وزراء خارجية عرب: قمّة جدة ستكون لها تداعيات إيجابية على دولنا
جدة – سانا
أكّد عدد من وزراء الخارجية العرب عقب الاجتماع الوزاري التحضيري للقمّة العربية في جدة أن القرارات التي ستنتج عن القمة ستكون لها تداعيات إيجابية على الأوضاع في الدول العربية، مشدّدين على أن المطلوب من القمّة أن تضع الخطوط الأولى للبدء بمواجهة التحدّيات التي تواجه الأمة العربية.
وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين قال في تصريح للصحفيين: “هناك تحدّيات كبيرة تواجهها الدول العربية، منها القضية الفلسطينية والوضع في السودان واليمن، وهناك أطر مختلفة للتعامل مع هذه التحدّيات والمشكلات وإدارة جميع هذه الأزمات”، مشيراً إلى وجود مبادرة من جانب المملكة العربية السعودية مع الدول الأخرى للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان.
وأكّد حسين أن حضور سورية في هذه الاجتماعات التحضيرية وفي القمة المقرّرة يوم الجمعة إضافة مهمّة جداً تؤرّخ لمرحلة جديدة، موضحاً أن بلاده كانت دائماً من المطالبين بعودة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية، واليوم سورية استأنفت حضورها بدعم وإجماع عربي كبير.
وأشار حسين إلى أن سورية والعراق تربطهما علاقات دبلوماسية قوية لم تنقطع خلال الفترة السابقة، وسوف يتم التعاون أكثر في إطار جامعة الدول العربية وفي أطر أخرى للوصول إلى مواقف مشتركة تدعم الأمن والاستقرار في سورية.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالتحضيرات التي أعدّتها المملكة العربية السعودية، والتي انعكست إيجاباً على مجريات الاجتماع الوزاري التحضيري الذي سار بكل سلاسة وتوافق.
وفيما يخص الوضع في سورية قال الصفدي: لقد بنينا على اجتماعَي جدة وعمّان وعلى جهود جميع الدول العربية من أجل أن يكون هناك دور عربي قيادي ينتج حلاً حقيقياً يعالج جميع تبعات الأزمة في سورية وينهي معاناة الشعب السوري، مؤكداً أن رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية يقتضي أن نتعاون جميعاً لنتخذ خطوات عملية تضعنا على طريق الحل.
بدوره، وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أكّد أن وجود الوفد السوري في اجتماعات الجامعة العربية يعزّز الموقف الفلسطيني، معرباً عن أمله بنجاح هذه الاجتماعات وتحقيق الهدف المعول عليها.
من ناحيته، أكّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أن التوافق خلال الاجتماع الوزاري التحضيري كان السمة الأبرز حول جميع القرارات التي تم رفعها إلى قمّة جدة المقرّرة يوم الجمعة المقبل، مشيراً إلى وجود تفاهمات عربية عديدة حول جملة من القضايا والمسائل المهمة.
وأشار زكي في تصريح صحفي إلى أن الاجتماع تطرّق إلى موضوعات متعدّدة معظمها سياسية تتعلق بقضية فلسطين وبمختلف تطورات الأوضاع في مناطق الأزمات والتدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، إضافة إلى اعتماد حزمة من القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وأكّد زكي أن عودة سورية إلى اجتماعات جامعة الدول العربية تدشّن لمرحلة جديدة من التعامل مع الوضع في سورية، داعياً إلى ضرورة أن يكون هناك إسهام عربي ملموس لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي، ومساعدته على التعامل مع جميع المشكلات التي تواجهه نتيجة المرحلة السابقة.
وفيما يتعلق بالوضع في السودان، لفت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى وجود مشروع قرار مطروح على القمّة العربية يأخذ بالاعتبار كل التطورات الحاصلة هناك، إلى جانب إعلان جدة الإنساني الذي صدر منذ عدة أيام.
وأشار زكي إلى أن القضية الفلسطينية كالعادة هي محور أساسي من محاور الوضع العربي كله، وكلنا نتابع الوضع في فلسطين وما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات وسياسات غير شرعية كلّها مدانة عربياً، مؤكداً استمرار الدعم السياسي العربي لفلسطين، وهناك لجنة مشكلة بقرار من قمة الجزائر عقدت اليوم اجتماعها لدعم فلسطين وعضويتها في المحافل الدولية والأمم المتحدة والاعتراف بها.
وختم زكي بالقول: نأمل بأن تشكّل قرارات القمة العربية دفعة للعمل العربي المشترك ومحاولة للإسهام في تسوية النزاعات القائمة والتخفيف من وطأتها.