مقام البياتي يراقص حفلات “ليالي المقامات”
حلب- البعث
تغنّت دار الكتب الوطنية ومسرحها والحضور بمقام البياتي ضمن حفلات “ليالي المقامات” التي أقامتها مديرية التراث اللامادي، ومديرية الثقافة، ودار الكتب الوطنية، وصدحت بتنويعات هذا المقام وأغانيه المختلفة من قدود وموشحات وموروث محليّ عربي أصيل، تمايلت معه أوتار وإيقاعات الفرقة بقيادة المايسترو عبد الحليم حريري ومشاركة الفنان عبود حلاق.
واستمتع الحضور بإصغاء وتفاعل مع ما يسمعه بين تقاسيم على العود أعادت لذاكرتنا الموسيقار فريد الأطرش، وصوت يتناغم مع موروثنا المسجل على لائحة اليونسكو، وأوتار القانون التي تتصاعد منها موسيقا البياتي مثل الفراشات، والألحان المتماوجة مع الكمان، لتكتمل مع نقرات “الطبلة- الدربكة”.
وعن هذه الفعالية، قال عبد الحليم حريري نقيب الفنانين بحلب والمشرف العام على حفلات المقامات: مشروع ثقافي شهري توقف لمرحلة ونعيده ضمن 8 حفلات، وكل حفلة يحييها مطرب. وأردف: البياتي مقام الفرح والدبكات والرقصات، وهو من أقدم المقامات المختصرة بـ”صُنع بسحرك”، وهو سوري ومعروف من الموسيقا السريانية “بياتي الخنّابات”، ومن التراث اللا مادي، وأقدم من الموشحات والقدود التي نسمعها اليوم إضافة إلى القصائد، وسماعي البياتي، والتقاسيم، مع شكري لمديرية الثقافة ومديرها جابر الساجور، والدور الذي تقوم به في نشر الثقافة الموسيقية بشكل مدروس وبمساعدة موسيقيين كبار.
وعبّر المطرب عبود حلاق عن سعادته بلقاء الذواقة الحلبية بعد فترة قضاها خارج القطر، وأضاف: نشارك بقيادة المايسترو حريري بباقة من الموشحات والقدود الحلبية، ونبدأها بموشح “املأ الأقداح”.
لكن، ما الأصعب بالنسبة لك؟
أجابني: منذ 25 سنة أمارس الغناء، والأصعب بالنسبة لي لقاء الجمهور، وكأنني أقف أول مرة على المسرح، وهو الإحساس ذاته في دار الأوبرا بدمشق، أو الجزائر، أو في حلب، وأريد تكرار هذه الحفلات في مدينة حلب، سواء على هذا المسرح، أو مسرح نقابة الفنانين أو صالة تشرين، لأن أهلنا الحلبية يحتاجون لتحسين المزاج بعد كلّ هذه الهموم والدمار والزلزال والغلاء. وأضاف: بلدنا جميلة وحلوة، وعلينا تعليم جيل الأطفال والشباب والموهوبين هذا الإرث الكبير الذي تعلّمناه من الأجيال السابقة، مثل صبري مدلل ومحمد خيري وصباح فخري لأنه تراثنا وذاكرتنا وصوتنا.