ماذا وراء الإعلان عن تدمير محطة رادار و5 قاذفات لنظام “باتريوت” في كييف؟
تحليل إخباري
سقطت آخر أحلام رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي بأن لديه نظام حماية صاروخياً خاصاً يمكن أن يعزل العاصمة كييف عن الضربات الصاروخية الروسية، ومع هذا السقوط سقطت أيضاً أحلام حلف شمال الأطلسي “ناتو”، ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، بأن أنظمته الصاروخية قادرة على مواجهة روسيا في أيّ حرب مستقبلية محتملة بين الطرفين، وبهذا الإعلان الروسي عن تدمير مفخرة الدفاع الصاروخي الأمريكي “باتريوت” الذي تبلغ تكلفته نحو مليار دولار، ويغطي أغلب مساحة أوروبا، بات لزاماً على واشنطن قبل غيرها أن تفكّر بطريقة مقبولة للخروج من هذه الحرب والتبرّؤ من النظام الأوكراني، كي لا تكون الخاسر الفعلي لهذه المعركة بعد تعرية شتى صنوف الأسلحة الأمريكية المجرّبة في هذا الميدان وتأكيد روسيا عدم إمكانية تحقيقها أيّ خرق في المواجهة القائمة حالياً.
ومن هنا، جاء إعلان وزارة الدفاع الروسية رسمياً عن هذا الإنجاز ليطلق رصاصة الرحمة على الحلم الغربي بإمكانية جعل الساحة الأوكرانية مسرحاً لتجريب الأسلحة الغربية تمهيداً للاصطدام، ليس مع روسيا فقط، وإنما مع حلفائها في مواجهة عسكرية مقبلة، وصار ضرورياً الاعتراف بالهزيمة في هذه الجولة أو على الأقل الانسحاب من هذه الساحة بشكل ممنهج يحفظ ماء الوجه، وبالتالي ليس بعيداً أن يجد الغرب مجموعة من الأسباب للتخلّي عن زيلنسكي أو إحباره على الاستقالة من منصبه، أو حتى اغتياله في ظروف غامضة مشابهة للظروف التي تم فيها دفن الأسرار التي كان يحملها الزعيم النازي أدولف هتلر حول كواليس الحرب العالمية الثانية وحقائقها وأسبابها وتحالفاتها.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق معطيات موثوقة، أنه في الثلاثاء 16 أيار، نتيجة لضربة صاروخية بصواريخ “كينجال” الفرط صوتية، تم تدمير محطة رادار، و5 قاذفات لنظام “باتريوت”.
وجاء في بيان الوزارة: “حسب معطيات موثوقة، في 16 أيار، نتيجة لضربة صاروخية تم تنفيذها في كييف باستخدام صواريخ كينجال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، أصيبت محطة رادار متعدّدة الوظائف ودمّرت بالكامل، بالإضافة إلى 5 قاذفات لنظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت”.
وفي 16 أيار 2023، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن صاروخ “كينجال”، استهدف منظومة “باتريوت” الأمريكية المضادة للصواريخ في كييف.
وجاء في بيان الوزارة: “أصاب صاروخ كينجال الفرط صوتي بضربة عالية الدقة، منظومة باتريوت الصاروخية الأمريكية المضادة للصواريخ في مدينة كييف”.
وخلال ليلة الثلاثاء، وجّهت القوات المسلحة الروسية ضربة مركّزة بأسلحة بعيدة المدى جواً وبحراً بدقة عالية استهدفت نقاط انتشار القوات المسلحة الأوكرانية، واستهدفت أماكن ومستودعات تخزين الذخيرة والأسلحة ومعدات عسكرية تم تسلّمها من دول غربية.
وفي الحقيقة، هذا الإعلان هو رسالة سياسية روسية واضحة إلى الغرب الجماعي بأن عليه أن يفكّر مليّاً قبل الوصول إلى حافة الهاوية في المواجهة مع موسكو، وأن يقتنع بأن التفوّق العسكري له قد ولّى إلى غير رجعة، وخير شاهد على ذلك انسحاب روسيا مؤخراً من معاهدة الأسلحة التقليدية الموقعة مع أوروبا بعد أن استغلّها الغرب أبشع استغلال في تطوير أسلحته ورفض الالتزام الكامل ببنودها، وهذا يقتضي بالمحصّلة الاعتراف بالهزيمة، وقبل كل ذلك الاعتراف بصعود القطب الروسي ضمن عالم جديد متعدّد الأقطاب.
طلال ياسر الزعبي