الرفيق الهلال: متفائلون بانعكاس اقتصادي للعودة العربية.. وننتظر خطّة انسحاب واضحة للتركي من أراضينا
دمشق – ريم ربيع
بعد أن أظهرت الحكومة عجزاً كاملاً في اجتماع أمس، وفق تعبير أحد رؤساء اتحادات العمال، طغى الجانب المعيشي والاقتصادي على مجريات اليوم الثاني من أعمال مجلس اتحاد العمال بحضور الأمين العام المساعد لحزب البعث الرفيق هلال الهلال، حيث جدّد ممثلو العمال مطالبهم بتحسين الوضع المعيشي، وضبط الأسعار، وإعادة النظر بسعر القمح في الحسكة، ودعم القطاع العام وإصلاح القطاع الصناعي، متسائلين عن أثر عودة سورية إلى الجامعة العربية على الوضع الاقتصادي.
الرفيق الهلال بيّن أن الطروح التي قدّمها العمال جريئة وواقعية ويحق لهم المطالبة بتحسين الوضع المعيشي، فالإجراءات الحكومية ربما لم تكن بالمستوى المطلوب، ولكن الطبقة العاملة هي الأكثر دراية بما تمرّ به البلاد، ليكون السؤال هنا: هل تم تقديم الأفضل ضمن الموارد المتاحة، إذ إن هناك فرقاً بين ما يقدّم ويستثمر بشكل صحيح من الموارد، وبين ما يتم هدره وسرقته وهنا تكمن المحاسبة؟.
وبينما شغلت المطالب بتثبيت العمال المؤقتين الحيّز الأكبر من الحديث، وعد الرفيق الهلال بدراسة الموضوع على مستوى قيادة الحزب، وإيلائه كل الاهتمام والمتابعة، مؤكداً أن هاجس الدولة هو تحسين الوضع المعيشي للجميع، والاستمرار بتقديم التعليم والطبابة المجانية بمستوى أفضل، ودعم القطاع الصناعي العام والإنتاج، موضحاً أنه بالنسبة للقمح تعمّدت العصابات شرق الفرات رفع السعر بغاية ضرب الاقتصاد الوطني، علماً أن اللجنة التي حدّدت سعر القمح محلياً قدّرت التكاليف وأضافت 25% للفلاح، في الوقت الذي يتم فيه تأمين المواد المدعومة للزراعة، فالدولة تتقاضى 7000 ليرة لإرواء الهكتار الواحد، بينما تبلغ تكلفته 200 ألف، كما أن الدولة لا تتاجر بالقمح بل تعيده للمواطن بعد الطحن والخبز بسعر 200 ليرة لربطة الخبز.
وبيّن الرفيق الهلال أن عودة سورية للجامعة العربية كانت مطلباً لعدد من الدول العربية، فطوال الحرب لم تطلب سورية إعادتها، إذ هم مَن جمّدوا مقعد سورية وهم أعادوها برغبتهم، والجميع اليوم يطرق أبواب دمشق، كما عادت العلاقات مع بعض الدول العربية، ولم نطلب نحن خلال الحرب إغلاق أية سفارة بسورية، لذلك من يرغب بالعودة فليعُد، آملاً أن يكون الوضع الاقتصادي بعد المصالحات العربية أفضل، مع التأكيد أن المشاركة بالإعمار ستكون موضع نقاش، ولكن يبقى اعتمادنا بالمجمل على ذاتنا.
وبالنسبة للعلاقات مع الجانب التركي، قال الرفيق الهلال: شئنا أم أبينا، تركيا هي جار نشاركه حدوداً على امتداد واسع، ورغم أن إجرام الرئيس التركي بالشعب السوري ليس بسيطاً، لكن هناك مصلحة بلدين وأمن حدود لابدّ من معالجته، وبقيت سورية واضحة في موقفها أنه لا يمكن البناء على شيء سياسي، وإن لم يكن هناك أساس ميداني من وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية لتضع خططاً واضحة لآلية الانسحاب التركي، ويتعهّد بذلك الحلفاء الروس والإيرانيون، فلن يحدث لقاء سياسي قبل خطة انسحاب واضحة من الأراضي السورية، ولا نقبل أن يبقى شبر واحد محتل، مضيفاً: إن الفريق الآخر بتركيا أيضاً عنوانه الغرب والناتو ولن يكون أفضل من الموجود.
وأضاف الرفيق الهلال: إننا متفائلون بتغيير إقليمي وعربي إيجابي، لافتاً إلى أن من زار الجامع الأموي في النهاية هو الرئيس الإيراني الحليف الذي وقف إلى جانب سورية طوال سنوات الحرب.
رئيس المكتب الاقتصادي المركزي الرفيق عمار السباعي، أكد ضرورة إعادة النظر بكل المشكلات التي ذُكرت، فالمعاناة موجودة والمطالب كلها محقّة، والأولوية اليوم للإنتاج.
بدوره رئيس اتحاد العمال جمال القادري، أوضح أن اللقاء مع الحكومة أمس كشف غياب أي خطط تنموية واقتصادية لتحسين الوقع، بل هناك استسلام كامل في وقت أصبحت فيه الفجوة بين الراتب والتضخّم هائلة، بالتوازي مع تلاشي أثر الدعم عقب قفزات الأسعار الكبيرة.
وكرّر القادري المطلب بالانتقال من الدعم المعمّم للمخصّص، لكن كل الإجراءات لتطبيق هذا الانتقال لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب، كما أن مراسيم تحسين أوضاع الطبقة العاملة لم تنفّذ بالكامل، فلا الجهات التنفيذية نفّذت ولا الرقابة راقبت، مؤكداً ضرورة تثبيت العمال عبر مرسوم رئاسي، حيث يوجد 60-70 ألف عامل بعقد سنوي، و8000 عامل مؤقت.