كلاسيكيات الفن التشكيلي في معرض جماعي
حمص – آصف إبراهيم
بمناسبة يوم المحامي العربي السوري الذي يصادف في 22 نيسان من كلّ عام، أقام اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص معرضاً فنياً شارك فيه مجموعة من الفنانين المحامين أمس في صالة الاتحاد “صبحي شعيب” وسط المدينة، وهم: مازن منصور، عدنان يزبك، عدنان الحسن، أحمد سليمان، سحر الغربي، مازن الأحمد.
ضمّ المعرض نحو ست وثلاثين لوحة متنوعة بمقاساتها والتقنيات الفنية المستخدمة فيها، لكنها تلتقي وتتماهى في الأفكار والموضوعات والجنوح نحو المدرسة التسجيلية الواقعية المعروفة بالمرحلة “الكلاسيكية”، فالطبيعة تحضر بتكويناتها وفصولها المختلفة في محاولة للاشتغال على مهارة التصوير والتقاط مقاطع جمالية تحاكي الواقع دون أن تضيف عليه إلا في محاولات خجولة تفرّد بها مازن منصور وعدنان الحسن من خلال تجسيد حالة جمالية تماهي بين المرأة بجمالها المفعم بالأنوثة، وبين الطبيعة بنضارتها وألوانها الزاهية، فالمرأة والطبيعة صنوان في الجمال والزهو.
وفي حين نرى الأصفر الناري يسيطر على مساحة اللوحة عند عدنان يزبك الذي يتفرد في تجسيد حرائق الغابة، إلا أن الأصفر لا يرمز إلى النار وخطرها على الطبيعة فقط، بل يحضر في حقول دوار الشمس ليضعنا أمام ثنائية الموت والحياة ضمن لون واحد برمزيته المختلفة. لكن التغريد خارج سرب الطبيعة جاء في لوحات سحر الغربي التي وضعت المتلقي أمام مهارة الرقص بأنواعه المتعددة ومرونة الجسد الأنثوي وقدرته على التعبير عن انفعالات مختلفة، لكن بتصوير حيادي يفتقد الرؤية التعبيرية والانطباعية.
كما تحضر الطبيعة الصامتة ومهارة توزيع الكتل بدلالتها ورمزيتها المرتبطة بتقلبات الأمزجة عند الإنسان، ولاسيما تلك الأنواع من الورود والفواكه التي ترمز إلى انفعالات المرأة في تقلبات مراحلها المزاجية.
يأتي هذا المعرض ضمن فعاليات تشكيلية مهمّة تشهدها المدينة في تأكيد على استمرارية حضور الفن التشكيلي ضمن المشهد الثقافي للمحافظة رغم التراجع الكبير للحضور الجماهيري المواكب لتطور حركة هذا النوع من الفنون.