البعث أونلاينالصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

أعمال قمّة جدّة.. على أبواب قاعات الاجتماعات

جدّة – البعث          

يوم عمل ضاغط بالنسبة للوفود الإعلامية العربية التي غرقت منذ الصباح في استعداداتها لعمليات التغطية.. الأربعاء هو موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب. كانت مشاريع القرارات قد أعدّت أمس في اجتماعات الخبراء بانتظار تصديق وزراء الخارجية، ووضع التعديلات أو الملاحظات النهائية.

وصل وزراء الخارجية العرب في وقت مبكر، واللقاءات الثنائية كانت عديدة، وعلامات الارتياح كانت أكثر من واضحة، وجرى تبادل الابتسامات والضحكات وقوفاً وجلوساً في أكثر من مناسبة، ورغم أن الجلسة تأخّرت بعض الوقت، إلا أن ذلك لم يعكس إلا عُمق النقاشات بين مختلف الأطراف، والحرص على إنجاح الاجتماعات والتنسيق إلى أعلى درجة ممكنة.

مع ذلك، شكّلت لحظات الانتظار في الممرات وفي البهو الرئيسي وعلى مداخل قاعات الاجتماعات، والتوزّع على الجانب الأيمن من ممر الدخول إلى فندق جدة هيلتون، حيث يتأهّب الصحفيون لأخذ التصريحات السريعة، والتقاط الصور العاجلة، مناسبة للصحفيين العرب للترحيب بزملائهم السوريين بعد سنوات من الغياب الطويل، واستعادة ذكريات تغطيات عديدة سابقة في القمم العربية، واللهفة في السؤال عن أصدقاء قدامى، أو التعارف لتأسيس صداقات جديدة..

كان واضحاً كيف أن الأشقاء الإعلاميين من كل الدول العربية يتعاملون مع الإعلاميين السوريين على أنهم مفاجأة سعيدة، وكانت هناك استفسارات وأحاديث كثيرة متبادلة حول مهنة المتاعب وعن الأجور والتعويضات، دون أن يخلو الأمر من ردات فعل ساخرة وضاحكة!.

التنظيم السعودي لعمل الصحفيين عكس الحرص على إتاحة الفرصة لمختلف الفرق الإعلامية لتأمين تغطية هادئة وسلسة وبعيدة عن الفوضى التي يتّسم بها تحرّك المراسلين والمصوّرين عادة. وكانت الإرشادات والتوضيحات والتمنيات المهذبة تسبق كل خطوة، وقوفاً وفي اجتماعات عاجلة لا تستغرق أكثر من الدقيقة الواحدة. وكان واضحاً أن الزملاء في وزارة الإعلام السعودية حريصون على توفير أفضل الأجواء لوفود الدول الشقيقة.

من حيث العدد، وحتى من حيث حجم التغطية المرئية والمسموعة والمكتوبة، ربما كان الوفد الإعلامي السوري من بين أكبر الوفود المشاركة، وهو ما يعكس حتماً الرغبة السورية في إنجاح القمّة وتأمين أوسع تغطية ممكنة، ولربما يعكس أيضاً انطباعاً لا يمكن إخفاؤه وهو أن السوريين معنيون، إلى حدّ كبير، بإنجاح قمّة جدة، ولربما إيصال قناعة مفادها أن القمّة قمّتهم، وهو ما يتفق عليه الجميع هنا، ويردّدونه علناً وبصوت واضح. وقد واكب الإعلاميون السوريون مجريات القمّة منذ بدء اجتماعاتها التحضيرية على مستوى الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين يوم الأحد الماضي، ولم يغادروا فندق “جدّة هيلتون” حتى ساعة متأخّرة من يوم أمس بانتظار انتهاء جلسات مندوبي الخارجية للتوافق على إعداد مشاريع القرارات التي ستقدّم للقمة، بعد وضع اللمسات النهائية عليها اليوم من وزراء الخارجية.

الأجواء رطبة في مدينة جدة المطلّة مباشرة على البحر الأحمر، ولا يمكن تحمّل درجات الحرارة العالية دون تكييف في كل مكان، في السيارات والغرف والمطاعم وقاعات الاجتماعات. وقد وفّرت وزارة الإعلام السعودية جميع الخدمات الضرورية للعمل، فضلاً عن أن خدمة الإنترنت متوفرة مجاناً، أينما تذهب، كما تم تخصيص أسطول من السيارات الحديثة لنقل الطواقم إلى أماكن العمل والإقامة، بمسافة زمنية تقارب الساعة. وقد وضعت وزارة الإعلام السعودية برنامج زياراتٍ للتعرّف على معالم المدينة، وعرض جهود المملكة لتمكين المرأة السعودية في جميع القطاعات ومتحف دار الفنون الإسلامية وبينالي جدة، إضافة إلى زيارة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والمنطقة التاريخية ومركز واحة الإعلاميين ومعرض مصاحب لكبريات مشاريع المملكة مثل نيوم وذا لاين والعلا ومشروع البحر الأحمر بتقنية الواقع المعزّز.