أخبارصحيفة البعث

إصابة واعتقال عدد من الفلسطينيين في مناطق بالضفة الغربية

الأرض المحتلة – سانا    
يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، وعلى مقدّساته بصورة يومية، حيث أُصيب، الخميس، طفل فلسطيني برصاص الاحتلال شمال بيت لحم، كما أُصيب واعتُقل فلسطينيون خلال اقتحام لقوات الاحتلال مناطق بالضفة الغربية، واقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في سبسطية، وقام الاحتلال أيضاً بمنع لجنة إعمار الخليل من استكمال ترميم مبنى في محيط الحرم الإبراهيمي، بينما قام مستوطنون آخرون بتجريف أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، في وقت حوّل فيه الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية.

وفي السياق، أُصيب طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم بالضفة.

وذكرت وكالة “وفا” أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص باتجاه طفل، 14 عاماً، في منطقة المفتاح على المدخل الشرقي للمخيم، ما أدّى إلى إصابته في قدمه.

وفي وقت سابق، أُصيب عدد من الفلسطينيين، واعتُقل آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق متفرقة بالضفة، حيث اقتحمت أحياء عدّة في مدينة نابلس وبلدة بيت أمرين شمالها وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، والعشرات بحالات اختناق، كما قامت باعتقال شاب، وداهمت قوات الاحتلال أيضاً بلدة بيت سيرا في رام الله والسموع جنوب الخليل ومراح ربا وبيت فجار في بيت لحم، واعتقلت خمسة فلسطينيين.

إلى ذلك، اقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس بالضفة.

وأوضح رئيس بلدية سبسطية محمد عازم أن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة، بحماية قوات الاحتلال التي أغلقتها أمام الفلسطينيين، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاههم.

إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال ترميم أحد المباني في محيط الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة.

وأفاد مدير لجنة الإعمار عماد حمدان بأن قوات الاحتلال أوقفت أعمال ترميم أحد المباني في محيط الحرم، وأجبرت طواقم اللجنة على إخلائه، مشيراً إلى أن الاحتلال يمنع اللجنة من الوصول إلى جزء كبير من المباني في البلدة القديمة من الخليل بهدف تهويدها.

بدورهم، جرّف مستوطنون إسرائيليون مساحاتٍ من أراضي قريتي قصرة وجالود جنوب مدينة نابلس بالضفة.

وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن مستوطنين جرّفوا مساحاتٍ من الأراضي في جالود وشرق قصرة، لتوسيع مستوطنتين مقامتين على أراضيهما.

في الأثناء، تتابع قوات الاحتلال تحويل مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، حيث نشرت أكثر من ثلاثة آلاف جندي فيها لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والبلدة القديمة وأحياء عدة في المدينة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه منذ الساعة السابعة، من صباح الخميس، اقتحم أكثر من ألف مستوطن، بينهم إيتسحاق فاسرلاف الوزير في حكومة الاحتلال وأعضاء من “الكنيست”، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي أغلقت المصلى القبلي بعد إرغام المرابطين والمصلين الفلسطينيين على الخروج منه، وكثّفت وجودها في ساحات المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وشدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في القدس ومنعت الشبان من دخول الأقصى لأداء صلاة الفجر، وأبعدت بالقوة عشرات المقدسيين والصحفيين عن محيط باب السلسلة، واعتدت بهمجية على الشبان في محيط الأقصى والمرابطين الموجودين قرب باب السلسلة، كما أرغمت أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة على إغلاق محالهم، إضافة إلى قيام آلاف المستوطنين باقتحام أحياء البلدة القديمة مردّدين هتافاتٍ عنصرية استفزازية وسط اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

من جهتها، فصائل المقاومة الفلسطينية أكّدت في بيان مشترك أن اقتحامات المستوطنين الواسعة للأقصى والبلدة القديمة في القدس محاولة فاشلة من الاحتلال لفرض سيطرته على المدينة، وقالت: إن “الاحتلال يفتح النار على كل الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم بمواصلة عدوانه على الأقصى والقدس”، مشدّدةً على أن هذا العدوان يستوجب تصعيداً للعمل المقاوم وتحرّكاً شعبياً كبيراً لإفشال مخططات الاحتلال الخبيثة.

ودعت القوى الوطنية الفلسطينية إلى مظاهرات حاشدة عصر الخميس في مدن الضفة وقطاع غزة المحاصر، رفضاً للاقتحامات ولعدوان الاحتلال على القدس، وأعلنت الخميس والجمعة لرفع العلم الفلسطيني تأكيداً للهوية الوطنية الفلسطينية ولمواصلة النضال في مواجهة التهويد.

وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إجراءات سلطات الاحتلال العنصرية ضدّ الفلسطينيين في مدينة القدس لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وأوضح فتوح أن التهديدات الوقحة التي أطلقها “بنيامين نتنياهو” بالقتل والاغتيال لمن يحاول اعتراض اقتحامات المستوطنين أو التصدّي لهم وإعطاءه الضوء الأخضر لوزيريه المجرمين “بتسلئيل سموتريتش” و”ايتمار بن غفير” لقيادة هذه الاقتحامات ما هي إلا استفزاز لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين وصفعة بوجه المجتمع الدولي الذي يتجاهل بطش وإجرام الاحتلال.

وأشار فتوح إلى أن اقتحامات المستوطنين الواسعة للقدس أداة من أدوات الحرب العنصرية التي تشنّها سلطات الاحتلال، بهدف طرد الفلسطينيين من القدس لتهويدها، مشدّداً على أن الفلسطينيين سيواصلون الدفاع عن القدس ومقدساتها، وفي مقدّمتها الأقصى وسيفشلون مخططات الاحتلال.

سياسياً، جدّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووقف عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأدانت الخارجية في بيان، إعلان سلطات الاحتلال أنها ستبدأ بإعادة المستوطنين إلى مستوطنة “حومش” شمال الضفة، المقامة على مئات الدونمات في منطقة جبل القبيبات بأراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين التي كانت أخلتها عام 2005.

وأكّدت الخارجية أن هذا القرار استعماري توسّعي عنصري يندرج في إطار عمليات ضمّ الضفة وإغراقها في محيط استيطاني ضخم يرتبط بالمستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويحوّل المناطق الفلسطينية إلى مناطق معزولة ومتناثرة غير متواصلة جغرافياً في سباق إسرائيلي مع الزمن لوأد أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأشارت الخارجية إلى أن غياب الإرادة الدولية في احترام وضمان تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، وكذلك الحماية التي توفرها بعض الدول الكبرى لسلطات الاحتلال تشجّعها على التمادي في جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي.

وفي شهر آذار الماضي أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بإعادة المستوطنين إلى 4 مستوطنات شمال الضفة كانت أخلتها عام 2005، هي “كاديم” المقامة في منطقة تقع بين مدينة جنين وبلدة قباطية وقرى أخرى جنوبها، و”غانيم” المقامة على أراضي قرى دير أبو ضعيف وأم التوت وعابا وخربة سبعين ومنطقة السويطات شرق جنين، و”سانور” المقامة بين قريتي صانور وجبع جنوب جنين، ومستوطنة “حومش”.

عربياً، طالبت وزارة الخارجية الأردنية سلطات الاحتلال بوقف انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، وجميع الإجراءات التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة.

وحذّرت الخارجية في بيان لها من خطورة الاقتحامات الواسعة التي ينفّذها المستوطنون منذ صباح، الخميس، للأقصى والبلدة القديمة وأحياء عدة شرق القدس، وبينهم وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء كنيست بحماية قوات الاحتلال، مشدّدةً على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين وحدهم.