50% من منتجي الألبان والأجبان انسحبوا من جمعيتهم: بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج
دمشق – بيان قواص
لم يعد يخفى على أحد مدى تأثير ارتفاع أسعار حوامل الطاقة على جميع مفاصل الإنتاج الذي شهدت مؤشراته تراجعاً واضحاً انعكس على ارتفاع أسعار جميع السلع والمواد المنتجة محلياً، إضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج أيضاً، ليؤدي ذلك إلى النتيجة الأكثر خطورة والمتمثلة بعزوف المنتجين لاسيما ذوي الملاءات المالية الصغيرة والمتوسطة ممن لا يستطيعون تحمّل مزيداً من الأعباء المالية، على عكس ذوي الملاءات الملاءات الكبيرة!
ولم تكن صناعة الألبان والأجبان بمنأى عما سبق، ولاسيما لجهة تراجع عدد الحرفيين المنتسبين إلى الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان بنسبة 50%، وفقاً لما أكده نائب رئيس الجمعية أحمد السواس، الذي بيّن أنهم أصبحوا خارج الخدمة ولم يسددوا اشتراكاتهم، لأن الجمعية لم تستطيع تأمين مخصصاتهم من مادة المازوت منذ أكثر من عام لزوم العملية الإنتاجية، ما يعطي مؤشراً سلبياً على تراجع الإنتاج بشكل أو بآخر!
وتطرق السواس إلى ما يتحمله المُنتج من تكاليف إضافية جراء ارتفاع أسعار الأعلاف خاصة بعدما رفعت المؤسسة العامة للأعلاف الدعم عن هذه المادة، وبالتالي اضطرار المُنتج للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، تُحمّل بنهاية المطاف على المستهلك.
وطالب السواس بتسعيرة رسمية منصفة للمنتج والمستهلك بحيث يحقق الأول ربحاً يتوافق مع القدرة الشرائية للثاني، مشيراً إلى أن تسعيرة الألبان والأجبان يتم وضعها بالتنسيق مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث تقدم الجمعية بيان التكلفة للوزارة وتناقش معها الأسعار، لكن في النهاية القرار للوزارة التي تقوم بتخفيض ما تقترحه الجمعية من أسعار حقيقة مبنية على دراسة السوق بشكل صحيح تأخذ بعين الاعتبار التكلفة الفعلية لمادة المازوت، وطالب السواس أيضاً بإصدار تسعيرة أسبوعية أسوة بالفروج والخضار.
وبيّن السواس أن سعر كغ اللبنة وصل اليوم إلى 15 ألف، وكغ الجبنة البلدية 19 ألف، وكغ الحليب 3300، وكغ اللبن 4000، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف من محافظة لأخرى بسبب الفروقات بأسعار المادة الخام “الحليب” إضافة إلى الأوضاع والظروف الخاصة بكل محافظة ومنطقة.
وأشار السواس إلى أن استهلاك الألبان والأجبان تراجع بسبب ارتفاع الأسعار فباتت العوائل السورية تقتصد من احتياجاتها من هذه المنتجات، مشدداً على توفر الكهرباء وحوامل الطاقة ومستلزمات الإنتاج بأسعار مشجعة، كفيل بإنعاش السوق وتخفيض الأسعار إلى حدّ كبير.