الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أكاديمية الضحك في مسرح القباني

تبدأ مساء اليوم الإثنين عروض مسرحية “أكاديمية الضحك” على خشبة مسرح القباني وهي من تأليف كوكي ميتاني إعداد وإخراج سمير عثمان الباش تمثيل لجين اسماعيل وكرم حنون، وذلك بالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا ومدرسة الفن المسرحي.

وبيّن الباش في تصريحه للبعث أن المسرحية ذات طابع فلسفي، تبحث في معنى الرقابة وأثر الفن المسرحي في تطوير الوعي على خلفية صراع بين كاتب مسرحي مولع بحب المسرح يريد الحصول على موافقة رسمية لإخراج مسرحيته الجديدة ومراقب نصوص بيروقراطي عنيد يرفض إعطاء الموافقة على عرض مسرحيات من أجل إضحاك الجمهور دون أن تتضمن ايديولوجيا متناسبة –برأيه- مع مرحلة الحرب والظروف الصعبة التي يمر بها البلد، فيضطر الكاتب للتزلف للمراقب ودفع الرشاوى له ويخضع لأوامره بحذف الجمل المضحكة وإضافة جمل حماسية وشخصيات جديدة، ولكن مع كل تعديل جديد يصبح نصّ المسرحية مضحكا أكثر، وهكذا تُخلق كوميديا جديدة خلال سبع لقاءات متتالية تتحاور فيهما شخصيتان على طرفَي نقيض، لينتصر في النهاية الفن المسرحي الذي يتضح أنه قادر على التكلم بكل اللغات، وأنه يستطيع أن يوقظ روح الإبداع حتى في القلوب الحديدية لحراس الآلة البيروقراطية.

وبين الباش أن المسرحية ليست من النوع البسيط، بل هي صندوق فيه سرّ يستغرق بعض الوقت لفتحه، مشيراً إلى أنه وفي معظم الأعمال التي أخرجها في السنوات الأخيرة عمل على ترجمتها بنفسه ومن ثم إعداد بعضها و”تبيئتها” مثل “المنتحر” لنيقولاي إيردمن و”درس قاس” لفالنتين كراسناغوروف و”أكاديمية الضحك” لكوكي ميتاني، منوهاً إلى أن هؤلاء الكتّاب غير معروفين في الوطن العربي، وقد وجد في أعمالهم صدى لما يجري من صراعِ أفكار في عالمنا العربي اليوم وخاصة في سورية، وقد أرد في هذا العمل متابعة السير قدماً في فتح ملفات جديدة يهمنا اليوم إعادة النظر بما فيها من مفاهيم، كما أراد أن يعرّف جمهورنا بالدراماتورغ والسيناريست.

والمخرج المعاصر كوكي ميتاني يُعتَبَر أحد الوجوه الفنية الساطعة في الدراما اليابانية، إذ لديه حوالي 70 مسرحية و8 أفلام روائية و40 سيناريو للتلفزيون، ومسرحية “أكاديمية الضحك” نموذج يشير إلى أسلوبه الخاص في كتابة الكوميديا، وهي تضيء بعض زوايا فكره، وموضوعها الرئيس الظاهر هو المسرح والصراع بين الكتابة والرقابة، لكن كوكي ميتاني لم يكتف بمعالجة هذا الموضوع بأسلوبه الفريد بل فتح أمامنا عبر هذا العمل العديد من الأبواب الخفية وراء النص ليثير مسائل طريفة أراد أن يشارك الجمهوربها.

أمينة عباس