محافظة حماة تنعي قطاع الدواجن في سلمية
حماة- يارا ونوس
يعاني عدد كبير من مربي الدواجن في سلمية من ارتفاع تكاليف الإنتاج وتكبّدهم خسائر فادحة، ممّا دفعهم إلى ترك المصلحة وتوقف العديد من المنشآت عن الإنتاج. واعتبر عضو مجلس المحافظة -وهو صاحب منشآت ومعامل للدواجن- أمين فطوم أنّ قطاع الدواجن انتهى بعد أن كان عدد كبير من المربين يعمل في هذا القطاع بنسبة 80% من اقتصاد المدينة، مشيراً إلى إغلاق 60% من منشآت المربين بسبب الخسارات التي تلقوها، وخاصة بعد ارتفاع سعر الفروج.
ويُرجع فطوم الارتفاع بهذا الشكل إلى عدة أسباب، منها غلاء الأعلاف وإغلاق العديد من مزارع تربية الدجاج، بالإضافة إلى غلاء مادة المحروقات والاستعانة بالفحم الحجري و”تمز الزيتون” كبدائل للتدفئة في ظل الارتفاع الكاوي للمازوت وعدم توفره في أغلب الأحيان. ولم يخفِ فطوم الارتفاع الكبير في أسعار مدخلات الإنتاج من يد عاملة وإيجار نقل وغيرها من المستلزمات، ما انعكس على عملية التربية.
وقدّر فطوم سعر تكلفة كيلو الفروج على المربي بـ19 ألف ليرة، أي تكلفة 5000 طير على سبيل المثال تصل إلى 40 مليون ليرة، لذلك وصل سعر كغ الفروج الحيّ من أرض المزرعة إلى 18 ألف ليرة، بينما يُباع في السوق للمستهلك بمبلغ 24 ألفاً.
وهذا ما أكده رئيس دائرة الثروة الحيوانية الطبيب البيطري وسيم الجرف من ناحية ارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى معاناة القطاع من تداعيات أزمة المحروقات، ما أدى إلى إغلاق العديد من المداجن وعزوف مُربيها، فبعد أن كان هنالك /250/ مدجنة مرخصّة لعام 2021 موزعة في المدينة وريفها انخفض عددها ليصبح بين /110- 125/ مدجنة عاملة منذ ذلك العام وليومنا هذا.
وأشار الجرف إلى أنّ هناك شروطاً معينة في تربية الدواجن تلعب دوراً مهماً في نجاح القطاع كالرقابة الصحية بشكل دوري ومنتظم، تهوية المدجنة، شروط التعقيم ونظافة العلف.. وغيرها، وما يزيد الأمر تعقيداً هو عدم التزام المربين بتلك الشروط، لافتاً إلى أن التربية حسب الشروط لم تعد مهمّة بالنسبة للمربين بل أصبح المربي يعمل حسب إمكانياته المادية، ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية، مطالباً بالدعم الحقيقي لقطاع الدواجن على أرض الواقع وليس حبراً على ورق كالمعتاد، إضافة إلى ضرورة تغيير آلية دعم الأعلاف بحيث تتناسب مع الوضع الراهن وإشراف الحكومة المباشر لها كما كانت عليه في الثمانينات، مؤكداً أنه لا يمكن بأي شكل استمرار قطاع الدواجن من دون دعم المزارع بالأعلاف والمحروقات أيضاً.