ما السبب في تغيير سجاد مراسم الاستقبال في السعودية من الأحمر إلى البنفسجي؟
دمشق- لينا عدره
اعتدنا في بروتوكولات استقبال الوفود الرسمية على اللون الأحمر لسجاد مراسم استقبال الضيوف الرسميين، من رؤساء ووزراء أو سفراء، غير أن البعض ممن يتابع أخبار القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية، لاحظ أن لون السجاد الرسمي وفُرش استقبال الوفود اُستبدِلَ باللون البنفسجي عوضاً عن الأحمر. والسبب وراء هذا التغيير يرجع -حسب ما أوردته مبادرة تغيير سجاد مراسيم الاستقبال – إلى عام 2021 عندما اختارت المملكة اللون البنفسجي لوناً معتمداً لسجاد مراسم استقبال ضيوفها الرسميين، إضافة إلى السجاد المستخدم في المناسبات الرسمية، تماهياً مع لون صحارى المملكة التي يطغى عليها اللون البنفسجي في فصل الربيع ليبدو كما لو كان سجاداً طبيعياً متصلاً بلا انفصال، مكوناً من أزهار الخزامى الجميلة التي تحمل آمال الرعاة، وأشواق الناس، وتعكس ارتباطهم الثقافي بهذه الهبة الطبيعية ذات اللون البنفسجي.
ولكون المملكة تمتلك تراثاً طبيعياً مثلها مثل أي مكان في العالم، يتجلّى في النباتات العطرية التي تنتشر روائحها الزكية، وتضفي على ملامح الطبيعة القاسية تفاصيل الدفء والبهجة، وتمنحها رونقاً فريداً يسرّ الناظرين، لتمتد كغلاف طبيعي، تطبع عليه زهرة الخزامى لونها البنفسجي الرائع، ارتأى المعنيون فيها استثمار لون هذا الغطاء النباتي في سجاد مراسم استقبال الضيوف لتكون كما لو أنها امتداد طبيعي لكرم الأرض في المملكة، لتقوى العلاقة مع الطبيعة الأم وترتبط ارتباطاً قوياً يُمثِّل بدوره جزءاً من هوية الضيافة في المملكة. لتنطلق من هنا مبادرة تغيير سجاد مراسم الاستقبال وتكون جزءاً من النمو المستمر في جميع المجالات تحت مظلة رؤية السعودية 2030 التي تعكس تطلعاً دائماً نحو المستقبل، ولتحمل في الوقت نفسه اعتزازاً بالماضي العريق الممتلئ بالرموز الثقافية الأصيلة التي تعكس بدورها ثراء الجزيرة العربية وعمقها الحضاري، ليأتي تغيير لون السجاد ضمن هذا السياق، إذ يمثل اللون البنفسجي عنصراً ثقافياً ذا دلالات مهمّة، وذلك من خلال التقائه مع لون صحارى المملكة وهضابها في فصل الربيع عندما تتزين بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهان والريحان، التي تشكل في مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي، يعكس ترحيب أرض المملكة بعابريها، وكرمها الذي يتمايل مع كرم أهلها من خلال لون الطبيعية المعطاءة التي تعيش أزهى حالاتها في الربيع.
ولتتزين بذلك أطراف سجاد المراسم البنفسجي بفن حياكة السدو التقليدي، الذي يعدّ إحدى الحرف الشعبية المتأصلة في ثقافة المملكة، والمسجل رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، حيث تمتد النقوش للسدو على جانبي السجاد لتمنحه مساحة جديدة تضاف لاستخدامات هذا الفن الأصيل، ولتتنوع بدورها النباتات ذات الأشكال والصور المتعدّدة بلونها البنفسجي والتي تأتي الخزامى على رأسها، ليُجسِّدَ هذا التغيير الحالة التي تعيشها المملكة من حيث التجدّد المستمر، والاحتفاء بمدلولات الثقافة التي بدورها تتجسّد في الأرض والإنسان والزمن.