صحيفة البعثمحليات

عجب وغضب!!

غسان فطوم

إلى أين نحن ذاهبون فيما يخص الوضع المعيشي الذي يزداد صعوبة، فالليرة كل يوم تفقد جزءاً من رصيدها مع ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء، الذي يجبر البنك المركزي على رفع قيمة دولار الحوالات والدولار الجمركي وهذا الإجراء أدى إلى “كنتاك” في الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار بشكل مخيف، فإن كان الراتب يكفي لعشرة أيام لم يعد يكفي لأسبوع إن قرر المستهلك شراء ما تيسر من حاجاته ومتطلباته اليومية!

“حماة المستهلك” في أدائهم يشيرون إلى أنهم وصلوا إلى مرحلة العجز في ضبط الأسواق وكأن ذلك ليس له أولوية، علماُ أن الناس تفاءلت خيراً بعد التغيير الذي طرأ في الوزارة، فواقع الأسواق بما تعانيه من فوضى بالأسعار يؤكد ذلك، والاستسهال كان فرصة للتجار كي يستغلون هذا “الفراغ الرقابي” فتمادوا في جشعهم برفع الأسعار دون حسيب أو رقيب، والأخطر في الأمر أن المشكلة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستمتد إلى التأثير على الإنتاج سواء الزراعي أو الصناعي والحيواني، والذي سيتراجع نتيجة غلاء المستلزمات والأدوات، وكل ذلك بسبب غياب التفكير العلمي السليم والتخطيط في إدارة الأسواق، بل إدارة الملف الاقتصادي بشكل عام، وكأنه غاب عن متخذي القرار مدى خطورة التخبط! فاستمرار الوضع على ما هو علية يعني مزيداً من تدهور القوة الشرائية لليرة، ومزيداً من الارتفاع الجنوني في الأسعار وبالنتيجة المزيد من الفقر!.

ويبقى السؤال: إلى متى نتحدث ونطلق الوعود عن حماية المستهلك، ومكافحة الفساد بشقيه الإداري والمالي، دون أن نرى أي نتائج حقيقية على الأرض تعطي الشارع أملاً بأن الأحوال مقبلة على التحسن والانفراج؟

نعتقد أنه حان وقت التخطيط السليم للمرحلة القادمة، وأن تبصر عيون المواطن الحزينة نور الأمل الحقيقي الملموس والمحسوس، بعيداُ عن التنظير، والتخطيط الأعرج، فقد تعبنا من مطاردة السراب!