لافروف يدعو إلى التخلّي عن المواجهة في العلاقات الدولية
موسكو – سانا
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التخلّي عن المواجهة في العلاقات الدولية، مؤكداً أنها طريق مسدود في تطور العلاقات الدولية ويجب تجنّبها.
ونقلت وكالة نوفوستي عن لافروف قوله اليوم خلال رسالة إلى المشاركين في افتتاح المنتدى السابع للدبلوماسيين الشباب لدول منظمة التعاون الإسلامي: إن روسيا تنطلق باستمرار من أن تطوير العلاقات الدولية في ظل نظام المواجهة هو طريق مسدود، لذا يجب تجنّب المواجهات غير المنطقية والخطيرة للغاية بين المراكز العالمية.
وأضاف لافروف: من المهم للمجتمع الدولي ضمان وجود النظام العالمي الناشئ المتعدّد الأقطاب ليس بالقوة، بل من خلال الضوابط القانونية على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام مبدأ المساواة في السيادة بين جميع الدول.
يُشار إلى أن منتدى الدبلوماسيين الشباب هو إحدى جلسات النقاش للمنتدى الاقتصادي الدولي “روسيا والعالم الإسلامي.. منتدى قازان” الذي افتُتح صباح اليوم في قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، وهو عبارة عن منصّة لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية والثقافية بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي.
من جهة ثانية، قال لافروف: إن الولايات المتحدة ليست مستعدّة الآن ولا في المستقبل المنظور للقيام بخطوات بنّاءة لحل الوضع في أوكرانيا.
وشدّد لافروف على أن الولايات المتحدة تواصل تعقيد الوضع في أوكرانيا، في سياق مسارها الاستراتيجي لمواجهة التكوين الموضوعي لعالم متعدّد الأقطاب، وذلك بهدف المحافظة على هيمنتها، وإخضاع الجميع وكل شيء لإرادتها.
من جهته، أكّد ديمتري بيريشيفسكي مدير التعاون الاقتصادي في وزارة الخارجية الروسية أن الجانب الروسي يعمل بنشاط مع الشركاء لفرض استخدام أنظمة الدفع الوطنية كبديل لمنظومة سويفت في التجارة المتبادلة.
ونقلت وكالة تاس عن بيريشيفسكي قوله للصحفيين اليوم على هامش منتدى قازان: “في سياق بدء فك دولرة الاقتصاد فإن أحد الشروط الرئيسية للتنمية المستقرة للروابط التجارية والاقتصادية والاستثمارية هو وجود بنية تحتية مستقلة للتسديد والمدفوعات”.
وأضاف بيريشيفسكي: “نحن نعمل بنشاط لتحقيق ذلك، ونحتاج إلى ربط أنظمة الدفع الوطنية البديلة لنظام سويفت وتوسيع استخدام أنظمة الدفع هذه خلال تجارتنا، ونعطي أولوية الاهتمام بهذه القضية مع إدراكنا أن التخلي عن النظام المالي المتمركز حول الغرب لمصلحة عالم متعدّد العملات أمر لا مفرّ منه في المستقبل المنظور”.
ولفت بيريشيفسكي إلى أن العديد من الدول الإسلامية يقف في طليعة هذا الاتجاه، وقال: “نولي اهتماماً كبيراً لمصالح شركائنا ولاهتمام روسيا بالتعاون عبر صيغة الصيرفة الإسلامية”.
من جهة ثانية، أكّد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن دعوة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المواطنين الروس لمشاركتها معلوماتٍ حساسة استفزاز وقح جديد، وجزء من الحملة المنسّقة للحرب الهجينة ضد روسيا.
وأنشأت وكالة الاستخبارات الأميركية قناة على تطبيق تليغرام نشرت فيه مقطع فيديو دعائياً باللغة الروسية، وقالت: إنها “مهتمة بالمعلومات وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالاقتصاد أو القيادة العليا لروسيا”.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن أنطونوف قوله تعليقاً على المقطع: “هذا ليس أول استفزاز وقح من الاستخبارات الأميركية”، لافتاً إلى أن الغرب، وبعد فشل “حرب العقوبات الخاطفة” ضد روسيا، وإدراكه استحالة إلحاق هزيمة عسكرية بها يحاول الآن زرع الفتنة في المجتمع الروسي في إطار حملة الحرب الهجينة ضد موسكو.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت: “إن النشاط الخبيث لضباط المخابرات الأميركية في الجزء الروسي من الإنترنت لن يمرّ دون ردّ”.
إلى ذلك، انتقدت السفارة الروسية لدى واشنطن تعمّد الولايات المتحدة غضّ النظر عن ممارسات سلطات كييف التي لم تعُد تخفي جرائمها الإرهابية، والتي حصلت على الدعم الأميركي الشامل لها.
وأعربت السفارة عن استيائها بشأن قول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يستبعد إدراج روسيا في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأضافت: “هم يسمحون لأنفسهم بالتكهّن فيما إذا كان ينبغي منح روسيا التي تحارب النازية بأقصى مظاهرها مكانة “دولة ترعى الإرهاب”.. هذا نفاق استثنائي”.
وكانت موسكو قد حذّرت في وقت سابق من أن التنفيذ المحتمل لمثل هذه الخطوة سيؤدّي إلى ردود قاسية، وقالت زاخاروفا: “إذا صنّفت واشنطن روسيا على أنها دولة راعية للإرهاب فيمكن نسيان العلاقات بين الدول”.
وفي شأن متصل بالوقاحة الأميركية، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن موضوع “التهديد” النووي الروسي المزعوم الذي تم الإعلان عنه في قمّة مجموعة السبع بهيروشيما اليابانية هو أمر مثير للسخرية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن زاخاروفا قولها: إن هذا الموضوع “التهديد النووي الروسي المزعوم” الذي تم الإعلان عنه في قمّة مجموعة السبع في هيروشيما هو مزيج مذهل من السخرية غير المحدودة للأمريكيين والعبثية المحزنة للغاية لقرار المنظمين اليابانيين.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي اختبرت أسلحة نووية على أناس يعيشون في المدينة نفسها، وأكّدت أن هناك أدلّة أرشيفية بيّنت أن الولايات المتحدة خطّطت لشنّ ضرباتٍ نووية على مدن أخرى في اليابان بعد ضرب هيروشيما وناغازاكي.