..

البعث الأسبوعية – معن الغادري

خلّف زلزال 6 شباط ومن قبله الإرهاب عشرات الأطنان من الأنقاض، منها ما رُحل، والكثير منها ما زال مكوماً ومتناثراً في الشوارع والأحياء، يعيق حركة المرور وتعبث فيه أيدي الأطفال، ناهيك عن تسببه في انتشار الأوبئة نتيجة العوامل الجوية، ويوفر المناخ و البيئة المناسبتين لانتشار القوارض والحشرات بمختلف أصنافها.

ولعل أحد أهم أسباب عدم استكمال عملية ترحيل الأنقاض يعود إلى ضعف وقلة الإمكانات التقنية وعدم توفر الآليات الكافية والطاقات البشرية، إضافة الى الكلف المالية المرتفعة، إذ يكلف ترحيل أنقاض بناء انهار بسبب كارثة الزلزال أو بسبب خطورته الإنشائية بين ٨- ١٥ مليون ليرة سورية، وذلك وفق تقديرات الخبراء والمعنيين.

ملف شائك…..

على الرغم من تعقيداته، ما زال هذا الملف في سلم أولويات العمل الحكومي ومجلسي المحافظة ومدينة حلب والشركات الإنشائية، إلا أن الأمور والخطط لم تتبللور حتى اللحظة، لجهة التعاطي الجدي والحاسم مع هذا الملف، والذي يشكل عائقاً كبيراً في عملية إعادة البناء والاعمار، والذي ما زال متعثراً ومعطلاً  لأسباب عدة، في مقدمتها الظروف الاقتصادية الصعبة والضاغطة التي تمر بها البلاد، نتيجة الحصار المفروض على الشعب السوري، يضاف إلى ذلك عدم قدرة الشركات الإنشائية المحلية التصدي لهذا الملف ومعالجته، إذ تبدو الحاجة أكثر من ماسة إلى التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لإنجاز هذا المشروع الأكثر إلحاحاً من غيره، للبدء جدياً في عملية اعادة بناء ما تهدم سواء جراء الإرهاب أم الزلزال.

ظروف صعبة

لا شك أن إزالة وترحيل  الأنقاض من المدينة القديمة يبقى أكثر صعوبة من أي مكان أخر، وذلك لضيق الشوارع والأزقة وعدم قدرة الآليات المتوفرة من التجول في المكان وترحيل الأنقاض.

ويشير المهندس أحمد الشهابي مدير المدينة القديمة، إلى العمل لم يتوقف قبل وبعد الزلزال، ولكن نواجه صعبات فنية وتقنية كبيرة في ترحيل الأنقاض، ونعتمد على الأساليب اليدوية لعدم تمكننا من استخدام الآليات لضيق الشوارع ولكثرة الأزقة، وحالياً بدأنا العمل على محورين ، وبمساعدة 50 عاملاً، المحور الأول حي العقبة والثاني حي الجلوم، إذ يتم العمل على فرز الأحجار لإعادة استخدمها وترحيل الأتربة وباقي الأنقاض، أما بما يخص الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة فتم إزالة الأنقاض منها بشكل نهائي وفتح كافة الطرقات، وعلى مستوى الخطة بشكل عام تم إزالة ما يزيد عن  ‎%‎20 والعمل مستمر ولكن نحتاج إلى يد عاملة وإلى فرق تطوعية من الجمعيات الأهلية والمنظمات الحكومية لإنجاز كامل الخطة في أقرب وقت.

قيد التنفيذ…

وبموازاة ما يواجه عملية ترحيل الأنقاض من مشقة وصعوبة، يشير المهندس الشهابي أن أعمال إعادة تأهيل وترميم الأسواق المتضررة مستمرة وفق الخطط الموضوعة وبإشراف وتنسيق كامل مع الامانة السورية للتنمية، وكافة الشركاء من جهات محلية ودولية، وحالياً يتم العمل على استكمال مشروع – سوق السقطية 2 – ويتضمن المشروع ترميم الواجهات وتركيب الأبواب وإعادة رصف المرافق، بالتوازي مع تأهيل البنية التحتية للسوق بشكل كامل، كما يتم العمل على إعادة تأهيل سوق الحدادين، ويشمل تنظيف الواجهات الحجرية واستبدال الفاقد منها وإزالة الأبواب المعدنية وتثبيت وتركيب الأبواب الخشبية،وتركيب المظلات المعدنية للمحلات بالاضافة الى تهيئة البنية التحتية للسوق، وتوقع الشهابي أن تنتهي أعمال المشروعين في غضون ثلاثة أشهر، ليبدأ العمل في إعادة تأهيل سوق العبي، بعد الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية للمشروع بانتظار إقرارها وتخصيص الموارد المالية لإنجازها وفق أفضل الشروط والمواصفات، أسوة بباقي المشاريع المنفذة سابقاً والتي حافظت على هوية المكان تاريخياً وأثرياً.

أخيراً….

بالنظر إلى حساسية المكان وأهميته تاريخياً واقتصادياً وسياحياً، نرى من الضرورة تقديم كل الدعم الممكن والمتاح لاستكمال مشروع إعادة ترميم وتأهيل المدينة القديمة والإسراع بترحيل الانقاض، ووضع خطة عمل على مستوى الحكومة – إسعافية ومتوسطة وبعيدة – لترحيل عشرات الأنقاض المتراكمة في عدد كبير من الإحياء بحلب، ولإنجاز هذا المشروع الأهم والاستراتيجي، لا بد من توظيف الدعم المالي والبشري للمؤسسات والمديريات الإنشائية والخدمية لضمان استمرار عملها ومهامها وإزالة آثار الزلزال والإرهاب على السواء، وتسريع عملية التعافي، و إعادة بريق ونضارة المدينة القديمة ومدينة حلب بشكل عام.