موسكو: الغرب ينظر إلى منطقة آسيا الوسطى كأداة لاحتواء روسيا والصين
موسكو – وكالات:
تثير العلاقات الروسية – الصينية المتطوّرة والمتقدّمة حنق القوى الغربية لما تحققه من توازن وتحوّل إلى نظام عالمي متعدّد الأقطاب، وتسعى واشنطن ومن خلفها حلف شمال الأطلسي لتطويق كلا البلدين بالقواعد العسكرية وإثارة الصراعات والنزاعات على حدودهما وتعويم النزعات الانفصالية داخل البلدين لإشغالهما في حروب جانبية تبطّئ من نموّهما وتحدّ من تطوّرهما.
وفي هذا السياق، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين أن دول الغرب تنظر لمنطقة آسيا الوسطى على أنها أداة “لسياسة احتواء” روسيا والصين إضافة إلى شنّها حملاتٍ إعلامية في المنطقة ضد روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن غالوزين قوله اليوم في مؤتمر آسيا الوسطى الثالث لنادي فالداي الدولي المنعقد في مدينة تومسك الروسية: “تقوم دول التحالف الغربي باستخدام وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة والمنظمات غير الحكومية بحملة إعلامية ضد روسيا في آسيا الوسطى من أجل خلق صورة بين السكان المحليين، وخاصة الشباب في وعي الجمهور من خلال محاولات تشويه سمعة تاريخنا المشترك”، لافتاً إلى أن دول الغرب تنظر إلى منطقة آسيا الوسطى فقط كمكان للسيطرة على مفترق طرق التجارة من آسيا إلى أوروبا والعكس.
وأضاف غالوزين: “يستخدم الجانب الروسي نهجاً مختلفاً نوعياً تجاه آسيا الوسطى، بالنسبة لنا هذه منطقة مجاورة نرتبط بها من خلال تاريخ مشترك ونظام متعدّد المستويات ومتشعّب على نطاق واسع من العلاقات المتبادلة المنفعة والمتساوية القائمة على التحالف والشراكة الاستراتيجية والتكامل”.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أساليب إرهاب الدولة للحفاظ على هيمنتها العالمية، وأن حرباً في المجالات الاقتصادية والإعلامية والقانونية تدور رحاها ضد روسيا.
في سياق متصل، هاجم نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول العلاقات الروسية – الصينية، وقال: “نتفهّم كلام الرئيس الفرنسي عن علاقات روسيا مع الصين.. من الواضح أن التعزيز التدريجي للعلاقات الودية التي أثبتت جدواها والاكتفاء الذاتي وغير الانتهازي للشراكة الإستراتيجية بين بلدينا باتا يؤرّقان باريس.. كما لا يمكنهم التخلّي عن محاولاتهم التفريق بين الأصدقاء القدامى بأي وسيلة، وتأليب بعض البلدان ضد البعض الآخر، وتكبيل أذرع دول جنوب وشرق العالم حتى ينسوا مصالحهم الوطنية لمصلحة الطموحات الجيوسياسية لسادة العالم السابقين”.
وقال غروشكو: إنّ “الغرب يخاف عموماً من تشكيل نظام متعدّد الأقطاب حقيقي للعلاقات الدولية يحدث أمام أعيننا مع عدد من المراكز المستقلة، بما في ذلك روسيا والصين”.
وأضاف: “من هنا كانت المحاولات بكل الوسائل لإيقاف أو أقله كبح هذه العملية (النظام المتعدّد).. ومع ذلك، في الصورة الناشئة للعالم، سيتعيّن على ماكرون، مثل غيره من قادة الغرب، أن يتصالح مع واقع العلاقات القوية والمتساوية والاحترام المتبادل بين موسكو وبكين”.