الزيادة غير المدروسة لن تحقق جدوى للفلاحين
اللاذقية- مروان حويجة
باتت احتياجات العملية الزراعية ومستلزماتها الشغل الشاغل للمزارع وهمّه واهتمامه جراء الارتفاعات المتلاحقة في التكاليف الإنتاجية من جهة، والصعوبة البالغة في تأمينها من جهة ثانية في ظلّ الظروف الراهنة التي ألقت بظلالها على الغلّة والمردود، وأيضاً اتساع الفارق والفجوة بين حسابات الحقل والبيدر والسوق.
ويعتبر عدد من المزارعين أنّ أي زيادة تطرأ على سعر المحصول لن تحقّق الجدوى إن لم تكن مدروسة ومحسوبة في الموسم نفسه والذي يليه بآن معاً لأنّهم مضطرون لتأمين مستلزمات الإنتاج للموسم اللاحق بأسعار وتكاليف أكبر وربما مضاعفة مثل الأسمدة والبذار والأدوية وغيرها، وهذه أصبحت أكبر من طاقة المزارع وقدرته، مشيرين إلى أنّ العملية الزراعية أصبحت بحاجة إلى ضبط لسوق احتياجاتها واعتماد إجراءات تمكّنهم من شراء وتأمين المستلزمات بأسعار معقولة توازي مردودهم إلى حدّ مقبول دون أن تخضع المستلزمات والمواد الزراعية إلى مبدأ السوق التجاري الذي يشهد ارتفاعات كبيرة متلاحقة لاعتبارات وحسابات تجارية وربحية بحتة، وهذا يستوجب إيجاد شبكة ضمان وحماية للإنتاج الزراعي وللمنتجين.
وطالب مزارعون بأن تكون الوحدة الإرشادية هي المرجعية التي يعتمد عليها كجهة مؤسساتية في تقدير الاحتياجات الزراعية والمساحات الدقيقة من خلال اللجان المعنية بتقديم الدعم للمزارعين.
مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا أكّد أنّ المديرية تقوم من خلال الدوائر الاختصاصية المعنية بتقديم كل مايمكن تقديمه لدعم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، بالإضافة إلى منح المزارعين وثيقة التنظيم الزراعي التي بموجبها يقوم المزارعون باستجرار الأسمدة وبعض أنواع البذار من المصرف الزراعي، كما يتمّ توزيع مادة المازوت الزراعي.
وبين دوبا أنّ المؤشرات الإنتاجية للمحاصيل الزراعية في محافظة اللاذقية هذا الموسم بلغت على صعيد المساحات المخططة للخضار الربيعية (بندورة– فاصولياء خضراء– لوبياء خضراء– خيار– كوسا) /676/ هكتاراً، فيما بلغت المساحات المزروعة من هذه الخضار /422/ هكتاراً بنسبة تنفيذ 62.5%، علماً أنّ المزارعين بدؤوا بحصاد محصول البطاطا الربيعية والتي بلغت المساحة المزروعة منها /83.2/ هكتاراً فيما كانت المساحة المخططة /58/ هكتاراً وبنسبة تنفيذ 143%، ولا زالت عمليات حصاد بعض الخضار الشتوية مستمرة وخاصةً الفول والبازلاء الخضراء والثوم الجاف.
وبحسب مؤشرات مديرية الزراعة فإنّ المساحة الإجمالية للأراضي المستثمرة زراعياً في المحافظة تبلغ ١٠١٩٨٥ هكتاراً بنسبة ٩٣.٩% من المساحات القابلة للزراعة البالغة ١٠٨٥٨٤ هكتاراً من أصل المساحة الإجمالية للمحافظة ٢٢٩٦٨٩ هكتاراً منها ٨٥٢٥٧ هكتاراً حراجية، وعن إنتاجية الأشجار المثمرة فقد بلغ الإنتاج النهائي للحمضيات موسم ٢٠٢٢- ٢٠٢٣ كمية ٣٨٣١٦٨ طناً وعدد الأسر العاملة فيها ٤٤٧٦٧ أسرة على مساحة ٣٢٢٠٥ هكتارات، أما الزيتون فبلغ إنتاجه النهائي ٢٥١٢٥٠ طناً وعملت في زراعته ٥٧٣٢٣ أسرة على مساحة ٤٤٠١٦ هكتاراً، وبلغ إنتاج التفاح ٢٣٨١٥ طناً وعملت في زراعته ٤٤٠٤ أسرة على مساحة ٢٣٢٩ هكتاراً.