أخبارصحيفة البعث

لافروف: الأزمة الأوكرانية قد تنتهي بتخلّي واشنطن عن نظام كييف

موسكو- واشنطن – تقارير

ليس غريباً أن تتخلّى الإدارة الأمريكية عن عملائها حول العالم، فقد سبق لها أن تخلّت عنهم في أماكن كثيرة من العالم عندما شعرت بأن دورهم الوظيفي قد انتهى وأن وجودهم بات يشكّل عبئاً عليها، حيث تشير أغلب التوقعات إلى إمكانية إجبار رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي على الاستقالة من منصبه لحفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية الغارقة في استخدام هذا النظام لاستهداف روسيا، وربّما تنتهي هذه الأزمة أيضاً باغتياله وإلقاء اللوم على أطراف أخرى إذا تعذّرت إقالته.

فقد أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأزمة في أوكرانيا قد تنتهي بتخلّي الولايات المتحدة عن نظام كييف.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله في مقابلة مع قناة تسارغراد التلفزيونية اليوم: “إن الولايات المتحدة تخلّت في السابق عن القيادة الأفغانية التي اعتمدوا عليها خلال احتلال هذا البلد الذي دام عشرين عاماً”، لافتاً إلى أنه من غير المستبعد أن تنتهي الأزمة الأوكرانية بهذا السيناريو.

وأضاف لافروف: “أتمنى أن يهتمّ السياسيون المعاصرون بالتاريخ وكيف تتطوّر العلاقات مع نهج الهيمنة الذي يريد أن يفرض نفسه على الجميع بهذه الصفة”.

إلى ذلك، كشف الصحفي الأمريكي الاستقصائي سيمور هيرش أن مجموعة من الدول بقيادة بولندا تدعو الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشكل سري لإنهاء الأزمة في بلاده، ولو كان ذلك يتطلّب استقالته.

وأوضح هيرش على صفحته الإلكترونية الخاصة، كما نقل موقع روسيا اليوم أن زيلينسكي يرفض مقترحات تلك الدول بإنهاء الحرب في الوقت الذي بدأ فيه يفقد الدعم بين جيرانه.

وأشار هيرش إلى أن الدول المجاورة لأوكرانيا بدأت بدفع زيلينسكي نحو السعي لحل الأزمة مع تدفق ملايين النازحين الأوكرانيين إلى أوروبا.

ولفت هيرش الى الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخراً، وأظهرت أن زيلينسكي خلال عمله دون علم إدارة البيت الأبيض دفع بقوة في وقت سابق من هذا العام لسلسلة موسّعة من الهجمات الصاروخية داخل روسيا.

واعتبر هيرش أن رغبة زيلينسكي في نقل الحرب إلى روسيا ربما لا تكون واضحة للرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعدي السياسة الخارجية في البيت الأبيض، ولكنها واضحة بالنسبة لمجتمع الاستخبارات الأمريكية.

وكان هيرش كشف في وقت سابق وقوف الولايات المتحدة وراء تفجير خطي أنابيب الغاز الروسي (السيل الشمالي1 والسيل الشمالي2) في بحر البلطيق في أيلول الماضي، مبيّناً أن واشنطن زرعت 8 قنابل تحت الخطين.

كذلك أكّد هيرش أن واشنطن تسعى عبر نشر معلومات استخبارية مزيّفة إلى صرف انتباه الرأي العام عن ضلوعها في تفجير خطوط أنابيب السيل الشمالي لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا.

ورغم ذلك، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن إمدادات الأسلحة وتدفقها إلى نظام كييف آخذة بالازدياد، وهي حقيقة ملموسة على أرض الواقع.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله رداً على تقرير بشأن دعوة مزعومة لمجموعة من البلدان لإنهاء الصراع: “ما ندركه هو الحقائق الملموسة ونرى تدفق الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا الآخذ في الازدياد، كما نرى تزايداً في مستوى الخصائص التكتيكية والتقنية للأسلحة التي يتم توريدها”.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أعلن أمس الأول أن استمرار الغرب بضخّ كميات كبيرة من الأسلحة لنظام كييف الفاشي دون تفكير هو محاولة لإعفاء نفسه من المسؤولية عن الأزمة.

من جهة ثانية، أكّدت وزارة الخارجية الروسية موافقة موسكو على تمديد اتفاقية الحبوب الموقّعة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في إسطنبول في تموز من العام الماضي، لمدة شهرين إضافيين، مشدّدة على ضرورة حل العقبات في تنفيذ المبادرة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا للصحفيين اليوم: نؤكد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تمديد مبادرة البحر الأسود لمدة شهرين إضافيين، وهذا يوفر فرصة ليس بالقول ولكن بالأفعال للمساعدة في ضمان الأمن الغذائي العالمي.

وأشارت زاخاروفا الى أن تقييمات روسيا الأساسية لاتفاقيات إسطنبول لعام 2022 لم تتغيّر، وأنه ينبغي حل المشكلات والعقبات في تنفيذها بأسرع وقت ممكن.

وكان أردوغان أعلن في وقت سابق اليوم توصل جميع الأطراف المعنية إلى اتفاق لتمديد تصدير الحبوب ضمن “صفقة الحبوب” مدة شهرين إضافيين.

من جهته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا موافقة موسكو على تمديد اتفاقية الحبوب الموقّعة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في مدينة إسطنبول التركية في تموز من العام الماضي.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن نيبينزيا قوله: إن “روسيا وافقت على تمديد مبادرة “اتفاق حبوب البحر الأسود” لأنها تأمل في حل سريع للمشكلات المرتبطة بتنفيذه”.

وأضاف: “لأننا ما زلنا لم نفقد الأمل بأن القضايا التي نقوم بإثارتها سيتم حلها، وكلما أسرعنا كان ذلك أفضل”.

وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن مصير صفقة الحبوب وتمديدها مرتبط باحترام المصالح الروسية، مؤكدة أن موسكو لن تحيد عن موقفها هذا.

وقالت زاخاروفا في مقابلة مع قناة “زفيزدا” التلفزيونية: إن “كل ما تحدّثت عنه القيادة الروسية هو أن هذا الاتفاق حول تمديد صفقة الحبوب مرتبط ارتباطاً مباشراً بمراعاة المصالح الروسية، وهذا هو بالضبط العامل الذي سيشكل أساس القرار الذي سيتخذ بخصوصها”، مضيفة: “لنمنح خبراءنا الفرصة لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق”.

ووفقاً لزاخاروفا “لن يكون هناك أي انحراف عن الامتثال للشروط التي تم تضمينها في الاتفاقات الملزمة للطرفين”.

وتتضمّن مبادرة “حبوب البحر الأسود”، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما في ذلك أوديسا وهي جزء من مجموعة اتفاقيات مصمّمة لمدة ثلاث سنوات، تنصّ على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات.

وأشارت موسكو مراراً إلى صعوبة استمرار الاتفاقية في ظل عدم تنفيذ الجزء الخاص بروسيا من مجموعة الاتفاقيات.