وفد سوري برئاسة المقداد يشارك في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية
جدة – سانا
استمراراً للاجتماعات التحضيرية الخاصة بالقمّة العربية الـ32 انعقد اجتماع وزراء الخارجية التحضيري بمشاركة وفد سورية، يترأسه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد.
ويضمّ الوفد السوري معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان، ومندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة السفير بسام الصباغ، ومدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية السفير رياض عباس، ومدير إدارة المنظمات بوزارة الخارجية قصي الضحاك، ومدير مكتب وزير الخارجية جمال نجيب، ومن مكتب الوزير إيهاب حامد وإحسان رمان.
وفي مستهل الجلسة قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجزائر أحمد عطاف، الذي كانت بلاده ترأس القمّة السابقة: ينعقد اجتماعنا في ظرف إقليمي خاص يشهد تطوّرات متسارعة تستدعي مواصلة العمل من أجل رصّ صفوفنا وتوحيد كلمتنا بغية تجاوز العقبات والتحدّيات التي تحول دون ضمان مكانة تليق بأمتنا العربية، ولاسيما في ظل الاختلالات التي تطول منظومة العلاقات الدولية القائمة، مشيراً إلى أن التحوّلات التي يشهدها العالم حالياً، وما تنبئ به من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى يجب أن تستوقفنا لتدارس واستكشاف سبل التأقلم معها والمساهمة كمجموعة موحّدة في صياغة ملامح منظومة علاقات دولية نريدها أن تكون مبنيّة على أسس السيادة المتساوية للدول والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.
وأضاف عطاف: إن اجتماعنا يُعدّ فرصة مواتية لتأكيد أهمية وحتمية تسريع مسار إصلاح وعصرنة وتعزيز العمل العربي المشترك استجابة للتحديات الجمّة الماثلة أمامنا، موضحاً أن القمة العربية التي استضافتها الجزائر في تشرين الثاني الماضي اعتمدت جملة من الاقتراحات بغية تفعيل دور جامعة الدول العربية بهدف إيجاد حلول للنزاعات وتعزيز التعاون العربي لضمان استغلال أمثل لمقوّمات التكامل الاقتصادية، وتحقيق ما تنشده شعوبنا من تعاون اقتصادي وتنمية مستدامة ورخاء مشترك.
وبيّن عطاف أنه في ظل أوضاع كهذه تتطلع الجزائر إلى قمّة جدّة كفرصةٍ متجدّدة لمواصلة الجهود وتكثيف المساعي لكسب رهانات العمل العربي المشترك واستكشاف آفاقه الواعدة، عبر تثمين ما يجمع الدول العربية من مقومات أصيلة وتحييد ما يفرقها من تجاذبات هامشية، لافتاً إلى أن بلاده اختارت “لمّ الشمل” عنواناً رئيسياً، ومقصداً نبيلاً للقمّة التي احتضنتها، وسعت بكل ثبات وعزم وإخلاص لخدمة المشاريع والقضايا التي تصبّ في مصلحة الدول العربية وشعوبها.
وتابع وزير الشؤون الخارجية الجزائري: من هذا المنطلق ترحّب الجزائر أيّما ترحيب ببوادر ترسيخ هذا التوجّه الذي بدأت تتجلى ملامحه مع استئناف سورية الشقيقة شغل مقعدها في الجامعة، والخطوات التي تم اتخاذها لتطوير وتقوية العلاقات العربية مع سورية، والمساهمة بشكل جماعي في حل الأزمة في هذا البلد الشقيق، فضلاً عن التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين، تركيا وإيران، معرباً عن أمل الجزائر بأن تتواصل وتمتدّ وتتعزّز الأجواء الإيجابية التي تشهدها المنطقة العربية في صورة توافق عربي كامل الأركان يسمح بتدارك ما يجب علينا تداركه، والعمل مستقبلاً على احتواء الأزمات داخل البيت العربي، بدل السماح بتدويلها وتعقيدها وتشعّب أطرافها داخلياً وخارجياً.
وأشار عطاف إلى أن ما يعانيه الأشقاء الفلسطينيون نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته الإجرامية الممنهجة في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر يحزّ في نفوسنا ويستلزم من العرب مضاعفة الجهود للعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه، وعلى رأسها حقّه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتمكين دولة فلسطين من نيل المزيد من الاعترافات الدولية والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وبعد تسلّمه رئاسة الجلسة من نظيره الجزائري، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود: أرحّب بمشاركة الجمهورية العربية السورية في اجتماعنا، وباستئناف مشاركتها في اجتماعات جامعة الدول العربية، موضحاً أن العالم يمرّ بتحدياتٍ وصعوبات عديدة تجعلنا أمام مفترق طرق يحتّم علينا الوقوف صفاً واحداً، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها لتصبح منطقتنا آمنة ومستقرة تنعم بالخير والرفاه.
وأشار ابن فرحان إلى أن منطقتنا العربية تزخر بطاقات بشرية وثروات طبيعية تجعلنا أمام تحدّ مع أنفسنا يفرض علينا جميعاً التنسيق المستمر وتسخير كل الأدوات الممكنة وتفعيل ابتكارات عمل جديدة في علاقاتنا البينية، رافضين التدخلات الخارجية وواضعين نصب أعيننا مصالح دولنا وشعوبنا من أجل تحقيق نهضة شاملة طالما تطلّعت إليها شعوبنا.
وأعرب ابن فرحان عن تطلّع المملكة العربية السعودية للعمل العربي الجماعي لتعزيز استقرار دولنا وحشد الجهود والإمكانات للمضيّ قدماً ضمن مسار التنمية والازدهار لبناء مستقبل واعد لأجيالنا القادمة.
وفي كلمة له قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: أرحّب بوزير خارجية الجمهورية العربية السورية، وأتمنى أن تكون عودة سورية للجامعة مقدّمة لإنهاء أزمتها، ولاستعادة حيويتها وحضورها في العمل العربي، مؤكداً أن لسورية إسهاماً حضارياً بارزاً في المنطقة على مرّ تاريخها، وهي دولة مؤسسة للجامعة والجميع يتطلّع لتعزيز دورها وحضورها.
وأوضح أبو الغيط أن النزاعات والصراعات التي يشهدها العالم تشيع الاضطراب في الاقتصاد الدولي، وتضع على كاهل الكثير من الدول أعباءً إضافية سواء في تعزيز الأمن أم في الحصول على الموارد، ولاسيما الطاقة والغذاء، الأمر الذي يتطلب من الدول العربية التشبّث بمصالحها الوطنية والعمل ككتلة موحّدة تنسّق في المواقف وتتحدّث بلسان واحد، فهذا ما يعطي مواقفها ثقلاً ويمنحها وزناً ويوفر المظلة الحامية للمنطقة العربية من شرور الاستقطاب والصراع في النظام الدولي.
وأشار أبو الغيط إلى أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يقترب من مرحلة الانفجار مع استمرار الاحتلال باعتداءاته على الفلسطينيين وممارساته الرامية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، معرباً عن الأمل بأن تخرج القمة العربية بقرارات تعكس تطلعات الشعوب العربية، وتكون على قدر التحدّيات القائمة وتقدّم حلولاً عربية للمشكلات العربية، وتعزّز قوة الدول العربية وتماسكها وتوحّد كلمتها.
تلا ذلك جلسة عمل مغلقة للنظر في مشروع جدول أعمال القمة ومشاريع القرارات المدرجة وإقرارها.